سياسة عربية

إفلاس نظام السيسي يرخي قبضته في تسيير الأمور

السيسي يعجز عن الخروج من تحت سطوة رجال الأعمال - انترنتية
السيسي يعجز عن الخروج من تحت سطوة رجال الأعمال - انترنتية
تلقى نظام عبدالفتاح السيسي العديد من الضربات تصاعدت شدة قوتها منذ افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة في آب / أغسطس الماضي، وبدأت قبضته في تسيير الأمور تتراخى سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، وفقا لمحللين وسياسيين.

ويرى مراقبون أن النظام بدا مترنحا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأشبه بالملاكم المتقهقر أمام ضربات خصمه المتلاحقة دون هوادة، وبدأ يفقد توازنه وهو يذود عن وجهه لتفادي المزيد من اللكمات.

نظام صانع الأزمات
في هذا الصدد، يقول عضو لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى السابق، محمد جابر، إن "النظام يحاول أن ينأى بنفسه عن المشاكل، خاصة بعد أن بدأت الأزمات تلاحقه في كل اتجاه، سواء مع القوى المؤيدة له أو المعارضة، وحتى مع الخارج أيضا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "معركة إخضاع الآخر بين أجنحة الدولة العميقة التي تلعب دورا كبيرا في إدارة البلاد زادت من صحة التكهنات القائلة بأن النظام يتهاوى"، مشيرا إلى أن السيسي "فشل في أخذ قرار واحد يتعارض مع مصالح رجال الأعمال وليس بإمكانه أن يخرج من تحت سطوتهم".

ولفت إلى أن "أزمة رجل الأعمال "صلاح دياب" كانت بيانا عمليا بلغة القوات المسلحة، ورسالة للآخرين لمن يحاول التصدي لطموحات "السيسي" الفردية بأنه قد يلقى المصير نفسه، ولكنها باءت بالفشل".

حصيلة سياسات خاطئة
من جهته، قال مساعد رئيس حزب الوسط عمرو فاروق، لـ"عربي21"، إن ما يجري للنظام كان حصيلة "سياسات اقتصادية وأمنية وسياسية خاطئة منذ الثالث من تموز/ يوليو، تصور خلالها أن بإمكانه أن يطير بجناح واحد".

وأكد أن نظام السيسي "أخطأ عندما تصور أنه سيحظى بدعم رجال الأعمال طوال الوقت، ولكن مع تلاشي أي أمل في الاستقرار، ومحاولات الابتزاز المستمرة، شرعوا في إخراج أموالهم للخارج، وهو ما دفعه للضغط عليهم".

وتابع "إلا أن لوبي الدولة العميقة مارس ضغوطا كبيرة، في اتجاه وقف تلك الممارسات، وأنهم ليسوا نشطاء سياسيين حتى يتم التعامل معهم على طريقة "زوار الفجر" كما حدث مع رجل الأعمال، صلاح دياب".

ورأى أن النظام "لم يعد يقوى على مواجهة الضغوط الدولية؛ لأنه يعلم أخطاءه، وعيوبه، وليس أدل على ذلك مما حدث في قضايا، الحقوقي حسام بهجت وصحفي الجزيرة والناشط محمد سلطان، نجل أحد قيادات جماعة الإخوان".

أزمات كحبل المشنقة
أما المتحدث باسم حركة 6 إبريل الجبهة الشعبية، شريف الروبي، فرأى أن النظام يخوض حروبا مع أكثر من جهة في وقت واحد "وأشرسها هي التي مع رجال الأعمال من أجل فرض سيطرته وهيمنته، وكلاهما يعملان ضد مصلحة المواطن، والشعب".

وقال لـ"عربي21": إن "الأمر برمته حرب توزان قوى، ومن يستطيع فرض قوانينه على الآخر، والدولة العميقة أقوى من السيسي، ولقد رأينا كيف خضع لابتزاز الدولة العميقة في أكثر من مناسبة".

وبين أن السيسي مني بفشل كبير "في جميع الملفات التي أخذها على عاتقه، وتصدى لها، وأصبح يخشى من أشياء كثيرة، وبدأ ينصاع للضغوط الخارجية والداخلية، للتخفيف من حدة تلك الضغوط ".

واستطرد "خاصة أن الملفات القديمة مازالت مفتوحة، ولم يتخذ فيها خطوات جادة وتسببت في إرباك حساباته، فالأزمات تكالبت عليه، وباتت كحبل مشنقة حول عنقه، وهو يحاول أن يتفادها، بقدر الإمكان حتى يتسنى له تسوية المشاكل القديمة".

حالة إفلاس
الصحفي والكاتب، سيد أمين، رأى أن النظام "في حالة إفلاس كبيرة"، وقال لـ"عربي21": "لم يعد الكثير من الوعود ليقدمها "السيسي" للناس، فلا يلوح أي نجاح قد يتحقق في الأفق، مع تركة كبيرة من الفشل، والأزمات التي لا تنقطع".

وأشار إلى أن حديث "السيسي" في مطار شرم الشيخ الأسبوع الماضي عن أنه "لا مساس بالقطاع الخاص"، "يبرز مدى عمق الأزمة والشرخ الذي حدث بين جناحي العسكر، ولوبي رجال الأعمال".

وتوقع "أمين" أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من تراخي قبضة الدولة، معللا ذلك بأن "السيسي غير قادر على مواجهة الصخب في الخارج على الرغم من محاولات شراء شرعية زائفة، وليس متماسكا بالشكل الكافي في الداخل لمواجهة مسلسل الاخفاقات".
التعليقات (1)
عيد
السبت، 14-11-2015 11:37 م
والله العظيم السيسي رجل أنقذ البلاد من المصائب خصوصا أن كل ثورات العرب من ليبيا سوريا تونس اليمن السودان العراق البحرين الخ أضاعت ودمرت شعوبها وأعراض أوطانهم حفظ الله مصر من كيد المتأمريين