تناول كاتب شيعي
لبناني في موقع "جنوبية"، المعروف بمعارضته لسياسات
حزب الله، خلافا بين
حركة أمل وحزب الله حول ما يعرف بـ"
التطبير" في
عاشوراء، حيث وصل إلى أبعاد سياسية.
وفي تقرير له، أوضح الكاتب عماد قميحة أن التطبير (ضرب الرؤوس وإدماؤها)، ترى فيه حركة أمل أنه "واحد من أعلى مظاهر التعبير عن الحب والولاء والعشق الحسيني"، في حين أن حزب الله يرى في التطبير "فعلة شنيعة"، وأنها "من العادات الدخيلة على التشيع، وعلى الطقوس العاشورائية".
ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، كما في كل عام، ومع دخول شهر محرم وذكرى عاشوراء، تشتعل بالنقاش الأول الطاغي على فريقي الشيعة، أمل وحزب الله.
وقال إن هذا الخلاف يشتد أكثر فأكثر مع الاقتراب من اليوم العاشر، فحركة أمل تعتبر أن "المؤمن الشيعي في هذا اليوم يؤذي نفسه ويسيل دمه من جسده أو من أم رأسه بكل بساطة وسهولة، للقول إنه لو كان موجودا في تلك اللحظة مع إمامه في كربلاء لما تهاون بنصرته والقتال بين يديه، وبذل دمه وروحه معه وفي سبيله".
هذا في حين أن حزب الله يرى بأن التطبير "فعلة شنيعة"، وأنها من العادات الدخيلة، ويذهب إلى أكثر من ذلك بالقول بوضوح عن الحرمة الشرعية للتطبير، مستندا بشكل أساسي على فتوى علي خامنئي الذي يصرّح بحرمة التطبير.
ويحاول الحزب في هذا السياق إيجاد بدائل يعتبرها "أكثر حضارية"، مثل فتح المجال للراغب بالتطبير بأن يتبرع بالدم، عبر إقامة مراكز متخصصة لهذا المجال.
وأشار الموقع اللبناني إلى أنه لا بد من التذكير بأن العقلية الحزبية والحضور والتنافس السياسي بين الطرفين يلعب دورا أساسيّا في تكريس التطبير واتساعه من جهة، أو محاولة القضاء على هذه الظاهرة القديمة من جهة أخرى، بحيث تصبح مسيرات المطبرين وأعداد "ضرّيبة حيدر" في القرى والبلدات مؤشّرا أساسيّا على قوة حضور حركة أمل أو ضعفها.
ويمكن القول -بحسب الكاتب الشيعي- إن يوم عاشوراء وإعداد الضريبة يعدّ في نظر حزب الله مؤشرا أساسيا على نجاحه في تسويق مرجعية خامنئي، وتقديمها على باقي المرجعيات الشيعية.
والمقصود هنا بالخصوص المرجعيات العربية في النجف، وعليه فإن يوم العاشر من المحرم صار يحمل في طياته بعدا ثقافيّا وفكريّا، ويحدّد المستوى لارتباط شيعة لبنان بمرجعية التقليد عندهم.
وموقف حزب الله ومن خلفه فتوى الولي الفقيه هو في علّة تحريم التطبير التي يعتمد عليها في فتواه، وهي بالقول إن التطبير ومشاهد الدم المرافقة له تساهم في "توهين وإضعاف الناس، والإساءة إلى المذهب الشيعي".
وأشار إلى أن أي من أعضاء حزب الله يخالف الفتوى، ويمارس فعل التطبير، يتعرض للفصل الفوري، تحت مسمّى عدم الإساءة إلى المذهب.