توزع جريدة "
الأهرام" المصرية نحو 150 ألف نسخة يوميا، لكن هذا الرقم يتضاعف قرابة ثلاثة أضعاف يوم الجمعة، نظرا لكونه العدد الأسبوعي للجريدة، الذي يمتلئ بالإعلانات والملاحق الخاصة، إلا أن قراء نسختها الصادرة، الجمعة، لن يحظوا بمتابعة كافية لموضوع مهم للغاية.. على الرغم من احتلاله مانشيتات غالبية الصحف المناظرة.
الخبر الذي آثرت أكبر صحيفة عربية أن تفرض سياجا من التعتيم عليه، فلم تشر إليه إلا في خبر على عمودين، بذيل الصفحة الرابعة، من بين صفحاتها البالغ عددها 60 صفحة.. هو خبر الزيارة المفاجئة لبابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية،
البابا تواضروس الثاني، إلى
القدس المحتلة الخميس، التي شهدت استهجانا واسعا من القوى السياسية المصرية، وفي مقدمتها عدد من المفكرين الأقباط.
وبرغم تخصيص الجريدة، أو تخصيص الكنيسة، محررا خاصا لتغطية أخبار الكاتدرائية والبابوية، لصالح الصحيفة، وتوسعها في نشر أي خبر يخص الكنيسة أو البابا تواضروس، وعدم إغفالها أي خبر في هذا الشأن، حتى تلك المظاهرات التي خرج فيها أقباط غاضبون بمحيط الكاتدرائية، وحدث اشتباك بينهم وبين أهالي حي العباسية، في عهد أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، وهو الدكتور محمد مرسي، إلا أن الصحيفة في عهد رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، لم تعد تلتزم بأدنى قواعد المهنية، بل صارت تتجاهل - عن عمد - أخبارا مهمة، تخص من يعتلي كرسي البابوية، برغم أنها لم تفوت زيارة للبابا إلا وقدمت تغطيات واسعة لها، إلا هذه الزيارة!.
في المقابل خصصت "الأهرام" مانشيتها في الصفحة الأولى - على ثمانية أعمدة - لاجتماع السيسي برئيس الوزراء شريف إسماعيل، وعدد من الوزراء، وتصريحاته التقليدية التي أكد فيها أهمية مواصلة الحكومة جهودها الدؤوب من أجل تلبية احتياجات المواطنين، وفق تعبيره.