صحافة دولية

لوفيغارو: حرب أعصاب بين الفلسطينيين والمستوطنين بالضفة

تعدى المستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم - الأناضول
تعدى المستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم - الأناضول
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول تنامي اعتداءات المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية منذ مقتل اثنين من المستوطنين قبل نحو أسبوعين، وسط تحريض من قبل اليهود المتطرفين وصمت السلطتين الفلسطينية والإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن سكان بورين، وهي قرية صغيرة تقع بالقرب من مدينة نابلس، يعيشون حالة من القلق الشديد بعد أسبوعين من مقتل مستوطنين من قرية براخا، وهما نعمة وأيتام هنكن، حيث توعد المستوطنون بأن ينتقموا من جيرانهم العرب.

وأضافت الصحيفة أنه منذ الساعات الأولى إثر مقتل المستوطنين، قام يهود المستوطنات بقطع الطرق وحرق أشجار الزيتون داخل مزارع الفلسطينيين، ومهاجمة السكان بالحجارة، وحتى محاولة اقتحام منازلهم.

ونقلت الصحيفة عن خيطان النجار، مساعد رئيس بلدية بورين، قوله: "ما يفعله المستوطنون ليس بالجديد، لكن زادت اعتداءاتهم هذه الأيام، كأنما أصبح العنف مباحا".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ مقتل الزوجين الإسرائيليين كثفت الجماعات الصهيونية اعتداءاتها في الضفة الغربية، كتلك الهجمات التي يقوم بها المستوطنون في نقاط التفتيش أو في القدس مستخدمين السكاكين.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 21 فلسطينيا أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة جراء أعمال العنف التي يستخدم فيها المستوطنون السكاكين والأسلحة نارية، كما أعطبت 14 سيارة وأحرقت 250 شجرة في أقل من أربعة أيام.

وذكرت الصحيفة أن هذه الوقائع حدثت بحضور الجيش الإسرائيلي، الذي اكتفى بالمشاهدة دون أن يحرك ساكنا، وسط دعوات وتحريض من قبل بعض المستوطنين، حيث نقلت عن إزري تيبي، المتحدث باسم مستوطنة يتزهار، قوله: "شبابنا مطالب بالأخذ بزمام الأمور، العرب سيدفعون الثمن".

ونقلت الصحيفة عن مزارع فلسطيني وصفه ما حدث لعائلته، حيث قال: "قام المستوطنون بالهجوم على منزلي وحاولوا خلع الأبواب والشبابيك، لقد روّعوا زوجتي وابنتي، لقد كانا بالداخل وقت الهجوم الذي دام لساعات، حاولوا حرق منزلي بمن فيه، وقمت بالاتصال بالسلطة الفلسطينية وبالجيش الإسرائيلي لكن لا أحد جاء لإنقاذ عائلتي، حتى يئس المستوطنون وذهبوا لمكان آخر ليواصلوا همجيتهم".

ونقلت الصحيفة عن إزري تيبي، الذي يعد من اليهود الأكثر تطرفا في الضفة الغربية، قوله: "ينبغي على الحكومة الإسرائيلية بذل مزيد من الجهد لحماية يهود السامرة (الضفة الغربية)، لكن الحكومة تسعى لإرضاء المجتمع الدولي، لذا سنقوم نحن بالواجب".

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لاحتواء الموقف خوفا من أن تتسع رقعة الأحداث وتخرج عن سيطرتها، حيث قام الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء باعتقال أربعة مستوطنين قرب بورين كانوا يستعدون للاعتداء على الفلسطينيين. لكن هذا لن يمنع الاعتداءات المتكررة للمستوطنين على الفلسطينيين.
التعليقات (0)