ملفات وتقارير

هل ترمي الجهود الأمريكية والدولية لتطويق الانتفاضة الثالثة؟

إلى ما ترمي الجهود الدولية بشأن الأقصى؟
إلى ما ترمي الجهود الدولية بشأن الأقصى؟
يقود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، جهودا دولية لإعادة حالة الهدوء إلى القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي يراه مراقبون "محاولة يائسة لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي، وإخراج مواطنيه من حالة الرعب التي سرت في صفوفهم بسبب ثورة السكاكين الفلسطينية".

وقال الخبير في الشأن السياسي عبدالستار قاسم، إن الجهود الدولية التي يقودها كيري، تأتي في إطار "مساعدة الاحتلال للخروج من ورطته الحالية"، مشيرا إلى أن حالة عدم الاستقرار بسبب الانتفاضة الثالثة "تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر، وتدفع بالإسرائيليين للهجرة من فلسطين".

وأضاف لـ"عربي21" أن الدول الغربية "تهب دائما لمحاصرة أي جهد فلسطيني في مواجهة الاحتلال؛ لأن حالة عدم الاستقرار تحرج بعض القيادات العربية، والإدارة الأمريكية معنية بأن تبقى دول تلك القيادات مستقرة، وأن لا يحدث في بلادها أي نوع من الاضطرابات".

وأوضح قاسم أن ما "يطرح حول السماح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى؛ هي خطوة البداية لإعطاء حركات المستوطنين شرعية في دخولهم للأقصى، وفق اتفاق دولي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا أهمية أن يكون السماح لغير المسلمين بدخول الأقصى "وفق إرادة فلسطينية حرة، وليس بناء على اتفاقات دولية".

وذهب قاسم إلى أن التاريخ يعيد نفسه، "فالدول الغربية هبت لإنقاذ الاحتلال عام 1973، والذي أنقذ الاحتلال في انتفاضة 1987 هي القيادة الفلسطينية"، مضيفا أن "المطلوب فلسطينيا لإنجاح الانتفاضة الثالثة، هو أن يتخلص الشعب الفلسطيني من قيادته الحالية؛ لأنها قيادة عاجزة وعقيمة وغبية ومتآمرة"، على حد تعبيره.

من جهته؛ شكك أستاذ العلوم السياسية، مخيمر أبو سعدة، في نجاح الجهود الدولية لاحتواء الانتفاضة الثالثة، معللا ذلك بأن "الجيل الفلسطيني الجديد لم يعد يتحمل كل هذا الذل والمهانة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".

وأضاف لـ"عربي21" أن "الهبة الفلسطينية أصابت الإسرائيليين بحالة من الذعر، فرضت معها منع التجول على تحركات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وكشفت مدى هشاشة الجبهة الداخلية لدى الاحتلال"، مشيرا إلى أن ذلك دفع المجتمع الدولي "لإنقاذ المشروع الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين".

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب؛ أن "كل ما حصل حتى هذه اللحظة من جهود أمريكية ودولية تأتي في سياق الضغط على الطرف الفلسطيني، كي يقوم باحتواء هذه الهبة الشعبية، ووقفها دون أي ثمن سياسي، واستبعاد القدس والأقصى عنها".

وقال لـ"عربي21": "ما نتج عن زيارة كيري الأخيرة للمنطقة، يدل بشكل صريح أن الإدارة الأمريكية ليس لديها رؤية على الإطلاق فيما يتعلق بمستقبل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وتابع: "يحاولون ثني الطرف الفلسطيني من الإقدام على أي خطوة من شانها عرقلة الجهود الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة، والتي ترمي لفرض نوع من السيطرة والهيمنة في منطقة الشرق الأوسط". ورأى شبيب أن "ما قام به كيري هو فقط أنه ساوى بين الجلاد القاتل والضحية".

وحول المطلوب فلسطينيا لمواجهة تلك الضغوط، أكد المحلل السياسي على ضرورة العمل على "تقوية الطرف الفلسطيني الذي يعاني من الانشقاق الجيوسياسي ما بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة"، مشيرا إلى ضرورة "تجديد الهيكل القيادي والتنظيمي للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، من أجل فرز من يمثل بشكل حقيقي الشعب الفلسطيني وتطلعاته"، بحسب تعبيره.
التعليقات (0)