المرض وارد لأي إنسان على وجه البسيطة، ولكنه يأخذ منحى شديد الخصوصية لدى الفنان،
وذلك لاعتبارات كثيرة، منها
شخصية الفنان وجنوحه نحو السرية في حياته الخاصة، وأيضا
الخوف من البلبلة والقيل والقال، وقد يؤثر هذا على عمله مهنيا، وبالأحرى من أعداء النجاح
والمتربصين والمتنمرين من كل صوب وحدب.
ولكن هذه الطريقة القديمة، الكلاسيكية والتقليدية في معالجة مثل هذه الأمور،
بدأت تتراجع تدريجيا، فهناك من كسر هذه القاعدة وأعلن بكل شجاعة عن مرضه وعن خضوعه
لجلسات علاجية مكثفة، كإعلان الفنان فاروق الفيشاوي عن مرضه وعن خضوعه للعلاج المكثف،
وكالفنان نور الشريف الذي أعلن أيضا عن مرضه، وأنه يخضع للعلاج المنتظم.
ولكننا، على الصعيد الآخر، نجد في عالم الفن من يتمسك بالطريقة التقليدية كما
ذكرناها، فنجد -على سبيل المثال لا الحصر- الفنان حسن عابدين الذي لم يُرد الإعلان
عن إصابته بالمرض اللعين، برغم خضوعه للعلاج وبلوغه مرحلة متقدمة، وكذلك الفنان الكبير
محمود ياسين، فلم تكن هناك تصريحات كافية لتثلج قلوب محبيه ومريديه، رحمه الله. أما
عادل إمام، فهناك سياج حديدي حول حالته الصحية.
وننتهي إلى الفنانة أنغام، واللغط والأخبار المتضاربة وغير الحقيقية، والمبالغات
المزيفة. بالطبع هي في العناية المركزة
وتخضع لعلاج دقيق، ولكن دعونا نتفق أن مرض الفنان لا يخصه وحده، بل يخص أيضا محبيه
ومريديه، ومن الأجيال التي توحدت مع هذا النجم أو ذاك، ولهذا وجب الاتفاق مع إدارة
المستشفى لإصدار بيان عن الحالة الصحية كل ثلاثة أيام، مع بيان من أسرة الفنان للجمهور
الحبيب.
وهذا التقليد ليس بجديد، فهو متبع مع كل الشخصيات العامة، سواء السياسية أو
ذوي المناصب الهامة، وقد تتولى إحدى شركات تداول المعلومات تنظيم وإدارة الأمور، وهكذا
يفعل العالم المتحضر.
ولهذا يجب أن ننظر بعين الاعتبار إلى هذه المحنة، فرغم قسوتها، إلا أنها يجب
أن تُدار بعقل منظم يسمح بعرض المعلومات في الوقت والظرف المناسب، وسلامة الجميع من
كل سوء.. ودمتم.