ملفات وتقارير

تساؤلات عن مصير الأموال التي أنفقت على "المصالحة" بالعراق

خارطة العراق
خارطة العراق
طالب مسؤول عراقي بتوفير مبالغ مالية للمضي في مشروع المصالحة الوطنية، في وقت أكدت فيه مستشارة رئيس البرلمان العراقي فشل المشروع بالرغم من كل الأموال الهائلة التي أنفقت عليه، فيما أكد مصدر عمل سابقا ضمن الجهود الحكومية للمصالحة؛ أن الميزانيات الضخمة تم صرفها على نشاطات وهمية ولا قيمة لها.
 
وقال أمير الكناني، وهو قيادي في تيار مقتدى الصدر ومستشار لرئيس الجمهورية، إن عدم وجود التخصيصات المالية يؤخر تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية، موضحا أن وزارة المالية ترفض إعطائهم المبالغ المالية المخصصة للمشروع ضمن الموازنة المالية للعام الحالي.

ورأى الكنامي، في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، أن تنفيذ مشروع المصالحة يمكن أن يبدأ بعد القضاء على تنظيم الدولة "الارهابي"، على حد وصفه، وتخصيص الأموال اللازمة للمشروع.

إلى ذلك اقترحت مستشارة رئيس البرلمان العراقي أن يتم تغيير مفهوم المصالحة الوطنية بعد أن أصبح مستهلكا، ولم يتم تطبيقة بمعنى السلام في العراق.

وبينت المستشارة وحدة الجميلي، في تصريح لــ"عربي21"، أن العراقيين لم يحصلوا على ثمار مشروع المصالحة الوطنية؛ بالرغم من تشكيل وزارة، وهيئة ولجان خاصة به، فضلا عن إنفاق أموال ضخمة للمشاريع والنشاطات الخاصة بالمشروع.

وفي هذا السياق، أوضح مسؤول سابق في وزارة المصالحة الوطنية (تم حلها لاحقا واستبدالها بهيئة)، أن مفهوم المصالحة كان الأكثر استخداما في عمليات الفساد المالي التي شهدها العراق منذ الغزو الامريكي عام 2003، لافتا إلى أنه في إحدى المرات تسلم شيخ قبلي مبلغ نصف مليون دولار لإقامة مؤتمر صلح بين عشائر سنية وشيعية جنوب بغداد، لكنه أنفقة كاملا في مشروع تجاري خاص به، حسب قول المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه.

وتابع المسؤول السابق خلال حديثه مع "عربي 21": "تمويل وزارة وهيئة المصالحة تناوب عليه الجانب الأمريكي والحكومة العراقية، وكانت أغلب بنود الانفاق فيه تندر تحت عناوين تنظيم لقاءات ودعوات صلح بين عشائر سنية وشيعية، أو تنظيم احتفالات ومهرجانات، أو طبع كتب وإصدارات أخرى".

وأكد السمؤول السابق استحالة الوصول إلى رقم تقريبي للمبالغ التي أنفقت على مشروع المصالحة الوطنية، لكنه وصفها بـ"الفلكية"، لافتا إلى أن أغلب المستفيدين من هذا المشروع هم مقربون من الأحزاب ممن قاموا بإنشاء تشكيلات مدنية أو منظمات وهمية ترفع شعار تقريب وجهات النظر بين مكونات الشعب العراقي.
 
وفي السياق، يرى الاعلامي الكردي نوزاد صباح أن المصالحة الوطنية هي بالأساس قائمة على النية الصادقة، والرغبة الحقيقية في تقارب الطوائف والقوميات العراقية، مشدداً على أن أغلب الزعماء لا يرغبون بتحقيق المصالحة، لأنها تضر بنفوذهم القائمة على التنافس وزيادة الاحتقان بين أبناء المكونات العراقية.
 
ويشير صباح في حديثه مع "عربي21"، إلى أن "المصالحة تعني في جوهرها استيعاب الآخرين، وعدم إقصاء أي مكون عراقي، وكذلك تقاسم إدارة شؤون البلد بين جميع مكوناته"، ومعبرا عن اعتقاده بأن جميع هذه الأشياء غير موجودة في الحقيقة.

ويلفت صباح إلى أن الحكومات العراقية المتعاقبة لو كانت راغبة بالمصالحة لأوفت بالوعود المقطوعة لشركائها السياسيين، مذكرا بأن الاتفاق الذي قامت عليه الحكومة السابقة بزعامة المالكي، مع الطرفين الكردي والسني، لم تنفذ، وكذلك الحال بالنسبة  لحكومة حيدر العبادي الذي أعلن في البداية عن التزامه بورقة "الإصلاح" المتمثلة بإيجاد التوازن في تشكيل القوات الأمنية والمناصب السيادية، وأشياء أخرى، ولكنه لم ينفذ أي شيء منه إلى الآن، حسب صباح.
التعليقات (0)

خبر عاجل