سياسة عربية

سعد الدين إبراهيم: إما مصالحة الإخوان أو الحرب الأهلية

إبراهيم: المصريون رفعوا "الكارت الأصفر" للسيسي في هذه الانتخابات ـ أرشيفية
إبراهيم: المصريون رفعوا "الكارت الأصفر" للسيسي في هذه الانتخابات ـ أرشيفية
اعتبر مدير مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، وأستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعد الدين إبراهيم، أن المصالحة بين نظام الحكم في مصر وجماعة الإخوان المسلمين "حتمية"؛ لوقف نزيف الدماء في البلاد، مؤكدا أن الإخوان كوادر سياسية، وأن الصراع معهم يهدد بدخول مصر في حرب أهلية، وتطور الأمور للأسوأ.

جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "النبأ" الورقية، في عددها الصادر هذا الأسبوع، وتلخص صحيفة "عربي21" هنا أبرز ما جاء فيه.

وتناول إبراهيم الأسباب التي دفعته لطرح مبادرته للتصالح بين الإخوان والنظام، فقال: "نحن اقتربنا من استكمال الاستحقاق الثالث من "خارطة الطريق"، وهو الانتخابات البرلمانية، وبالتالي أرى أن انتخاب البرلمان، وبناء سلطات الدولة لا يكتمل إلا بوجود سلام اجتماعي، وهذا لا يتحقق إلا بطاقة أبناء مصر".

وأردف: "قيل لنا من الإخوان إن الذين بايعوا المرشد 700 ألف، أي ما يقرب من 4 ملايين شخص، إذا اعتبرنا أن كل شخص منهم يتبعه خمسة أو ستة أفراد، فماذا ستفعل الدولة بهؤلاء؟ هل ستبيدهم، أو تهجرهم، أو تسجنهم؟".

وأضاف: "لابد أن تستوعب الدولة هؤلاء بشكل أو بآخر، وهم كوادر سياسية، وليسوا جهلاء، والصراع معهم سيؤدي إلى استنزاف طاقات، وسفك دماء مواطنين؛ ما يهدد بالدخول في حرب أهلية، وبالتالي لابد من المصالحة مع الإخوان، قبل أن تتطور الأمور معهم إلى الأسوأ".

وعن رد الفعل على مبادرته، قال سعد الدين إبراهيم: "أنا شخص حريص على المصلحة العامة، ولا أفكر تفكيرا نمطيا، وكنت أعلم أن مبادرتي ستُقابل بالهجوم، وستثير كثيرا من العواصف، لكن أعتقد أنه حينما تهدأ هذه العواصف، سيتدبر المواطنون فكرة المصالحة إن أجلا أو عاجلا؛ خاصة أن الإخوان تعرضوا لهجوم في العهد الملكي، ثم الناصري، والساداتي، والمباركي، وفي كل هذه العهود، كانت هناك مصالحة صريحة، أو ضمنية، مع الجماعة".

السيسي يمكنه التراجع

وبالنسبة لتصريح السيسي بأنه لن يكون هناك وجود للإخوان في عهده، قال إبراهيم: "الرئيس عبد الفتاح السيسي أحيانا يقول أشياء، ثم يتراجع عنها عندما تحدث ظروف جديدة، ويقيني أن الرئيس سيغير رأيه في موضوع المصالحة مع الإخوان".

وشدد أستاذ علم الاجتماع السياسي على أن المصالحة مع الإخوان حتمية في نهاية المطاف، مستدركا: "لكننا نريدها مصالحة عاجلة؛ لتوفير الوقت والجهد والدماء، ووقف حرب الاستنزاف الدائرة بين الجماعة والنظام".

وتابع: "رغم صعوبة هزيمة الدولة في هذه المواجهة، إلا أن طول الصراع سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الطرفين".

وبالنسبة لرفض "الإخوان" للمصالحة مع نظام السيسي، وتصميمهم على القصاص منه، وعودة الرئيس محمد مرسي، قال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية: "لا بديل أمام الجماعة سوى القبول بالمصالحة، وإذا لم يوافقوا الآن، فسيضطرون لقبول ذلك فيما بعد"، بحسب قوله.

"كارت أصفر" للسيسي

وحول الرسالة التي وجهها الشعب المصري للسيسي من خلال المشاركة الضعيفة في الانتخابات البرلمانية علق سعد الدين إبراهيم بالقول: "المصريون رفعوا "الكارت الأصفر" للسيسي في هذه الانتخابات، وأرجو منه - بصفته رجل مخابرات سابق، ومعه أعوانه ومساعدوه - أن يتفهموا هذه الرسالة جيدا، وأن يتدبروا الأمر بسرعة".

وعن شكل البرلمان المقبل، قال: "سيكون برلمانا ضعيفا بحكم أنه جاء بشعبية محدودة، ما سيؤثر في شرعية هذا البرلمان؛ لذلك لا أتوقع له عمرا طويلا، ومن الممكن أن يستمر أكثر من عامين، يصدق خلالهما على حزمة القوانين التي صدرت بأوامر جمهورية في عهد الرئيسين، السابق عدلي منصور، والحالي عبد الفتاح السيسي، فضلا عن التصديق على المعاهدات الاقتصادية".

دور الإخوان في المقاطعة كبير جدا

سعد الدين إبراهيم اعتبر أيضا - في الحوار - أن قائمة "في حب مصر" الانتخابية هي "تحالف محسوب على السيسي، ومعادل وظيفي للحزب الوطني الديمقراطي أيام مبارك؛ وبالتالي سيكون نواب هذه القائمة سندا للسيسي"، وفق تقديره.

وجوابا عن السؤال: هل كان للإخوان دور في عزوف الشعب عن المشاركة الانتخابية، قال: "نعم.. الإخوان كان لهم دور كبير جدا في المقاطعة".
وعن شكل البرلمان من دون الإخوان، قال إنه "برلمان بلا لون أو طعم أو رائحة، وسيكون برلمان "الموافقون".

وعن مدى تعبيره عن الثورة والشعب، قال: "بالتأكيد.. مجلس النواب المقبل لا يعبر عن الثورة أو الشعب، بينما يعبر عن جزء من المواطنين، وجزء من الثورة، بدليل أن كل الشباب الثوري قاطع هذه الانتخابات، ليس بسبب دعوات الإخوان التي طالبت بمقاطعة الانتخابات؛ ولكن بسبب غضبهم غير المبرر من النظام".

وبالنسبة لتحليله لهجوم السيسي على الإعلام، وحديثه عن الاصطفاف الوطني، قال: "أما عن مسألة الاصطفاف الوطني، فهي مصطلح عسكري، ولأن السيسي كان قائدا عسكريا فقد اعتاد  على الانضباط؛ لذلك هو يريد أن يتحول الشعب كله إلى امتداد للجيش، وهذا لن يحدث؛ لاسيما أن طبيعة الحياة المدنية تختلف عن الحياة العسكرية".

وعن تقويمه لأوضاع حقوق الإنسان بمصر، قال: "أنا غير راض عن أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر، طالما هناك مساجين دون محاكمات، وأتمنى أن يصدر الرئيس عفوا شاملا عن كل المحبوسين، وأن يفتح صفحة جديدة من خلال المصالحة الشاملة، كما أتمنى إلغاء بعض القوانين المكبلة والمقيدة للحريات، التي صدرت في غيبة البرلمان، وعلى رأسها قانون التظاهر".

وجوابا عن السؤال: "أيهما يؤدي لقيام الثورات: ندرة الخبز أم غياب الحريات؟"، قال:" الحريات مطالب الطبقة الوسطى، أما الخبز فمطالب الطبقة الدنيا، وهي الأكبر، والأكثر شراسة، وبالتالي ندرة الخبز أكثر خطورة من غياب الحرية".
التعليقات (3)
Nancy wassef
الأحد، 15-11-2015 02:27 م
It is a well known fact that Mr Ibrahim is an américain anointed spy who is promoting the hidden américain agenda anti Egypt and Sissi. By his words he is trying In vain to inflame and incite people anger against Sissi. What he does not want to admit and réalise that All real patriotic Egyptians won't fall again for this false pretences of religion and they hate Muslim Brotherhood with all their guts
قارىء
الأحد، 15-11-2015 09:16 ص
مسكين هذا الرجل الذى يحمل من الإسلام اسما و لا يحمل من صفات الإنسان أيا من صفاته ، هو ماكينة كلام لا معنى له و لا مغزى سوى النخاسة التى نشأ على ان يدرس و يتدارس و يعلم تفاصيلها و هى فى عمومها علم اللاموقف و اللاشىء و البغبغة بكلام لا يقنعه هو نفسه ، فما بال من يلقى على مسامعهم مثل هذا الغثاء ، مثال صارخ للأخسرين أعمالا ولا شك فى هذا ، و الله المستعان
دود المش منه فيه
السبت، 14-11-2015 11:39 م
افهم!! ماذا تعني هذه الجمله "ولكن بسبب غضبهم غير المبرر من النظام"