انتقد نقيب الصحفيين
التونسيين ناجي البغوري؛ قرار رئيس الحكومة حبيب الصيد، الأحد، بإقالة مدير
التلفزيون الرسمي، مصطفى اللطيّف، عبر اتصال هاتفي، مشبها طريقة إعفائه بـ"أسلوب نظام
بن علي حيث كانت الإقالة والتعيينات تتمّ بالهاتف"، بحسب تعبيره.
وعبّر البغوري في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ عن صدمته من تدخل الحكومة بأسلوب النظام السابق لإقالة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة، "وتعيين أحد رموز الفساد
الإعلامي زمن عبد الوهاب عبد الله، الوزير المستشار الإعلامي لبن علي" خلفا له، في إشارة إلى الرئيس الجديد رشاد يونس.
التعليمات والتدخلات
وقال البغوري إن الرئيس الجديد للتلفزيون كانت قد رفضت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (هايكا)، وهي هيئة مستقلة دستورية أنشئت في أيار/ مايو 2013، ترشحه لهذا المنصب سابقا، مضيفا: "طبعا سياسة التعليمات والتدخّلات في الإعلام العمومي عبر الهاتف عادت منذ مدة طويلة"، بحسب تعبيره.
وتابع البغوري قائلا: "في يوم عطلة، يتصل المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة من منزله عبر الهاتف برئيس مؤسسة التلفزة ليعلمه بأنه تم إعفاؤه من مهامه، وتعيين رئيس جديد بالنيابة".
الانقلاب على هيئة دستورية
واتهم نقيب الصحفيين التونسيين رئاسة الحكومة بالانقلاب على هيئة دستورية، في إشارة إلى "هايكا"؛ التي علم أعضاء مجلسها ورئيسها بالإقالة والتعيين من وسائل الإعلام.
وأضاف: "السيد رئيس الحكومة أنت تعلن الحرب على الإعلام، أنصحك بانتداب عبد الوهاب عبد الله إلى جانب مستشارك الحالي قليل الخبرة.. لنجدّد معركتنا مع الاستبداد"، بحسب تعبيره.
ولم ينكر البغوري "الانتقادات التي وجهت لطريقة أداء الرئيس المُقال والأخطاء التي عرفتها مؤسسة التلفزة، وآخرها صورة رأس المقطوع للراعي الشهيد"، في إشارة إلى الجدل الذي حصل بعد بث القناة الوطنية السبت مشهدا من ثلاجة عائلة راع، قطع مسلحون رأسه بريف محافظة سيدي بوزيد، واحتفظوا ووضعوا الرأس في الثلاجة، معربا عن قناعته بأن لا أحد من المسؤولين غير قابل للتغيير.
وكان مدير التلفزيون المُقال قد انتقد الاثنين الماضي رئاسة الجمهورية التي منحت حقّ البث الحصري للاحتفالية الخاصة بجائزة نوبل للسلام بقصر قرطاج؛ لقناة "نسمة" الخاصة المقربة من الرئيس الباجي قايد السبسي، دون غيرها من القنوات.
وقال اللطيف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن المؤسسة التي يديرها تمتلك الوسائل التقنية والبشرية لتأمين النقل المباشر للمواكب والاحتفالات منذ عشرات السنين، منتقدا قرار القصر الرئاسي.
عودة رموز الفساد
وأعلنت "هايكا"، التي منحها الدستور حقّ مراقبة مكوّنات القطاع السمعي والبصري ومعاقبة المخالفين، وإبداء الرأي في التعيينات الإعلامية على رأس المؤسسات العمومية، أنّ أعضاء مجلسها سيجتمعون الاثنين للنظر في قرار رئيس الحكومة بإقالة رئيس مؤسّسة التلفزة.
وكان البغوري قد قال في نيسان/ أبريل الماضي بأن "رئاسة الجمهورية تمارس ضغوطات على الصحفيين، مضيفا: "تلقينا شكاوى عديدة من صحفيين، تتعلق بوجود تعليمات من رئاسة الجمهورية، وفيها محاولة لتوجيه الإعلام والسيطرة عليه، خاصة الإعلام العمومي" وفق تعبيره.
كما أطلق في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي صيحة فزع تتعلّق "بعودة أساليب النظام السابق في تطويع الاعلام والصحافة، وعودة رموز الفساد إليه"، متحدثا عن "وجود محاولات لإجهاض مسار الوصول إلى الديمقراطية، من خلال تطويع الاعلام والصحافة وضرب حرية التعبير عبر وضع جملة من القوانين والتشريعات المنافية لحرية الاعلام"، بحسب تعبيره.