أكدت منظمة
الصحة العالمية الأربعاء أنها تسعى لاستئناف وبشكل "سريع" الخدمات الصحية المتوقفة في
العراق، وذلك بعد تعليق 84 بالمائة من برامجها الصحية في هذا البلد الذي يشهد صراعات طائفية أودت بحياة آلاف الأشخاص أغلبهم مدنيين.
وأشارت المنظمة الأممية في بيان الأربعاء، إلى أنها ستتواصل بـ"قوة" مع المانحين لتقديم الدعم في الوقت الذي ستستخدم فيه مواردها الشحيحة للقيام بالتدخلات العاجلة المنقذة للحياة.
وقالت المنظمة في بيان لها "إن العجز الحاد في التمويل أدى إلى وقف 84 بالمائة من البرامج الصحية التي يدعمها شركاء العمل الإنساني في العراق بما فيهم منظمة الصحة العالمية وحرمان حوالي 3 ملايين شخص من فرص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية".
وأشارت المنظمة إلى أنه تم مؤخرا تعليق عمل 184 من برامج الخدمات الصحية في الخطوط الأمامية في عشر محافظات، فضلا عن حرمان الملايين من اللاجئين والنازحين من إمكانية ولوج العلاجات وخدمات الرعاية الصحية الأولية، والتلقيح والصحة الإنجابية.
وفي هذا الصدد أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق جعفر حسين أن "العراق بلد نالت منه الأزمات، إذ لا يقتصر الأمر على إصابة مدنيين أبرياء خلال أعمال العنف، بل هناك أعداد غفيرة تفر من مناطق الصراع، وتقيم في مأوى مؤقت، وهم عرضة لأخطار الإصابة بالأمراض المعدية".
وأضاف حسين أنه "إذا لم تتوفر موارد تمويل إضافية فستحرم ملايين أخرى من العراقيين من الخدمات الصحية التي هم يحتاجونها بشكل عاجل".
وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من الإغلاق الوشيك للخدمات الصحية ومراجعة خطط عام 2015 للتركيز على الوفاء بالاحتياجات الصحية الأساسية ذات الأولوية القصوى لدى الفئات السكانية المعرضة للخطر، وفق البيان، يظل تمويل الصحة في العراق شحيحا فمن مجموع 60,9 مليون دولار طلبتها المنظمة الصحية تم استلام 5,1 مليون دولار فقط أي حوالي 8 بالمائة من إجمالي التمويل المطلوب.
ويعيش العراق أوضاعا أمنية متدهورة، جراء
الحرب المستعرة بين المليشيات الشيعية والسنة، كما أدى توغل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داخل الأراضي العراقية، وسيطرتها على محافظات بالكامل، إلى اشتداد
الأزمة الإنسانية بهذا البلد، حيث قتل الآلاف، بينما نزحت ألوف أخرى إلى الأماكن الآمنة.