هزّت غارات جوية وقصف بحري ومعارك برية اليمن، الأحد، في بعض من أوسع المعارك انتشارا منذ تدخل تحالف تقوده
السعودية الشهر الماضي للتصدي لجماعة الحوثي التي سيطرت على مناطق واسعة من البلاد.
وقال سكان إن ما لا يقل عن خمس غارات جوية نفذت على مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي في العاصمة
صنعاء التي يسيطر عليها
الحوثيون فجر الأحد، بينما قصفت سفن حربية منطقة قرب ميناء عدن الجنوبي.
وقال أحد سكان صنعاء -اكتفى بذكر اسمه الأول جمال: "الانفجارات كانت ضخمة لدرجة أنها هزت المنزل، وأيقظتنا نحن وأبناءنا. الحياة أصبحت لا تطاق في هذه المدينة".
وكانت الضربات على صنعاء هي الأولى منذ قال التحالف الذي تقوده السعودية الأسبوع الماضي إنه سيقلص الحملة ضد الحوثيين. لكن الغارات الجوية استؤنفت، بعدما لم تتقلص بشكل ملحوظ المكاسب التي حققها الحوثيون على مستوى البلاد، ولم يتحقق تقدم واضح صوب إجراء محادثات سلام.
وتشعر السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم، وغريمة
إيران في المنطقة- بالخطر من تقدم الحوثيين الشيعة عبر اليمن منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما سيطر مقاتلو الجماعة على العاصمة.
وأجبر الحوثيون الرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت لاحق على الهرب إلى المنفى.
ويهدف التدخل الذي تقوده السعودية إلى إعادة إرساء حكم هادي، ومنع اليمن من التفكك، في الوقت الذي يكتسب فيه
تنظيم القاعدة قوة وسط الفوضى، ويتعرض أحد أكثر ممرات شحن النفط أهمية قبالة الساحل اليمني للخطر.
سفن حربية
قال شهود عيان في عدن إن سفنا حربية قصفت مواقع للحوثيين حول الميناء التجاري الرئيسي للمدينة وحوض السفن، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المناطق.
وأبلغ سكان في عدن عن وقوع اشتباكات عنيفة بين ميليشيا محلية مسلحة سنية من الجنوب من جهة، وبين الحوثيين المدعومين بوحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وذكرت مصادر في الميليشيا أنها ردت للمرة الأولى بقصف دبابات وإطلاق صواريخ كاتيوشا. ودعمت الضربات الجوية الميليشيا المحلية في اشتباكات قرب مطار عدن الدولي.
وفي محافظة الضالع الجنوبية، قالت الميليشيا إنها خاضت معارك لساعات لاستعادة عدة مناطق ريفية من الحوثيين بمساعدة الضربات الجوية. وخلف القتال 25 قتيلا من الحوثيين وستة من أفراد الميليشيا المحلية.
ووفقا لسكان في مدينة تعز بوسط البلاد، فقد استعادت مجموعة من أفراد قبائل مسلحين ومقاتلين إسلاميين سنة السيطرة على بعض الضواحي في المدينة المهمة استراتيجيا من الحوثيين في معارك عنيفة.
وأبلغ مسعفون عن مقتل أربعة مدنيين، عندما سقط صاروخ في شارع، ودمرت مستشفى رئيسية.
وجاءت انتكاسات الحوثيين في ميدان القتال في منطقة سيطروا عليها دون مقاومة تذكر لأكثر من شهر، ويشير ذلك إلى أن الضربات الجوية زادت جماعات المعارضة المسلحة جرأة.
وقال سكان إن ضربات جوية أخرى استهدفت مواقع للحوثيين في محافظة صعدة على طول حدود اليمن الشمالية مع السعودية، كما قصفت قوات برية سعودية أيضا مدينة حرض في محافظة حجة.
وقال قائد البحرية الإيرانية، الأحد، إنه سيبقي سفنا حربية في خليج عدن لعدة أشهر على الأقل، وهو موقف قد يزيد مخاوف الولايات المتحدة من أن طهران تحاول إمداد الحوثيين بأسلحة متقدمة.
ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الأميرال حبيب الله سياري قوله إن السفن نشرت لحماية ممرات الشحن من القرصنة. وتنفي إيران تقديم الدعم العسكري للحوثيين.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وطرادا صاروخيا، لدعم سبع سفن حربية أمريكية هناك بالفعل قرب خليج عدن هذا الأسبوع، وحذرت إيران من إرسال أسلحة إلى اليمن يمكن أن تستخدم لتهديد حركة الشحن.
ويشكل خليج عدن ومضيق باب المندب واحدا من أهم ممرات الشحن والنفط في العالم. وقال سياري إن الأسطول الرابع والثلاثين لا يزال قريبا من باب المندب، ليناقض رواية من مسؤولين أمريكيين يوم الجمعة أفادت بأن السفن الحربية الإيرانية تتجه شرقا بعيدا عن اليمن.