صحافة دولية

موندافريك: الجزائر على مفترق الطرق بين إيران والسعودية

هل تتوثق العلاقات الإيرانية الجزائرية على حساب السعودية؟
هل تتوثق العلاقات الإيرانية الجزائرية على حساب السعودية؟
نشر موقع موندافريك الناطق بالفرنسية تقريرا حول موقف الجزائر من التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية ضد تنظيم الدولة، وتأثير هذا الموقف على مستقبل العلاقات الجزائرية الإيرانية.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران تطمح لنفوذ أكبر في منطقة شمال إفريقيا، وفي هذا الإطار تأتي الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الإيراني إسحاق جاهنغيري للجزائر، خاصة أنها تتزامن مع إعلان الجزائر عن مقاطعة التحالف الذي أعلنت عنه السعودية.

وذكر الموقع أن الجزائر أعلنت تحفظها على المشاركة في الحلف العربي الإسلامي الذي شكلته السعودية ضد تنظيم الدولة، بسبب الخلافات مع السعودية بشأن التعاطي مع القضايا الإقليمية والعربية.

وأضاف الموقع أن طهران كثفت جهودها لاستغلال هذا الفتور، إن لم يكن توترا بين الطرفين، لفرض نفسها كبديل عن سياسات السعودية في المنطقة، حيث لن يكون من المستبعد أن تشكل الجزائر حلفا موازيا مع إيران.

وأشار الموقع إلى أن التوتر الذي تزايدت حدته في الأشهر الأخيرة بين الجزائر السعودية، يتجاوز التفاصيل التي تتعلق بالحلف ضد تنظيم الدولة، إلى سياسات المملكة على عدة مستويات.

وتشمل هذه الخلافات التدخل العسكري في اليمن، وتمويل الجماعات السورية المسلحة، والإدارة الداخلية لمنظمة الأوبك، والتمييز ضد الحجيج الجزائريين، وموقف المملكة الداعم "للمخزن المغربي" في قضية الصحراء الغربية.

وذكر الموقع أن الجزائر في المقابل، تشارك إيران مواقفها حول قضايا جوهرية، خاصة فيما يتعلق بالصراع السوري وتعديل أسعار البترول، وبالتالي يمكن لهذا التقارب الثنائي بين البلدين أن يمهد الطريق لظهور حلف مواز يهدد نفوذ المملكة في المنطقة.

وأضاف الموقع أن الطرفين الجزائري والإيراني يدركان أن الرد الوحيد على النفوذ السعودي في المنطقة، يجب أن يكون على المستوى الاقتصادي، لذلك أعلن الطرفان في أثناء الزيارة الاستراتيجية لإسحاق جاهنغيري، عن إعادة تفعيل اللجنة الثنائية العليا بين البلدين.

وتوجت اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين رفيعي المستوى من إيران والجزائر، بإبرام عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية والثقافية، التي تهدف إلى خلق كتلة اقتصادية قوية في مواجهة نفوذ السعودية. وشملت هذه الاتفاقيات برامج تنفيذية للتعاون، في مجالات الرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والأشغال الكبرى، على امتداد السنوات الخمس القادمة.

واعتبر الموقع أن هذه الاتفاقيات "التاريخية" بين البلدين المتخاصمين مع السعودية، مهدت الطريق لتأسيس معادلة رابحة لكلا الطرفين، حيث تعتزم الجزائر استيراد الخبرة الإيرانية لتنمية قدراتها الصناعية في مجال صناعة السيارات، للاستفادة من التجربة الإيرانية في هذا المجال.

وذكر الموقع أن طموحات الشراكة بين البلدين كبيرة ومفتوحة على كل الآفاق، بما في ذلك المجال العسكري، إذ أكدت بعض المصادر الدبلوماسية للصحيفة أن الجزائر طلبت من إيران تعاونها لتعزيز جهوزية وقدرات الجيش الجزائري.  

وأضاف الموقع أن التقارب الاستراتيجي بين إيران والجزائر يعتمد من ناحية أخرى على التحالفات الدولية للبلدين، بهدف ضمان المحافظة على مصالحهما الجيوسياسية في العالم.

وفي الختام، أكد الموقع أن الجزائر تدرك قيمة التجربة الإيرانية اقتصاديا وسياسيا، بينما تراهن إيران على تحالفها مع الجزائر لمواجهة النفوذ المتزايد للسعودية في العالم العربي.
التعليقات (3)
خطيب الجزائرى
الإثنين، 21-12-2015 10:12 ص
صحيح أن الجزائر تتحالف مع إيران لكن اقتصاديا فقط خصوصا فيما يتعلق بأسعار البترول. أما عسكريا فلا أظن ذلك و استبعده كليا. الجزائر غارقة في مشاكلها و لا تنظر إلا في وضعها الداخلي.
على أهلها جنت براقش
الإثنين، 21-12-2015 12:48 ص
السعودية تجني الآن دعمها لانقلاب 1992 في الجزائر على الإنتخابات حيث قال الملك فهد لجنرال الإنقلاب حينها خالد نزار (هذا في مُذكِّراته) حين استقبله و في سياق الكلام عن الإسلاميين: "إنهم ليسوا مسلمين، والحل الوحيد معهم هو العصا.. العصا.. العصا"...بالضبط كما فعلت مع السيسي الذي انحاز أخيرا لإيران
فيصل الجزائرى
الإثنين، 21-12-2015 12:39 ص
العلاقة الجزائرية السعودية لم تتزعزع ولكن هناك إختلاف فى قراءة ما يحدث فى الوطن العربى فلادعى للتهويل يكفى الأمة ما يحدث لها من تشتت أما معاملة المعتمريين والحجيج الجزائريين شهادة لله اننا عوملنا أحسن معاملة وبالمناسبة نشكر السلطات السعودية على المجهود الجبار الذى تبذله خدمتا لضيوف الرحمان .فالرقى والإزدهار للدولتين والشعبين الشقيقين.