سياسة عربية

حزب الله يحاول تعويض هزائمه الميدانية بالقلمون إعلاميا

حزب الله تكبّد مزيدا من الخسائر البشرية والمادية في معركة القلمون - أرشيفية
حزب الله تكبّد مزيدا من الخسائر البشرية والمادية في معركة القلمون - أرشيفية
صدّ مقاتلو "جيش الفتح" في القلمون، ليل الخميس هجوما مباغتا لحزب الله انطلاقا من الأراضي اللبنانية، وسط معارك عنيفة في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق.

وقالت شبكة الدرر الشامية، التي ترصد الأحداث العسكرية في سوريا، إن مقاتلي جيش الفتح تمكنوا من السيطرة على مراكز جديدة لحزب الله في جبال القلمون، التي تعد النقاط الأولى لمدخل قرية الجبة وعسال الورد، في حين قام الحزب باستقدام تعزيزات عسكرية لاستعادة المناطق التي فقدها، وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الدفاع الوطني وحزب الله، بينهم "أحمد جمعة" الملقب بـ"الزاروب" أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في القلمون.

وتزامنت المواجهات مع قصف عنيف استهدف جرود القلمون الغربي بصواريخ غراد وبركان، مصدرها قوات الأسد ومليشيا حزب الله، ترافق مع قصف من الجانب اللبناني استهدف طرقات جرود القلمون.

ولقي خمسة عناصر من حزب الله مصرعهم، بينهم قياديان، في المعارك الدائرة مع "جيش الفتح" بمنطقة القلمون السوري والجرود اللبنانية، عرف منهم: خالد فرحات، علي حيدر، حسن الحاج حسن، عماد نصر الدين.

وكان الثوار تمكنوا الأربعاء من طرد مسلحي حزب الله من خمس نقاط تمركزت فيها في الفترة الماضية، وقتل أكثر من 40 عنصرا، وتدمير عدة آليات، وذلك ضمن معركة "الفتح المبين" التي أعلن عنها الثوار منذ ثلاثة أيام.

تضليل إعلامي لحزب الله

بدورها، أعلنت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، سيطرة حزب الله على بلدة عسال الورد بالقلمون، لتتمكن بذلك من "إحكام الطوق الجنوبي على مقاتلي المعارضة السورية"، بحسب الصحيفة.

ونفى تجمع إعلاميي القلمون أي تقدُّم لقوات الأسد وحزب الله في منطقة القلمون، وذلك ردًّا على ادعاءات حزب الله بسيطرته على بلدة عسال الورد بالقلمون، علمًا أن البلدة تقع تحت سيطرة جيش الأسد ومليشيا حزب الله منذ نحو عام.

ويعد هذا الهجوم الثاني، تمكن الثوار من إحباط محاولة عناصر حزب الله من الالتفاف على مواقع الثوار في منطقة القلمون انطلاقًا من جرود نحلة اللبنانية.

الجيش اللبناني في المعركة

وفي سياق متصل، كشف مصدر عسكري لبناني رفيع، الخميس، موقف الجيش اللبناني من المشاركة مع حزب الله ضد ثوار سوريا في معركة القلمون.

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة "الأناضول" أن المعارك التي تجري حاليا بين حزب الله وجبهة النصرة في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، هي داخل الأراضي السورية وبعيدة عن الأراضي اللبنانية.

وأكد القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الجيش اللبناني لن يشارك بالمعارك ضد "المجموعات المسلحة السورية إلا دفاعًا عن مواقعنا وأرضنا"، نافيًا وقوع معارك في بلدة الطفيل اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية.

وشدد المصدر الرفيع على أن "الجيش لن يشارك في أي معارك ضد هذه المجموعات، طالما أنها داخل الأراضي السورية وبعيدة عنا".

وأضاف: إن "حربنا معهم دفاعية وليست هجومية أبدا"، موضحا أنه "طالما أن هذه المجموعات لم تحاول الدخول إلى القرى اللبنانية، أو تقترب من مواقعنا العسكرية وتحاول اجتيازها، فنحن غير معنيين بخوض أي معركة معها".

وتعتبر منطقة القلمون منطقة استراتيجية ومهمة بسبب موقعها الجغرافي؛ حيث تقع على الحدود مع القرى اللبنانية الموالية لحزب الله، كما تشرف على الطريق الدولي (دمشق - حمص)، وتمتد من ريف حمص شمالا، حتى أطراف غوطة دمشق الغربية جنوبا، بالإضافة إلى أنها تشكل طريق إمداد حزب الله بين لبنان والداخل السوري.



التعليقات (1)
التاريخ يعيد نفسه، مشوها
الجمعة، 08-05-2015 03:38 م
يروى أن الجيش اللبناني عندما طلب منه المشاركة في حرب 1973 مع بقية الدول العربية، رد ممثلوه: أنتم قوموا بالمهاجمه، وإحنا بنقوم بالمدافعه! واليوم يكرر المصدر العسكري اللبناني الموقف نفسه، ولكن بصورة مشوهة. وقوف الجيش اللبناني اليوم صامتا أمام تدخل حزب حالش في سوريا يعني الموافقة، وإستعداده للدفاع عن الحدود اللبنانية يعني أنه سيشارك عصابات الحزب في المعركة إذا إنهزمت (وهو ما سيحصل بإذن الله)! وهذا يعني أن الجيش اللبناني قوة إحتياط للحزبولا في معركته خارج أرضه وبلده. لا تستغربوا إذا سمعتم أن الثوار السوريين دخلوا الى الاراضي اللبنانية لينتقموا من الحزبولا وجرائمه، ولا تستغربوا إذا غير الجيش موقفه الى "محايد" مرة أخرى، فقد يكفيه أن تكون مدافعته باللسان والقلب وليس باليد!