مسؤول الانتخاب في الحكومة المصرية: المشاركة عالمية

اعتبر مستشار رئيس الوزراء المصري لشؤون الانتخابات، اللواء رفعت قمصان، أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المصرية الراهنة "عالمية"، قائلا إنه يشعر بـ"أن البرلمان القادم سيمثل الوطن جدا"، مضيفا أنه يتمتع بقدر هائل من الوطنية، وفق قوله.

وعلَّل غياب الطوابير عن الانتخابات هذه المرة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتيسير على المواطنين، والتخفيف من أعباء الانتخابات عليهم، لأن الطوابير ترهق المواطنين، بحسب تعبيره.

جاء ذلك في حوار أجراه قمصان مع جريدة "أخبار الحوادث"، الصادرة عن مؤسسة "الأخبار" الحكومية، في عددها الأسبوعي الصادر الثلاثاء.

ويتعارض ما صرح به قمصان مع التقارير المحلية والعالمية التي أكدت ضعف الإقبال الجماهيري على الانتخابات، وحتى مع إعلان اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات نفسها أن نسبة المشاركة في الانتخابات في مرحلتها الأولى -التي جرت في الأسبوع الماضي- في 14 محافظة، تقدر بنسبة 26.5%.

لكن قمصان فسر ما ذهب إليه، من وصف المشاركة في الانتخابات بأنها "عالمية"، بالقول إن متوسط المشاركة في أي انتخابات في أي دولة ديمقراطية يكون ما بين 20 إلى 30% في المئة، وهو ما يعني أنه بمجرد وصولنا إلى هذا الحد فتعدّ نسبة المشاركة عالية جدا، على حد قوله.

وأضاف أن هناك "شيئا آخر ربما لا يدركه البعض جيدا، بينما يدركه المجتمع الدولي، هو أن القاعدة الانتخابية في مصر تلقائية إجبارية، بمعنى أن أي مواطن يصل إلى الثامنة عشرة من العمر يكون له حق الانتخاب تلقائيا، وهو ما جعل حجم المشاركين في الانتخابات الأخيرة أكثر من 55 مليون مصري".

واستطرد: "هذا ليس متبعا في الدول الأوروبية، حيث يتم إخطار الشخص فور بلوغه الثامنة عشرة من العام باستمارة يمكنه من خلالها أن يبدي رغبته في المشاركة في أي انتخابات قادمة طيلة العام، وتجدد الاستمارة كل عام، وهو ما يجعل قاعدة الانتخابات لحجم المشاركين في هذه الدول أقل منا بكثير"، وفق وصفه.

وتابع قائلا: "على سبيل المثال لو أن مَن لهم الحق في الانتخاب في دولة ما هم 50 مليونا، وأعلن 20 مليونا عدم رغبتهم في المشاركة، تكون قاعدة البيانات 30 مليونا فقط، ومنها يتم تحديد حجم المشاركة".

وقال: "لو أتبعنا هذا الأسلوب كالدول الأوروبية فسيكون معدل التصويت عاليا جدا بالمقارنة  بهم"، مشددا على أنه "إذا كان حجم مشاركة المصريين بهذه الطريقة يصل إلى نسبة تتراوح بين الـ20% والـ30%، دون أن يتم استثناء من لا يريدون المشاركة، فنكون قد وصلنا إلى نسبة عالية معقولة جدا"، وفق قوله.

وحول اختفاء ظاهرة الطوابير من الانتخابات هذه المرة، قال اللواء رفعت قمصان: "مع كل استحقاق انتخابي تدرك الدولة أخطاءها، وتقوم بتعديل الإجراءات للتيسير على المواطنين في المرحلة المقبلة، لذلك بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير بدأت تظهر الطوابير، وبعدها بدأنا نتبع إجراءات للتيسير على المواطن من أجل التخفيف من أعباء الانتخاب عليهم".

واستطرد قائلا: "في الماضي كان رجال الإعلام يلومون علينا أن هناك طوابير ترهق المواطنين، وعندما قمنا بحل هذه المشكلة ظهر من يقول إن حجم المشاركة أصبح قليلا".

وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا ضعيفا من المصوتين في كل محافظات المرحلة الأولى، مع غياب ملحوظ لفئة الشباب وتصدر كبار السن والسيدات المشهد، في حين وصف قضاة مشرفون على العملية الانتخابية حجم الإقبال بالضعيف في معظم المحافظات التي تجرى فيها الانتخابات.

وشهد الإعلام المصري الخاص والحكومي مناشدات من المذيعين ومقدمي البرامج للشعب المصري بالنزول، وتفويت الفرصة على من أسموهم "الكارهين".