سياسة عربية

عنصر يهرب من "الحشد الشعبي" إلى أربيل بسبب ممارساتها

تمارس عناصر الحشد الشعبي انتهاكات بالمدن التي تستعيدها من سيطرة داعش - أ ف ب
تمارس عناصر الحشد الشعبي انتهاكات بالمدن التي تستعيدها من سيطرة داعش - أ ف ب
ترك هاشم الدوري وهو من عناصر حشد محافظة صلاح، العمل، وهرب إلى أربيل، لأسباب عدة، منها أن "مليشيات الحشد الشيعي قامت بوضعنا في الخطوط الأمامية في أخطر جبهة في محافظة صلاح الدين، وهي جنوب مدينة بيجي من جهة البو طعمة، والمزرعة، والحجاج، بالإضافة إلى أننا شاهدنا الكثير من الانتهاكات" التي تمارسها هذه المليشيات.

وأضاف هاشم في حديث خاص لـ"عربي21": "وضعنا بالخطوط الأمامية، وشاهدنا انتهاكات من عناصر الحشد الشيعي، خصوصا في قرية البو طعمة جنوب مدينة بيجي، حيث يقوم عناصر الحشد بتدمير البيوت تدميرا كاملا بالجرافات، بعد سرقتها، ويقومون بحرق بعض البيوت، والمناطق والزراعية، والاعتداء على بعض العوائل الموجودة، حتى إنه في بعض الانتهاكات اعتدت المليشيات باغتصاب النساء".
 
وعن حال عناصر الحشد الآخرين معه، قال لـ"عربي21: "الكثير منا حاول الهروب والرجوع إلى أربيل، وكركوك، والبعض لم يستطيع بسبب الضغوطات، أنا ومعي ستة عناصر استطعنا الوصول إلى أربيل تاركين العمل، لأن ما حدث هو انتهاك وليس تحرير مدن لاستقرارها، حيث عرفنا أن عناصر الحشد الشيعي لم يتقدموا لتحرير المدن من سيطرة تنظيم الدولة؛ إلا لأسباب السرقة والهيمنة على المناطق التابعة لأهل السنة، وغايتهم هي البقاء في المدن، وأن تكون المدينة المحررة تحت سلطتهم دوما، ولا يحق لأحد الكلام والتحرك إلا بأمر من قياداتهم".
 
وأضاف: "بعد أن وضعنا بالخطوط الأماميية حدثت الكارثة بأن نتفاجأ بمقتل عدد من عناصرنا بإطلاقات نارية وسلاح ثقيل من خلفنا، حيث يوجد عناصر الحشد الشيعي، ونحن في الأمام بمعارك مستمرة مع تنظيم الدولة، جنوب مدينة بيجي، واكتشفنا أن عناصر الحشد الشيعي أطلقوا النار باتجاهنا من الخلف، وحصلت بيننا مشادات كلامية بسبب ما حدث، في حين أن عناصر الحشد الشيعي أنكروا ذلك".
 
وقال هاشم الهارب إلى أربيل: "عندما انضممنا إلى الحشد كنا نعلم بأننا سنمسك مناطقنا المحررة في محافظة صلاح الدين، وأهمها تكريت، والدور، والعلم، ولكن تفاجأنا بعدها بقدوم أوامر من قيادات الحشد الشيعي بتقدم عناصر حشد المناطق المحررة إلى الخطوط الأمامية في مدينة بيجي". 

وختم حديثه قائلا: "البعض ترك العمل مباشرة بعد سماعه هذا القرار، وآخرون اتجهوا إلى جنوب بيجي؛ ولكنهم رأوا ما حدث هناك من انتهاكات، وتغيرت المعادلة لديهم، وأغلبهم في حالة عصبية، ويحاولون الهروب والرجوع إلى إقليم كردستان، ونحن علمنا بأن الحشد الشيعي لم يات لتحريرنا، بل جاء للهيمنة على مناطق أهل السنة، بعد أن انضممنا إليهم، ورأينا أفعالهم وانتهاكاتهم، وأنا أحد الهاربين إلى أربيل، ولن أرجع إلى العمل معهم لأنني علمت ما هي حقيقتهم".

ومنذُ شهر تقريبا، أعلنت قيادات رسمية عراقية، وأخرى في الحشد الشعبي، دخول معركة تحرير بيجي ساعاتها الحاسمة، إلاَّ أنّ تلك الإعلانات لمْ تجد لها صدى على أرض الواقع، كما أنّ المسؤولين العراقيين يتجنبون التطرق إلى ما يجري في بيجي، وعن سير المعارك. 
التعليقات (0)