في حملة غير مسبوقة، حذرت النخب ووسائل الإعلام
الإسرائيلية من إمكانية أن تقع
باكستان تحت حكم جماعات إسلامية تصفها بـ"المتطرفة"، ما يزيد من احتمال استخدام الترسانة النووية ضد العمق الإسرائيلي.
وقد زعم المستشرق الإسرائيلي إفرايم هراري، أن صعود
الإسلاميين لحكم الباكستان التي يبلغ تعداد سكانها 190 مليون نسمة يمثل كابوسا لإسرائيل.
وفي مقال نشرته صباح اليوم الأحد صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة جدا من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حث هراري دوائر صنع القرار في تل أبيب على شن حملة دعائية في جميع أرجاء العالم للتحذير من خطورة وقوع باكستان تحت هيمنة الإسلاميين.
وادعى هراري أن تنظيم "عسكر طيبة"، الذي نفذ هجوما استهدف سياحا يهودا في الهند عام 2008 على علاقة بالبروفيسور عبد القدير خان، الذي يوصف بأنه "أبو القنبلة النووية" الباكستانية، مدّعيا أن تنظيم "عسكر طيبة" مدعوم من قبل أجهزة الأمن الباكستانية.
وقد صب هراي جام غضبه على الحكومة الباكستانية في أعقاب قرارها الإفراج عن زكي الرحمن الأخوي زعيم " عسكر طيبة"، الذي اتهمته الهند بأنه "العقل المدبر" لسلسلة من الهجمات التي استهدفت سياحا يهودًا في الهند في نوفمبر 2008، أسفرت عن مقتل ستة من طلاب مدارس دينية يهودية.
واتهم هراري الباكستان بتدشين نظام تعليمي يؤسس لقيم اللاسامية ويحرض على اليهود، علاوة على تأييد الحكومة الباكستانية لعدد من الجماعات الجهادية التي تجاهر بكرهها لليهود.
وادعى هراري أن الباكستان توفر الحماية لقادة تنظيم "القاعدة"، مشيرا إلى أن بيت أسامة بن لادن، كان متاخما لقاعدة عسكرية باكستانية.
وفي السياق، كشفت مجلة "ISRAEL DEFENSE" النقاب عن أن الحرص على محاصرة باكستان كان أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع الهند.
وأشارت المجلة إلى أن هناك رغبة مشتركة لدى كل من نيودلهي وتل أبيب لمواجهة خطر الجماعات الجهادية العاملة داخل باكستان، على اعتبار أنها تمثل خطرا على "الأمن القومي" لكل من الهند وإسرائيل.
ونقلت المجلة عن رفائيل أوفك، الذي عمل باحثا رئيسا في "لواء الأبحاث" التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قوله إن إسرائيل والهند معنيتان بمراقبة الأوضاع في الباكستان، التي ينظر إليها من قبل الطرفين كـ"دفيئة" لتنامي التنظيمات الإسلامية الجهادية السنية.
ونوه أوفك إلى أن الهند معنية بالاستفادة من الخبرات التي راكمتها إسرائيل في حربها ضد التنظيمات الإسلامية، في حين أن إسرائيل ترى أن من مصلحتها مراقبة التنظيمات الإسلامية في الباكستان، بعد أن اعتبرت منذ 2006 الجماعات الجهادية أحد مصادر التهديد الاستراتيجي عليها.
ويوضح أوفك أن العامل الباكستاني هو الذي أحدث الطفرة في العلاقات بين الجانبين منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن الرغبة في مواجهة البرنامج النووي لباكستان كان أهم مسوغ دفع كلاً من الهند وإسرائيل للشروع في التعاون الاستخباري والأمني.
ويشير أوفك إلى أن إسرائيل نظرت بخطورة كبيرة إلى إمكانية نجاح دولة إسلامية في تطوير سلاح نووي، على اعتبار أن هناك ما يبعث على الخوف من أن تنقل الباكستان التقنيات النووية لغيرها من الدول الإسلامية، سيما الدول التي هي في حالة صراع مع إسرائيل.