قال الكاتب اللبناني حبيب فوعاني، إن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين وروسيا لا يحترمان التقاليد
المسيحية فحسب، بل والإسلامية أيضا.
وقال الكاتب في مقال نشره موقع "
روسيا اليوم" إن بوتين، ومنذ أن اعتلى سدة الرئاسة عام 2000، "يؤكد في كل مناسبة على تمسكه بالتقاليد، وأن روسيا، بلد القيم الأصيلة، تواجه الوثنية الغربية الجديدة. وسمى الإسلام دينا عالميا عظيما. ونوه بفضل أمة روسيا الإسلامية الكبير في ضمان الوفاق في المجتمع الروسي وفي تعايش مختلف الأديان والشعوب بسلام فيه".
وأشار إلى قول بوتين: "لقد أصبح الإسلام جزءا لا يتجزأ من الحياة الروحية لبلادنا".
وأشار إلى أن ذلك جاء "خلافا لجورج بوش الأب، الذي كان شاهدا على عقد زواج امرأتين في عام 2013، وخلافا لباراك أوباما رئيس وحليف وبطل ورمز المثليين، كما جاء مؤخرا على غلاف مجلتهم الشهرية".
وقال إن المراقبين لاحظوا أن إحدى الحجج، التي ساقها بوتين مطلع عام 2014 للدفاع عن عودة القرم إلى الوطن الأم، كانت دينية، حين قال: "إن القرم – هو المكان، الذي تعمَّد فيه الأمير القديس فلاديمير قبل أن يعمِّد الروس كلهم بعد ذلك".
وأضاف أن بوتين قال في أحد خطاباته: "نحن نرى كيف أن دولا يوروأطلسية سارت على طريق التخلي عن جذورها، بما في ذلك عن القيم المسيحية، التي تشكل أساس الحضارة الغربية؛ فهي تنكر المبادئ الأخلاقية وأي هوية تقليدية: قومية، ثقافية، دينية بل وجنسية. وتنتهج سياسة تضع على مستوى واحد العائلة المتعددة الأطفال وشراكة مثليي الجنس، الإيمان بالله والإيمان بالشيطان".
ولفت إلى أن الدوما الروسي "حظر عام 2013 الدعاية للشذوذ الجنسي والإجهاض، وحظر الإجهاض بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل".
ورأى الكاتب أن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الموالي يعتقد أن "روسيا تدافع في سوريا عن الإسلام الحقيقي، وليس عن إسلام رجب طيب أردوغان الوصولي والمزيف، الذي يستعرضه الرئيس التركي عند الطلب ووفق حسابات الربح والخسارة"، على حد وصفه.
وتابع بأنه "لم يكن إسقاط المقاتلات التركية الطائرة الروسية فوق منطقة المسلحين التركمانيين في سوريا إلا دليلا جليلا على ذلك، ولا سيما أن السلطان الإسلامي الجديد لا ينوي محاربة التكفيريين على أعتاب الباب العالي لأن ذلك لن يدر عليه الأرباح السياسية المنشودة".