سياسة عربية

تشييع السلاموني يجدد حزن الجماعة الإسلامية على قادتها (فيديو)

القيادي بالجماعة الإسلامية عزت السلاموني قضى جراء الإهمال الطبي - أرشيفية
القيادي بالجماعة الإسلامية عزت السلاموني قضى جراء الإهمال الطبي - أرشيفية
جدد تشييع جثمان القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ عزت السلاموني، في مسقط رأسه في محافظة سوهاج، الأحد، أحزان أعضاء الجماعة وأنصارها، على رحيل قادتها التاريخيين، الواحد تلو الآخر، في سجون الانقلاب، وهو ما عبر عنه رموز الجماعة في نعيهم للسلاموني.

من جهته، وصف رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، السلاموني بأنه أحد أهم دعاة الجماعة الإسلامية. 

وأضاف: "سقط شهيد آخر في سجون الظلم والطغيان يشكو إلى الله ظلم وعدوان نظام الجنرالات الذي طالما شرب من دماء المصريين".

وتوفي السلاموني السبت، جراء الإهمال الطبي، في سجن طرة، الذي أودع به، على ذمة قضايا ملفقة.

ونعى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالإنابة الشيخ أسامة حافظ، الشيخ السلاموني.

وكتب عقب مشاركته في جنازته الأحد، على صفحة الجماعة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بيننا وبينكم الجنائز".

وتابع: "عشت كلمات هذه الحكمة اليوم في جنازة الشيخ عزت.. البلدة كلها عن بكرة أبيها تقف في الشمس الحارقة علي جانبي الطريق، والسيارة التي تحمل جثمانه -رحمه الله- تسير على مهل، وخلفها عشرات السيارات تحمل الإخوة الذين صاحبوا السيارة من القاهرة، وفيهم من كل محافظات الدلتا".

وقال: "انطلقت السيارة تسير الهوينا في شوارع البلد، وكل هذه الحشود من حولها تهتف: لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله، والدموع تملأ عيونهم.. رأيت كل الإخوة هناك من كل أنحاء البلاد.. كل من عرفت من أبناء الجماعة، الذين لم أر أكثرهم، منذ سنوات طوال.. لقد كان قلبه -رحمه الله- يجمع كل هؤلاء فاجتمعوا في جنازته".

ونعاه الشيخ علي الديناري بالقول: "في وفاة الشيخ السلاموني رحمه الله في محبسه إشارة مهمة إلى أن النصر هو الثبات على الحق، والهزيمة هي  ترك الحق".

وقال خالد العدل: "أتقدم بأحر التعازي لمشايخنا في الجماعة وجميع أعضائها على مستوياتها كافة، وللعائلة المباركة في قرية سلمون مركز طما، وكذا أخص إخوانه في إمبابة وعين شمس، الذين قضى أياما بينهم يبث علمه، ويقدم الأنموذج الأرقى في حسن الدعوة".

وأضاف العدل: "عرفت الشيخ أسدا مغوارا ضد الظالمين، حاملا روحه على  كفه، غير راض عن إهدار دم إخوانه بغير ثمن، ولن أنسى عهده أمام الله من على المنبر أن لا يضيع دم الدكتور علاء محيي الدين هدرا، وأشهد أنكم لدمه الطاهر الزكي كنتم من الأوفياء".

وقال محيي عيسى: "عرفته في أواخر السبعينيات، وكان معيدا في الجامعة يعيش حياة مترفة، فما لبث أن دخل الإيمان قلبه، فالتزم مع الجماعة الإسلامية، ولم ينحن يوما للطغاة رغم كثرة اعتقاله، وحبسه، وتعذيبه. وبعد الانفلاب، فقد تم القبض عليه فلم يخضع لضغوط، ولم يقدم تنازلات لجلاديه".

ونعى رئيس حزب غد الثورة، أيمن نور، السلاموني، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، قال فيها: "خالص العزاء للزملاء في حزب البناء والتنمية بوفاة القيادي البارز عزت السلاموني الذي قضى نحبه في مستشفى ليمان طرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وأشار القيادي في الجماعة، الشيخ رفاعي أحمد طه، إلى أن السلاموني بعد الانقلاب، لم يجلس في بيته، ولم يتوار، ولم يداهن أو يتخاذل، بل انطلق مرة أخرى إلى ميادين مصر المختلفة معلما، ومحذرا من عواقب الظلم والفساد والإفساد، فكان أن ابتلعته السجون المصرية مرة أخرى، على يد جلادي هذا النظام العسكري البوليسي الغاشم، وفق قوله.

وأضاف: "كأن الله عز وجل أبى إلا أن يختم له بخاتمة السعادة لترتفع روحه الطاهرة إلى ربها شاكية ظلم هذه الطغمة الحاكمة، ويتركوه مريضا دون أي إسعافات، وهو الذي ناهز الستين من عمره".

يشار إلى أن "عزت حسين محمد السلاموني"، ولد عام 1958 في سوهاج مركز طما، وتخرج في كلية التجارة في جامعة الأزهر عام 1981، واعتقل في السنة ذاتها، وأفرج عنه عام 1983، ثم أعيد اعتقاله عام 1986 حتى تم الإفراج عنه عام 2005.

وعمل في مكتب للتحكيم الدولي، وشارك في ثورة 25 يناير، وكان أحد المتحدثين بها، لكنه أعيد القبض عليه يوم 26 نيسان/ أبريل من العام الجاري، وتم التجديد له خمس مرات حتى توفي.

وللسلاموني ديوان مطبوع بعنوان "في سجون مبارك"، جسد فيه "الانتهاكات البشعة للآدمية ضد أبناء الحركة الإسلامية في سجون نظام مبارك"، كما أنه عُرف بحنكته السياسية، وكان عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في القاهرة منذ تسعينيات القرن الماضي حتى توفي.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا قررت حبس السلاموني، على ذمة القضية المعروفة إعلاميا باسم قضية "الانضمام لتحالف دعم الشرعية"، المتهم فيها بالتحريض على استهداف رجال الشرطة والجيش، ونشر تحريضات تحث على القتل والعنف عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

ويقبع الكثيرون من أبناء "الجماعة الإسلامية" حاليا في سجون العسكر، وأغلب قيادات الجماعة من ذوي الأعمار السنية الكبيرة، ومصابون بالأمراض، كما أنهم يعانون من المطاردات والتضييق عليهم في الدعوة، والمعايش، وذلك منذ الانقلاب العسكري.

ودشنت الجماعة الإسلامية، الأسبوع الماضي، حملة جديدة للإفراج عن الرئيس السابق لمجلس الشورى لديها، عصام دربالة، بعد أن جددت النيابة حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، في الأسبوع الماضي، على خلفية قضية "الانضمام لجماعة تخالف القانون، وتولي قيادة فيها".



التعليقات (0)