صحافة دولية

نيويورك تايمز: قتل السياح المكسيكيين آخر إحراج للسيسي

نيويورك تايمز: خطأ قتل السياح هو آخر نكسة للسيسي في جهوده لتحقيق الاستقرار - أ ف ب
نيويورك تايمز: خطأ قتل السياح هو آخر نكسة للسيسي في جهوده لتحقيق الاستقرار - أ ف ب
تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إن قافلة السياح المكونة من أربع سيارات رياضية، كانت تمتلئ بالسياح المكسيكيين، الذين جاءوا إلى مصر للتمتع بالصحراء البيضاء. وفي مساء يوم الأحد اشتكت مسافرة تعاني من مرض السكري بأنها تريد التوقف لتناول شيء من الطعام.

ويشير التقرير إلى أنه بموافقة من سيارات الشرطة المصرية، التي كانت ترافقهم، وبشعور من الآمان من طائرات الأباتشي، التي كانت تحلق فوقهم، توقفت القافلة من أجل الطعام، وذلك بحسب شهود عيان وآخرين يعرفون عن تفاصيل الرحلة التي تعرضت لقصف من الطيران العسكري المصري، وأدت إلى مقتل مكسيكيين ومصريين مرافقين لهم. 

وتبين الصحيفة أنه بعدها فتحت مروحية الأباتشي النار، وقتلت أعدادا منهم وجرحت العشرات. وتم قتل بعض السياح وهم يحاولون الهرب باتجاه الكثبان الرملية القريبة منهم، وذلك بحسب أحد سكان المنطقة ويدعى عصام منعم، الذي وصل في تلك الليلة، وشاهد الجثث ممددة على الرمل. 

ويلفت التقرير إلى أنه بحسب المسؤولين المصريين، فقد أطلق فريق طائرة الأباتشي النار بالخطأ على السياح، الذين ظن أن إرهابيون كانوا يلاحقونهم.

وتعلق الصحيفة بأن الخطأ قتل سياحا أكثر من أي هجوم إرهابي عليهم منذ سنين، ما يطرح أسئلة حول قدرات الأمن المصري، وتفوق المتشددين الذين يلاحقونهم.

ويقول التقرير إن الخطأ القاتل هو آخر نكسة تصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي في جهوده لتحقيق الاستقرار في البلاد، بعد عامين من سيطرة الجيش على السلطة فيه.

وتذكر الصحيفة أن الكارثة تهدد صناعة السياحة المصرية، وتشير إلى فشل الدولة في تحقيق الأمن العام، الذي كان وراء هروب المستثمرين، وتعد إحراجا للسيسي، وجاءت بعد أيام من قبوله استقالة حكومة إبراهيم محلب، وتكليفه آخر بتشكيل الحكومة.

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مختار عواد من مركز التقدم الأمريكي، قوله: "ما شاهدناه هو نقص في تدريب القوات المصرية، إن الحادث يظهر تسرعهم من أجل تحقيق انتصار على المتشددين".

وأضاف مختار للصحيفة أن المتشددين أصدروا صورا تظهر أنهم هزموا وحدة للجيش المصري في اليوم ذاته، أي يوم الأحد. ويقول: "هذا كله يخبرك عن الوضع الفوضوي. إن كانوا فعلا بحاجة ماسة لوضع حد لهذا كله، فنحن نرى أنهم يطلقون النار على أي شيء يرونه".

ويورد التقرير أنه بحسب التقارير الحكومية الصادرة في ليلة الأحد، فإن الحادث حصل في نهاية الليل، حيث تم ضرب المكسيكيين خطأ على أنهم جهاديون، وهو أمر صعب تصوره. مشيرا إلى أن وزارة الداخلية حاولت في بيان لها يوم الاثنين إلقاء اللوم على مرشدي السياح، حيث قالت إن القافلة دخلت "منطقة محظورة"، ولم تكن تحمل إذنا.

ويقول البيان إن السياح المكسيكيين كانوا موجودين في المنطقة الممنوعة ذاتها، التي كان فيها عناصر إرهابية، حيث كان الجيش وقوات الشرطة تلاحقهم. وقالت الوزارة إن فريقا تم تشكيله للنظر في مبررات وجود السياح في المنطقة المذكورة، بحسب الصحيفة.

وتستدرك الصحيفة بأن مسؤولي اتحاد المرشدين السياحيين وأصدقاء قائد الرحلة وضعوا صورة عن الإذن الذي حصلوا عليه على الإنترنت. ويقولون إن المرشد استخدم الطريق الذي يستخدمه السياح ذاته، وقد مرت القافلة من خلال عدد من نقاط التفتيش، وتحركت فقط بإذن من الشرطة السياحية التي كانت ترافقها. 

وينقل التقرير عن رئيس اتحاد مرشدي السياحة حسن النحلة، قوله إن القافلة "لم يكن لديها علم أن هذه المنطقة محظورة، ولم تكن هناك إشارات أو تعليمات من نقاط التفتيش على الطرق أو من وزارة السياحة والآثار أو الشرطة التي كانت ترافقهم". وأضاف أن "مصر ستدفع ثمن الحادث، وسيؤثر على السياحة المصرية".

وتجد الصحيفة أنه رغم أن الجيش المصري هو الذي كان يشرف على طائرات الأباتشي، وأطلق طياروه النار على السياح، إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع قال إن الحادث هو ليس من مسؤولية وزارة الدفاع، وأضاف: "لا علاقة لوزارة الدفاع بالحادث، حتى وإن كان الجيش هو الذي نفذ العملية"، وقال: "هذا هو نظام البلد، ولا حق لك في مساءلته".

ويفيد التقرير بأن المكسيك قد ردت على الحادث بغضب، حيث أكدت وزيرة الخارجية كلوديا رويز ماسيو وفاة سائحين مكسيكيين، وجرح ستة آخرين، مع أن الصحافة المصرية قالت إن القتلى هم ثمانية. ثم عادت وزارة الخارجية وقالت إنها لا تعلم مصير ستة آخرين. ومن بين القتلى الذين تم تحديد هويتهم خوزيه بنيارنو رانغيل (41 عاما)، الذي درس الثقافات المحلية الأخرى ويعمل موسيقيا.

وتشير الصحيفة إلى أن الجنرال السابق السيسي يواجه تمردا إسلاميا حاول سحقه دون نجاح، وزاد بعد سيطرته على الحكم وإطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، وتتركز المواجهة في شمال سيناء، حيث أعلنت المجموعة هناك عن ولائها لتنظيم الدولة، وأطلقت على نفسها اسم ولاية سيناء. وتوجد هناك جماعات أخرى، وقامت بتنفيذ هجمات ضد قوات الأمن، ومنها الهجوم الذي وقع في تموز/ يوليو وقتل 21 جنديا.

وينقل التقرير عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على التقارير الاستخباراتية قولهم إن فرعا لتنظيم الدولة
ينشط في الصحراء الغربية، ويحصل أفراده على السلاح والأفراد من ليبيا.

وتبين الصحيفة أن الحادث وقع على بعد من واحة البحيرة، التي تعد مقصد السياح، وتعد الواحة برملها الأبيض منطقة آمنة، ولكن السكان والمسؤولين المحليين قالوا إن تنظيم الدولة قام بخطف مرشد سياحي بدوي اعتقدوا أنه يعمل مخبرا للجيش. وحاولت القوات المصرية ملاحقة عناصر التنظيم وتحرير الدليل السياحي، إلا أنهم هزموا، والتقط المقاتلون التابعون للتنظيم صورا للعملية، ونشروها يوم الأحد على الإنترنت. ومن بين الصور صورة جسد مقطوع الرأس مقيد اليدين للدليل البدوي. وأرسل الجيش تعزيزات من الأباتشي بعد صدمة تراجع الجيش المصري ضد المتشددين في المنطقة.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن سكانا في شمال سيناء يقولون إن اعتماد الجيش على القوة الجوية يؤدي إلى مقتل المدنيين، مع أن الحكومة المصرية لم تعترف بوقوع مدنيين جراء القصف الجوي. وبدلا من ذلك تصدر الحكومة تقارير عن عدد القتلى من الإرهابيين الذين قتلهم الجيش.
التعليقات (0)