سياسة عربية

خبراء لـ"عربي21": هذه تداعيات الاتفاق النووي على العرب

إيران تتحول إلى شريك في قيادة العالم العربي رغما عن العرب ـ عربي21
إيران تتحول إلى شريك في قيادة العالم العربي رغما عن العرب ـ عربي21
تعالت الأصوات المحذرة من التداعيات الإقليمية للاتفاق النووي بين إيران والدول الست، خاصة على  المنطقة العربية، حيث اعتبره خالد يايموت تدشينا لتوحش إيراني على حساب العرب، فيما سجل خالد شيات أن الاتفاق يفرض على العرب مراجعات تحافالتهم.

وقال الباحث الإستراتيجي وأستاذ القانون الدستوري في جامعة المحمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، إن الاتفاق النووي الإيراني مع دول (خمسة+واحد) "ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة العربية".

وقال خالد يايموت، في تصريح لـ"عربي21"، إن إيران بعد الاتفاق ستكون أكثر وحشية من أي وقت، وأن الوضع العربي سيزداد تأزما على مستويات ثلاثة هي؛ الجغرافي والسياسي والاقتصادي".

وتابع يايموت، أن "العراق سيتحول على المستوى الجغرافي إلى ثلاثة أقاليم، سيغذيها التوجه السياسي من خلا إقرار الأقاليم الثلاثة، مع دولة منهارة، ونفوذ إيراني متعاظم".

وبخصوص سوريا قال الباحث، إن الفرص أمام مستقبل سوريا موحدة يقل بشكل كبير، فالدولة الواحدة ذاهبة إلى التفكك، في اتجاه دويلات، تحظى فيها إيران بنفوذ قوي، لكنها لن تكون وحدها فتركيا سيكون لها حضور قوي في سوريا المستقبل".

واعتبر أن "أكثر الدول الخليجية المعنية بشكل سلبي بالاتفاق هي الكويت"، مسجلا أن "الكويت سيكون عليها مستقبلا مراعاة النفوذ الإيراني، قبل الإقدام على أية خطوة خارجية، فالكويت أصبحت ضمن مجال النفوذ الإيراني المباشر".

وأضاف بطبيعية الحال لا ننسى أن سلطنة عمان، "محايدة" في الموقف من إيران في وقت كانت دول الخليج كلها معادية لنظام الجمهورية الإسلامية".

وتوقع يايموت أن "الإمارات العربية المتحدة، لن تكون على المدى المتوسط عدوا لإيران، بقدر ما ستأخذ مسافة مع السياسات المعادية لإيران، وبالتالي بروز التباين مع السعودية".

وسجل الباحث، أن "السعودية أكبر بلد عربي من حيث المساحة، ودولة قطب في الخليج، أصبحت بعد الاتفاق مجبرة على التفاوض مع إيران من أجل تدبير مستقبل المنطقة".

وشدد على أن إيران "أصبحت بعد الاتفاق شريكة في صناعة القرار العربي، نعيش اليوم نهاية القيادة العربية للشأن العربي، فإيران شريكة في مستقبل العرب".

 وأوضح أستاذ التعليم العالي في العلاقات الدولية بجامعة وجدة (شرق المغرب) خالد شيات، أن "الانعكاسات المرتقبة على المنطقة العربية تتجلى في تأبيد التفوق العسكري الإيراني، ويزيد من قوة موقع إيران التنصيص على استمرار إنتاج الماء الثقيل".

وتابع خالد شيات في تصريح لـ"عربي21"، "من الجانب الإستراتيجي هذا دليل على صمود النظام الإيراني في وقت الشدة. ويجب على المنظومة الأمنية العربية أن تتوقع أكثر من ذلك مع الانفراج الاقتصادي الإيراني، والتقارب الذي حصل مع قوى غربية ناهيك عن تعزيز المحور الروسي الإيراني التقليدي".

وقدم شيات، ثلاثة خيارات أولا تجديد البنية التحالفية وهو أمر لم يعط نتيجة تذكر خاصة في اليمن، ثانيا صياغة تحالف جديد يقوم إسرائيل فيه بطريقة أكبر، وثالثا "قبول اللعبة والتقارب مع طهران وهذا يعني انقسام دول عربية كثيرة منها سوريا واليمن".

وشدد على أن "البنية المستقبلية في الشرق الأوسط تحيد أي دور كبير للدول العربية، وعليها أن تثبت عكس ذلك بنفسها، وذلك يمر بالضرورة باستعادة القوى الشعبية الحية التي قمعها الثورات المضادة لزمام الأمور".

إلى ذلك يقضي الاتفاق بفك تجميد مليارات الدولارات من أصول إيران المجمدة، مشيرة إلى "العقوبات الاقتصادية والمالية الأوروبية والأمريكية على إيران سترفع عند بدء تنفيذ الاتفاق".

وقال مسؤولون إيرانيون،إن "حظر السلاح سيرفع وستحل محله قيود جديدة وسيمكن لطهران أن تستورد وتصدر أسلحة على أساس كل حالة على حدة".

وتابع فـ"كل المنشآت النووية ستستمر في العمل. لن يتوقف أي منها أو يجري التخلص منها... إيران ستواصل التخصيب. أبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي (أي.أر6 وأي.أر-5 وأي.أر4 وأي.أر8) ستستمر".
 

التعليقات (8)
Observer
الأربعاء، 15-07-2015 03:25 م
The comments are thoughtful, yet provide no answer to the present situation in the Arab countries. One major cause for the chaotic situation is the selfishness and shortsightedness of Arab rulers and "thinkers"! In my humble view, what is needed to save the "remaining" Arabs is a surgical plan that must include two steps: (1): Open up societies and allow people freedom to participate in the political life and (2); A huge "Marshall Plan" where citizens feel improvements in their lives. Narrow mindedness led to the present situation. To continue to blame foreign powers for the mess in the Arab world is to continue in the present road of self destruction
المغربي
الأربعاء، 15-07-2015 02:27 م
كفانا تعلقا بالاوهام عندما نتحدث عن السعودية ستفعل وستفعل وستفعل. ماذا ستفعل السعودية? لكي نتعرف على ماذا ستفعل السعودية في المستقبل ردا على هذا الاتفاق وردا على التغول الاراني في الشرق الاوسط الذي هو شغال على قدم وساق منذ مدة طويلة سبقت الاتفاق, اقول لكي نعرف ماذا ستفعل السعودية, يجب ان نعرف ماذا فعلت مأخرا. اقولك ماذا فعلت: دخلت ولازالت في تحالف مع ايران الصفوية الشيعية لضرب ابناء جلدتها السنة تنضيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا (تنظيم الدولة السني الذي يُعتبربمثابة السلاح النووي في يد السعودية السنية ضد ايران المجوس الصفوية الشيعية, متى عرفت كيف تتكيف وتتعامل معه بالشكل الذي تتقي شره عليها في الامد القصير والمتوسط) ..ثانيا, تدخلت في مصر الى جانب العسكر والانقلاب وضد الشرعية والديموقراطية والربيع العربي ضد اكبر جماعة في العالم (جماعة الاخون المسلمين التي هي سنة خالصة). هذه الجماعة ومن خلفها حزبها ومن خلفها مرسي (لو تركته وشأنه) ومن خلفها التسعون مليون مصري كان بامكان ان يكون عونا وسندا قويا للسعودية في اي محنة او تحدي تواجهه السعودية في المنطقة (ازمة اليمن والتدخل الايراني الخ). ثالثا, تدخل السعودية لاسقاط مصر مرسي استعدت به تركيا اللي هي سنة واللي هي كذلك تسعون مليون واللي هي في عداء ازلي مع ايران. اقول استعدت السعودية تركيا اردوغان ولو اني بدات ارى بعض بوادر انفراج في العلاقة السعودية التركية القطرية, لكن لن يكون بمثل ذلك الزخم الذي كان يمكن ان يكون عليه الحال بين السعودية وتركيا وقطر لو لم تتدخل السعودية الى جانب دكتاتور مصر السيسي. ثالثا, اليمن, قبل انقضاض الحوثي على صنعاء وفي زحفه واستعداده للانقضاض على كل اليمن, كان كل شغل السعودية في حديقتها الخلفية هو اين هو حزب الاصلاح (اللي هما الاخوان المسلمون بتوع اليمن) وماذا يفعل حزب الاصلاح وكيف تقطع السعودية الطريق عليه وكيف تحاربه, حتى انها كانت في بعض الاوقات تتامر (او تتواطئ) مع الحوثي الشيعي ضد حزب الاصلاح (الاخوان المسلمون اللي هما سنة والمفروض سندها في اي حرب او ازمة مع شيعة ايران). بربكم بهكذا سياسة خارجية سعودية (وخلفها دول خليجة كثيرة) خرقاء ترجون خيرا من السعودية في اي صد للتمدد الاراني قبل وبعد الاتفاق النووي الايراني الغربي! ما لم تُعِد السعودية صياغة سياستها الخارجية بشكل جدري وتعمد الى تصحيح كل الاخطاء الانف ذكرها والتي تعتبر كوارث في السياسية ولا تصدر الا عن هواة وبلهاء, اقول ما لم تصححها السعودية فسينتهي بآل سعود الحال والمآل في النهاية (بعد هذا الاتفاق النووي الايراني الغربي), الى ان يكونوا خدما وعبيدا في بلاط الفرس, هذا اذا ارتضتهم ايران الفرس كذلك, فلربما تاففت منهم ومن صنيعهم فارتات ان تبيدهم عن بكرة ابيهم خير لها من ان تتركهم ينجسون الشرق الاوسط ومكة والحرمين (في اعتقادهم)!.. اعتذر عن هذه القسوة في التعبير. هذه هي السعودية التي نعلق عليها الامال.
هشام ميشلان
الأربعاء، 15-07-2015 01:02 م
تحياتي إلى الأخ دسوقي و تشكراتي له على طرحه للأسباب الحقيقية لانعدام رؤية عربية موحدة فالحرب العالمية الأولى عملت على تحويل و تشتيت كلمة العرب و المسلمين و الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط من خلال إنهاء الحكم العثماني وإنشاء الدول القومية المعاصرة . ف «الربيع العربي» أعاد كذلك تشكيل هذا النظام الإقليمي من خلال زرع بذرة شرق أوسط ثلاثي المحاور ، محور تركيا والأكراد وجماعة «الإخوان المسلمين»؛ ومحور إيران والشيعة؛ ومحور المملكة العربية السعودية والملكيات التي تضمن نوعا ما من الاستقرار السياسي . و بينما يعاد تشكيل المنطقة فلن تختفي الأمم من المنظور الإيديولوجي و الثقافي ، لكن هذه المحاور سوف تتجاوز الحدود الوطنية بشكل متزايد حيث إنها تنازع الأنظمة في جميع أنحاء المنطقة في أهدافها غير المعلنة لتمكين الغرب من الوصاية المباشرة أو غير المباشرة ، و التي افتضح أمرها بعد أن تم الاتفاق مع إيران لتقاسم الهيمنة . إن سياسة إيران الخارجية متعاظمة الشأن، وسياسات تركيا المؤيدة لـ جماعة «الإخوان»، و التغير الراديكالي و الإيجابي السعودي بعد رحيل جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، و تولي مقاليد الأمور الملك الشهم و الشجاع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله ، سوف لن يدخر جهدا في الحفاظ على الأنظمة المتبقية في المنطقة ، وكل هذه المحاور سوف تتطاحن ضد بعضها البعض، متجاوزة الحدود الحالية ، الأمر الذي سوف يؤدى إلى مفاقمة التوترات، مع وجود دولة إيران التي تخلط الطائفية بالمذهبية بالسياسة بالشطرنج بالسلاح النووي من أجل الانفراد بالهيمنة أو مشاركتها مع الصهاينة بدل باقي المحورين الآخرين . ففي الفترة التي سبقت «الربيع العربي»، تحدت الدول السنية المهيمنة في المنطقة مصر وتركيا والمملكة العربية السعودية بعضها البعض تارة في استرضاء إيران و تارة في التحالف ضدها سياسيا في المحافل الدولية ، من خلال دعم نماذج مختلفة من الحكم وتعزيز قيم متعارضة في الغالب. ورغم ذلك، لم تتحول المنافسة عادة إلى عنف حاد، باستثناء لبنان، وهي دولة ضعيفة معرضة دائماً للصراعات الإقليمية والطائفية، والعراق، حيث استغل الإيرانيون فراغ ما بعد 2003 لدعم الميليشيات الشيعية لخلق ديموغرافيا تستعملها في ابتلاع العراق و سورية و لبنان و اليمن و الكويت و البحرين ، كما أننا نسمع تهديدات للسعودية صباح مساء . والاضطرابات التي تمخضت عن «الربيع العربي» غيّرت قواعد اللعبة من حيث توسيع حجم ونطاق هذه المنافسات الإقليمية فظهرت قوى كانت غائبة كتركيا ، و غابت أخرى كانت قوية و مؤثرة كمصر ،وأدى شلل مصر إلى إخراجها من اللعبة الإقليمية رباعية الأطراف ، فالاستقطاب السياسي العنيف حوّل مصر من كونها «مرتكز العالم العربي» إلى ساحة أخرى للمنافسات الإقليمية بين القوى الإسلامية الثلاث المتبقية: تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية. كما أن تركيا قد تغيرت هي الأخرى. ففي ظل حكومة «حزب العدالة والتنمية»، تخلت أنقرة عن رؤية كمال أتاتورك العالمية ، ويرى «حزب العدالة والتنمية»، الذي كان يوصف ذات مرة بأنه حزب إسلامي متشدد لكنه أعاد تأهيل نفسه و أصبح نسخة متقدمة لـجماعة «الإخوان المسلمين» وقام بإشراك الأحزاب الإقليمية التابعة لـ «الإخوان» لتحقيق هذه الغاية ، واعتادت تركيا الأتاتوركية النظر إلى الشرق الأوسط عبر منظور الغرب ، وقد تبنت تركيا الجديدة موقفاً جديداً تجاه المنطقة ، حيث تنظر إليها من منطلق «حزب العدالة والتنمية» المؤيد لـ جماعة «الإخوان». وترى النخبة في «حزب العدالة والتنمية» أنها إن كانت قد استطاعت الاعتدال والوصول إلى سدة الحكم من خلال انتخابات ديمقراطية في أنقرة ، فإن جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية والسورية ذات التفكير المتشابه ستكون قادرة على فعل الشيء ذاته في القاهرة ودمشق ، ومن هنا يأتي حُلم تركيا في تشكيل منطقة تحكمها أحزاب تابعة لـ جماعة «الإخوان» و تتطلع إلى تركيا للاسترشاد بها ، كنظام عثماني مصغر ، ويفسر ذلك فزع تركيا تجاه رد واشنطن على الإطاحة بحكومة محمد مرسي ، حيث أصدرت توبيخاً عاماً نادراً جداً لواشنطن وجهت فيه اللوم بقوة إلى الولايات المتحدة . وفي حين قبلت واشنطن الإطاحة بـجماعة «الإخوان» من السلطة في مصر ، إلا أن القوى المؤيدة للوضع الراهن في المنطقة ، بما في ذلك الأردن والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة دعمت بالفعل تدخل الجيش ضد «الإخوان» ، وهذه الملكيات تكره فتنة «الربيع العربي» ، إذ يمقت السعوديون فكرة الديمقراطية الإسلامية بقيادة «الإخوان»، لأنهم ما زالوا يعتقدون بأنها تعمل على إثارة القلاقل وإشاعة عدم الاستقرار. وفي غضون ذلك استغلت إيران «الربيع العربي» لتعبئة وحشد «الكراهية الطائفية» الشيعية المعاصرة ، فطهران صوّرت الانتفاضة المناصرة للديمقراطية ضد نظام الأسد في سوريا على أنها انتفاضة سنية ضد الأقلية العلوية ، وهي طائفة صغيرة من الشيعة ، ثم استغلت هذا لللعب على حبل متلازمة اضطهاد الشيعة في المنطقة ، بتعبئتهم في المناطق التي تمتد من العراق إلى لبنان من أجل إرسالهم إلى سوريا لحشدهم وراء قضية دعم نظام الأسد ، كما تدعم إيران أيضاً ثوار الأقلية الشيعية (الحوثيين) في اليمن ، الذين يعارضون الحكومة المركزية المدعومة من قبل السعودية ، وفي الوقت نفسه ، ضيق السعوديون الخناق على انتفاضة مؤيدة للديمقراطية قامت بها الأغلبية الشيعية في البحرين ، وقد ساعدت هذه التحركات على إثارة تصدعات طائفية في المنطقة ، خصوصاً في شمال الهلال الخصيب ، فهذا القوس كونه موطناً لثلاث دول ضعيفة كلبنان وسوريا والعراق ، يعد بصفة أساسية الساحة الرئيسية للمنافسات الإقليمية حيث تتمازج حدود هذه الدول وتنزف معاً بشكل متزايد ، ويتحد الشيعة من منطقة شمال الهلال الخصيب مع بعضهم البعض ومع إيران بطرق لم نشهدها من قبل في الذاكرة الحية. وتركيا التي أحبطت إيران من سياستها الرامية لتغيير النظام في سوريا ، دخلت ساحة المنافسة في الهلال الخصيب ، حيث ألقت بثقلها خلف الأحزاب السورية والعراقية التابعة لـ «الإخوان المسلمين» ، وهذا التحرك صوّر أنقرة ودمشق كأعداء ، وعمل على فتور العلاقات بين أنقرة وبغداد حيث يدير الحكومة الشيعة الذين تعتبرهم تركيا رسلاً وخدماً لإيران. وقد عمد الأكراد العراقيون القلقون من حكم الحكومة المركزية الناشئة في بغداد إلى استغلال الوضع والتقرب من أنقرة مستفيدين من محور الطاقة الوليد الذي يجري تطويره بين البلدين بالفعل ، كما يسعى الأكراد السوريون أيضاً إلى الحصول على حماية تركيا ، وسوف تساعد محادثات السلام الأخيرة مع «حزب العمال الكردستاني» ، الذي له تأثير كبير ليس فقط في صفوف الأكراد الأتراك ولكن بين الأكراد السوريين أيضاً على تحقيق هذا التقارب. ويشمل الشرق الأوسط ثلاثي المحاور تحالفات تكتيكية ، ففي سوريا على سبيل المثال و على الرغم من دعم تركيا والسعودية لمعسكرات مختلفة في المعارضة إلا أنهما مع ذلك متحدتين ضد إيران ، وفي الوقت نفسه تتحدى أنقرة والرياض بعضهما البعض في مصر حيث تقف تركيا مع حزب جماعة «الإخوان» إبان رئاسة مرسي ويقف السعوديون في عهد الملك عبدالله مع حكومة الفريق الأول السيسي. وهذا جعل الشرق الأوسط ثلاثي المحاور ، حيث تعارض فيه تركيا وإيران والسعودية بعضها البعض في تحالفات متغيرة ، وتتنافس من أجل وضع نظام إقليمي جديد ، رغم تغيرات كثيرة جعلت العلاقة السعودية المصرية تعيش ضبابية و عدم توافق على الأقل سياسيا . وبالنسبة لإيران فإن سوريا تمثل ركيزة جهودها لتوسيع نفوذها إلى ما بعد العراق الخاضع لحكم الشيعة ، وسوف تقرر ما إذا كان بوسعها أن تصبح دولة استراتيجية مهيمنة أوسع نطاقاً أم تظل محتواة نسبياً ، كما أن تركيا غير العربية ، بوقوفها إلى جانب «الإخوان المسلمين» في جميع أنحاء المنطقة ، سوف يتعاظم نفوذها كلما تقدم " الإخوان المسلمون " و سوف يخبو كلما أفل نجمهم ، و سيظل نفوذ نفوذ أنقرة بين الأكراد أكثر ديمومة واستمرارية. لقد بددت الولايات المتحدة «الربيع العربي» بعدم وقوفها إلى جانب الديمقراطية الليبرالية ، وهو برنامج لا تروج له أي من القوى الإقليمية الثلاث ، فقد عاد المواطنون عبر أنحاء المنطقة مرة أخرى إلى النطق بشعارات مناهضة للولايات المتحدة من أجل الإعراب عن سخطهم ومحنتهم ، وفي المرحلة القادمة يبدو أن واشنطن قد أسلمت مفاتيح الشرق الأوسط الجديد لإيران الصفوية و الكيان الصهيوني ، الذي هو الآخر عينه على سيناء إن لم ينتبه الشعب المصري في خضم هذا الحراك المحير للعقول ، وإلا فإن الخريطة السياسية والأيديولوجية للمنطقة سوف يعاد رسمها من قبل دول رئيسية أكثر نفوذاً . و الصراع حاليا صراع نفوذ و هيمنة للبعض ، و صراع بقاء و استقرار للبعض الآخر ، و صراع ثأر قديم للبعض الآخر أيضا ، فأين الأمة العربية من هذا الصراع و الحراك !؟ ، فإن التغيرات الجيوسياسية أخذت في التغير في غيبة الكلمة الموحدة للأمة العربية و الإسلامية . إن الحل يكمن في السلم و في الحرب ، فالسلم يعني السياسة و الدهاء و الخبث و الخديعة و المراوغة ، و لسنا بأقل من إيران ، و لو توفرت لنا الإرادات السياسية فلنلعبنها مع إيران ، و لنعيدنها من البحر عطشانة ، و في الحرب يكمن الحل كما يكمن الحل في إجراء عملية جراحية عاجلة لاستأصال سرطان سوف يأتي على الجسم كله . هذا رأيي و ستذكرون ما أقول لكم .
قرنفل المقدوني
الأربعاء، 15-07-2015 12:54 م
يجب على دول الخليج أن تتدارك الوضع بسرعة، أن توقف حفلات الغناء و الرقص اليومية، و تعيد حساباتها و تحالفاتها الإقليمية و الدولية، أن تنهي و بسرعة هيامها و غرامها المجنون لامريكا..الوحش الصفوي المجرم على الأبواب..
محب الصحابة
الأربعاء، 15-07-2015 07:41 ص
بغضّ النظر عن المبالغات والتهويل الذي تضمنه المقال ، إلا أنه أغفل التغير الاستراتيجي الكبير والجذري في السياسة السعودية الخارجية والتي باتت تعتمد على المبادرة الذاتية في صناعة الواقع المفترض سواء من الناحية السياسية أو الأمنية العسكرية أو من الناحية الإقتصادية أو سواها .. لقد انعتق الموقف السعودي من خياره القديم المعتمد على ردة الفعل تجاه ما يحدث ليصبح أكثر قدرة على المبادرة وابتداء الفعل الذي تحكمه مصالحه قبل أن تتحكم فيه مصالح الآخرين ، بحيث أن خيارات الفعل السعودي تجاه المخاطر المحدقة باتت أكثر حرية وطلاقة من أي وقت مضى ، وما رفض السعودي لخفض إنتاجه من النفط والذي هوى بأسعار النفط إلى أدنى مستوياتها ليشكل ضربة للحلف الروسي الإيراني إلا مؤشر للسياسة السعودية الإقتصادية التي باتت أكثر استقلالاً وأكثر رادكالية ، ومثل ذلك انطلاق المشروع العسكري الدفاعي الشجاع الذي جسدته عاصفة الحزم وبعدها إعادة الأمل التي راهن العالم على فشله وسرعة انهياره منذ الأيام الاولى لانطلاقه إلا أنه وبعد مرور أكثر من مائة يوم على انطلاقه أثبت للعالم أنه استطاع تحرير العاصمة الاقتصادية عدن بعد تحرير الضالع واقترابه من تحرير تعز ومأرب من الانقلابيين .. وبذلك فإن السعودية لن تكون مستعدة للخنوع السياسي والعسكري طالما أنها باتت قادرة على صناعة الفعل وتغيير الواقع على الارض بما يتفق مع مصالحها الإقليمية وستكون قادرة بمفردها على ردع كل من يسعى لتهديد أمنها أو النيل من سيادتها بعيداً عن الحاجة للشرق والغرب الذي لا يراعي أهله مصالحهم قبل اي شيء آخر ..