حقوق وحريات

انتقادات لجيش الإسلام بعد وفاة معتقلين بتهمة تنظيم الدولة

يقوم جيش الإسلام (باللون البرتقالي) بحملات اعتقال تستهدف المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة - أرشيفية
يقوم جيش الإسلام (باللون البرتقالي) بحملات اعتقال تستهدف المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة - أرشيفية
خرج أهالي حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما في ريف دمشق في مظاهرة غاضبة ضد "جيش الإسلام"، عقب مقتل معتقلين اثنين داخل أحد سجون الجيش في الغوطة الشرقية.

وطالب المحتجون بمحاسبة عناصر جيش الإسلام المسؤولين عن قتل المعتقلين الاثنين، وهما أيمن سامي ورفيق الحايك من أبناء حي جوبر، في أثناء التحقيق معهما بتهة موالاة تنظيم الدولة، وإحالة ملف المعتقلين إلى القضاء الموحد.

وتوفي رفيق الحايك يوم الجمعة الماضي، بينما سبق أن توفي صديقه أيمن سامي نهاية الشهر الماضي.

المجلس المحلي في حي جوبر الدمشقي؛ أدان من جهته مقتل المعتقلين دون محاكمة، كما أدان اعتقال المدنيين دون أمر قضائي، ووصف المجلس مقتل المعتقلين بـ"التعذيب الهمجي الممنهج" للمشتبه بهم بموالاة تنظيم الدولة.

كما رفض المجلس المحلي للحي الأخذ بأي اعترافات لأشخاص تم توقيفهم بطرق غير شرعية من قبل جيش الإسلام، واصفا انتزاع هذه الاعترافات بـ"الطرق ذاتها التي يستخدمها نظام الأسد ويعرفها الشعب السوري"، بحسب ما أورده المجلس.

وحمّل المجلس المحلي؛ قيادة جيش الإسلام المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن كافة ما وصفها بـ"الجرائم المنهجية" التي تتبعها أجهزته بحق "الأبرياء المضطهدين المحاصرين"، كما رفض تدخل أجهزة الفصائل كافة بالحياة المدنية، وطالب بالاحتفاظ بحق المقاضاة القضائية بحق المجرمين ريثما يكون إنشاء قضاء عادل

وطالب المجلس المحلي لحي جوبر أيضا؛ تحويل جميع الموقوفين لدى جيش الإسلام إلى القضاء بالسرعة القصوى.

بدوره، ذكر محمد أبو اليمان، الناشط الإعلامي في صفحة "أخبار جوبر"، أن قيادة جيش الإسلام رفضت تسليم جثة رفيق الحايك لذويه، حتى يتعهدوا بعدم تصوير ونشر آثار التعذيب على وسائل الإعلام.

وتحدث الناشط عن حالة من الاحتقان لدى الأهالي نتيجة وفاة اثنين في سجون جيش الإسلام خلال فترة لا تتجاوز 18 يوما.

وقال أبو اليمان لـ "عربي21"، إن المظاهرات التي خرجت في حي جوبر طالبت بتحويل المعتقلين الموجودين لدى جيش الإسلام إلى القضاء الموحد، وندد المحتجون بمواقف رجال الدين الداعمين لـقائد الجيش، زهران علوش، وعلى رأسهم الشيخ سعيد درويش وأبو عبد الرحمن كعكة، بحسب الناشط.

أما المتحدث العسكري الرسمي باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش؛ فقد اكتفى بالبيان الرسمي الصادر عن قيادة الجيش حول الحادثة، إلا أنه نفى وجود حالتي وفاة لمعتقلين داخل السجن، مؤكدا أن حالة رفيق الحايك هي الحالة الوحيدة.

وقال إسلام علوش: قد ذكر في بيان رسمي سابق؛ أن الحايك هو من مجموعة تنتمي لتنظيم الدولة قامت بعمليات قتل وحرق لأشخاص بتهم الردة والكفر، وأن هذه الأفعال موثقة لدى جيش الإسلام، وفق قوله.

وأشار المتحدث باسم جيش الإسلام إلى أنه "في أثناء التحقيق، قام أحد العناصر (في جيش الإسلام) بمخالفة التعليمات والضوابط الإدارية والمهنية لأعمال التحقيق، حيث لم يراع الحالة الطبية الخاصة لدى الموقوف لجهله بها، وتبين أن الموقوف يعاني من انخفاض في ضغط الدم والسكر، ما تسبب في وفاته".

وبحسب علوش، فقد تمت إحالة المحقق المخالف إلى القضاء الموحد ليصار لمحاكمته، كما تم فصله من جيش الإسلام، بحسب ما أكده المتحدث العسكري في بيانه، متحدثا عن التزام جيش الإسلام بالضوابط الإدارية والمهنية في عمليات التحقيق.
التعليقات (0)