قال الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، إن دخول
تركيا في التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة، وبهذا القوة يغير قواعد اللعبة بشكل كبير، على حد تعبيره.
وتابع فرانكونا، وهو محلل عسكري في شبكة "سي أن أن" إن "لدى تركيا قوة عسكرية كبيرة؛ حيث يعدّ الجيش التركي ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي، ولديهم قدرات هائلة"، لافتا إلى أن "عددا كبيرا من هذه القوات تم إرسالها إلى الحدود الجنوبية للبلاد، قرب الحدود مع
سوريا والعراق".
وأضاف: "من يتساءل إن كان لدى تركيا القدرة على الدخول إلى شمال سوريا وإقامة منطقة عازلة، فالجواب نعم، فلديهم القدرة إن توافرت الإرادة السياسية، ولكن علينا أن نتحفظ قليلا على حقيقة ما تقوم به أنقرة هنا، فنحن نرحب بجهودهم في محاربة تنظيم الدولة ونظام بشار الأسد، ولكن علينا الحذر في فهم أنهم أيضا منخرطون في عمليات تهدف لإخماد
الأكراد داخل بلادهم، وهذا يمتد خارج حدودهم إلى سوريا".
وتابع فرانكونا: "أشك بأن هذا الأمر كان جزءا من الاتفاق الذي جرى بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وبين رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو".
وفي سياق متصل، قال رئيس برنامج البحث في الشؤون التركية في معهد واشنطن، سونر كاغبتاي، إن الدافع الذي أقدمت من خلاله أنقرة على استهداف حزب العمال الكردستاني أو ما يُعرف بـ"PKK" هو تأسيس الأخير لشبكة سياسية داخل البلاد.
وتابع كاغبتاي للشبكة الأمريكية بأنه يعتقد بأن "ما تسعى الحكومة التركية لتحقيقه بعملياتها العسكرية هو إضعاف القدرة العسكرية للـPKK بعد رؤية تأسيس حزب العمال الكردستاني لشبكة سياسية في جنوب شرق البلاد؛ حيث يشكل الأكراد أغلبية في تلك المناطق".
وقال إن "ما فعلته الحكومة بأنقرة هو تمكنهم من إدراج الحملة ضد الـPKK تحت المظلة الأوسع المتمثلة بالحملة على تنظيم داعش، وذلك حتى لا تتيح للناس في واشنطن أو أي مكان آخر الفرصة للاعتراض، باعتبار أن تركيا تقوم بقتال داعش، ولن يكون مهما استهداف بعض مواقع الـPKK خلال ذلك".
وقال أوغلو في حديث منفصل مع شكة "سي أن أن" الأمريكية، إنه حان وقت إنشاء منطقة آمنة في سوريا، لا سيما ضد هجمات "داعش"، منوها إلى أن التفاهم الذي جرى مع الولايات المتحدة بخصوص محاربة التنظيم ينبغي أن يشمل دعم المعارضة السورية المعتدلة من أجل مستقبل سوريا.
ولفت داود أوغلو إلى أن تركيا دافعت منذ بداية الأزمة السورية عن ضرورة تشكيل منطقة آمنة، لسببين: الأول ضمان بقاء اللاجئين السوريين في وطنهم، مشيرا إلى أن تركيا بمفردها تستضيف حاليا نحو مليوني لاجئ سوري.
وذكر رئيس الوزراء التركي أن السبب الثاني يتمثل في أن المنطقة الآمنة "ستمنع تدفق المجموعات الإرهابية، وستشكل ملاذا آمنا للسوريين الذين يتعرضون لهجمات النظام والمجموعات الإرهابية على حد سواء".