نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول أوضاع
اللاجئين السوريين في
مصر، وبالتحديد في مدينة الإسكندرية التي تستقبل أعدادا كبيرة منهم، مشيرة إلى أنه رغم خطورة الوضع، فإن الكثير من اللاجئين السوريين بمصر مصرون على قطع المتوسط للوصول إلى
أوروبا التي يرون فيها أحلامهم، بعد أن طالت مدة الحرب في سوريا، وتفاقمت أوضاعهم المالية والصحية.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، قصصا تدور حول عائلات سورية تعتزم السفر إلى إيطاليا، عبر قوارب الموت التي تقودها عصابات التهريب. ومن هؤلاء الفتاة سناء، التي تعتزم السفر برفقة شقيقها إلى إيطاليا، ثم إلى ألمانيا، على أمل أن تلتحق عائلتهما بهما بعد وصولهما إلى الأراضي الأوروبية.
ونقلت الصحيفة على لسان سناء أنها ظلت تحاول إقناع والدها لمدة سنتين حتى يسمح لها بالسفر، إلى أن نجحت في ذلك. وقالت سناء: "أنا في العشرين من عمري، كما أنني راشدة، ولهذا يتوجب علي أن أقوم باتخاذ قراراتي بمفردي".
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن سناء لا يفصلها عن القارب الذي سيأخذها إلى إيطاليا سوي اتصال هاتفي من الوسيط، الذي سيربطها وكثيرين آخرين بالمهربين.
وبحسب الصحيفة، فإن عائلة سناء، المكونة من أربعة أشقاء والأبوين، كانت مستقرة بمدينة دمشق، واضطرت لمغادرتها في آذار/ مارس 2013 لتستقر بضاحية الإسكندرية المصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن سناء، فور وصولها إلى مصر، كانت قد التحقت بكلية الحقوق، رغم أنها كانت دائما ترغب في دراسة الطب. وتقول سناء: "من أجل مستقبلي، قررت الرحيل والتخلي عن أحلامي".
ونقلت الصحيفة على لسان والد سناء، عبد الله، أنه في فترة ما فكر هو أيضا في الرحيل، وأنه لا يريد أن يكون عائقا أمام مستقبل ابنته.
وستغادر بذلك سناء باتجاه ألمانيا، برفقة شقيقها البالغ من العمر 14 سنة. ونقلت الصحيفة عن سناء، أنها وشقيقيها سيلتقيان بأحد أقربائهما في مدينة ميلان الإيطالية، على أن يرافقاه في ما بعد إلى ألمانيا حيث يقطن.
ونقلت الصحيفة على لسان سناء، أن ما يقارب خمسمائة شخص سيكونون على متن القارب الذي سيأخذهم إلى السواحل الإيطالية. وعلقت الفتاة على هذا الوضع قائلة: "أنا خائفة، ولكن ليس لدي أي خيار".
وبحسب الصحيفة، فإن ثمن رحلة الموت هذه يبلغ 2000 دولار، هو مبلغ يختلف من وسيط إلى آخر. وقد تمكنت سناء من إقناع المهربين بأن يسافر شقيقها معها مجانا.
ونقلت الصحيفة عن المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه في شهر شباط/ فبراير تم تسجيل ما يقارب 28 ألف لاجئ يعيشون في مدينة الإسكندرية، وأن أغلبيتهم من جنسية سورية.
وأوردت الصحيفة، على لسان أحد اللاجئين، وهو أب لخمسة عشر طفلا، أنه هرب من سوريا تاركا وراءه منزله وفندقه، بعد موجة العنف التي اجتاحت البلاد، والتي تبعتها سلسلة من الاعتقالات والتعذيب والإصابات التي لحقت به، عقب سقوط صاروخ أطلقته مليشيات شيعية على منطقته.
وأضاف أيضا أن المفوضية السامية للاجئين قدمت له المساعدة، ولكن ثمن الدواء مرتفع، ولهذا فهو يأمل أن تتم معالجته مجانا في أوروبا.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن هذا اللاجئ، أنه حين كانت عائلته بصدد عبور المتوسط، أعلنت وسائل الإعلام أنه تم العثور على حطام القارب الذي راح ضحيته أكثر من سبعمائة شخص. وقال: "لقد خفت كثيرا، ولكن المركب المنكوب كان قد غادر من ليبيا وعائلتي غادرت من مصر".
ونقلت الصحيفة قصة حسون العلي، الذي يرغب في مغادرة مصر من أجل العلاج في أوروبا، بعد أن أصيب بمرض مزمن، وهو الآن بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية، ولهذا فإنه طلب اللجوء في أوروبا، وهو إجراء قانوني توفره المفوضية السامية في الحالات الخطيرة، ولكنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
وأوردت الصحيفة على لسان محمد كشافي، الممثل عن المنظمات الحقوقية المصرية، أن ما بين تسعة و12 قاربا تغادر السواحل المصرية كل أسبوع، وهذا الرقم في تصاعد مستمر. وعموما فإن المهاجرين يغيرون القوارب مرة أو مرتين خلال هذه الرحلة المميتة.