ردت الناشطة الصحفية
المصرية فجر
العادلي على الدعوى القضائية المطالبة بإسقاط
الجنسية المصرية عنها بأنه كان بإمكانها منذ بلغت سن السادسة عشرة من عمرها، وهي في ألمانيا، الحصول على الجنسية الألمانية، لكنها رفضت ذلك، حتى لا تخسر جنسيتها المصرية.
وأضافت -في حوار مع صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، الخميس- أنها عرفت بمحاولة إسقاط الجنسية المصرية عنها منذ وقت قصير.
ودافعت عن موقفها المناهض للانقلاب العسكري في مصر بالقول: "الجيش في مصر يلعب دورا معقدا منذ عقود، وأرى أنه لا مكان له في السياسة، ولا في الاقتصاد".
وكانت فجر هتفت ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي في أثناء مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في العاصمة الألمانية برلين، الأربعاء؛ إذ وصفته بأنه قاتل، ونازي، وفاشي، وهتفت بسقوط حكم العسكر.
الانقلاب يحرك أذرعه لإسقاط الجنسية
في سياق متصل، رفع المحامي المعروف بموالاته للانقلاب سمير صبري دعوى أمام محكمة القضاء الإداري، الخميس، طالب فيها بإسقاط الجنسية المصرية عن فجر.
وفي دعواه استند صبري إلى القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية الذي نص في المادة 16 على وجوب إسقاط الجنسية عن كل من يقوم بعمل للإضرار بمركز مصر الحربي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو المساس بأي مصلحة قومية أخرى، حسب زعمه.
وأضاف في الدعوى أنه من الثابت أن أركان المادة 16 من قانون الجنسية قد انطبقت شرائطها كافة على الصحفية المصرية فجر العادلي، المقيمة بألمانيا، ما يتعين معه الحكم بإسقاط الجنسية المصرية عنها، على حد زعمه.
وكان صبري طالب قبل أيام -في حوار مع إحدى القنوات التلفزيونية- بتغليظ عقوبة الإعدام في مصر، على الطريقة الهندية، بحرق جثمان المعدوم بعد إعدامه.
وسمير صبري محام معروف بأنه أحد الأذرع القانونية في أوساط المحامين، التي يوظفها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل تحريك الدعاوى القضائية التي تخدم مصالحه، وتستهدف معارضيه.
السيسي يحاول تفادي الفضيحة
من جهته، قال السيسي إن "الفتاة دي مصرية، وفي مصريين برضه مختلفين معانا، كنت عايز أقولها تعالي يا بنتي أنا هفهمك.. الموضوع كان هيبقى خراب لبلدنا".
واستطرد خلال لقاء عقده الخميس مع أعضاء الجالية المصرية في ألمانيا والوفد المصري الذي رافقه بمقر إقامته في برلين: "كنت سأخبرها أيضا بأنه حتى الناس التي تظن فيهم خيرا، كانوا سيتجهون بمصر إلى طريق آخر تماما".
وأضاف: "كنت أريد أن أتحدث معها بود، وأقول لها: من حقك أن تعبري عن رأيك، وكنت هاسألها إيه اللي مزعلك، نحن نبني سويا، ولا بد أن نحمي بلدنا من العنف والإرهاب والقتل، وأنتِ مواطنة مصرية، ولكِ كل الحب والتقدير، حتى الناس اللي إنتي بتعتقدي بيهم كانوا ها يضيعوا، لأننا ما كناش هنسيبهم يضربوا المصريين، هل كان ده المطلوب"، وفق قوله.
تدخل رجال الأمن كان لحمايتها
وكان وسم (هاشتاج) "فجر العادلي" جاء ضمن أعلى الوسوم تداولا في مصر، الخميس، وأشادت تغريدات كثيرة بجرأتها.
ونفت العادلي -في تصريحات صحفية- أن يكون قد تم القبض عليها بعد أن هتفت ضد السيسي في المؤتمر.
وقالت إن ما حدث معها هو أن رجال الأمن الألماني حاولوا فصلها عن الوفد المصري المرافق للسيسي، لحمايتها منهم فقط.
و"فجر العادلي" طالبة في كلية الطب بجامعة هايدلبرج بألمانيا، وتبلغ من العمر 22 عاما، وولدت في مدينة ماينتس الألمانية، وهي طالبة متفوقة؛ إذ أنهت دراستها قبل الجامعية بتفوق، كما أنها عضوة بارزة في منظمات شبابية وحزبية ألمانية عدة، ومن بينها "الاتحاد المصري الألماني من أجل الديموقراطية"، كما تعمل مراسلة صحفية لعدد من الصحف المحلية الألمانية وراديو (Rheinwelle)، ما مكنها من حضور المؤتمر الصحفي.
وتزور فجر مصر كل سنة، وتمكث فيها أسابيع عدة، في أثناء إجازة الصيف. وجاء والدها ووالدتها إلي ألمانيا للدراسة، ثم استقروا فيها، فدرست والدتها إدارة الأعمال، بينما يعمل والدها في مجال الكيمياء الحيوية، باعتباره عالم أحياء متخصصا في الكائنات المجهرية.