شنَّ تنظيم الدولة، اليوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على مدينة
الرمادي في محافظة الأنبار غربي
العراق، تخللته أربع عشرة عملية انتحارية نفذها عناصر متعددو الجنسيات.
ونشر المكتب الإعلامي في "ولاية الأنبار" أسماء وصور بعض منفذي التفجيرات، حيث أوضح أن المنفذين هم: تونسيان، سوريان، مغربيان، فرنسي، بلجيكي، أسترالي، وقوقازي، بالإضافة إلى أربعة لم يكشف عن جنسياتهم.
كما فجَّر التنظيم نفقاً يصل إلى "عامرية البوهايس" التي تشهد تجمعات للجيش العراقي، حيث نشر صوراً للكمية الهائلة من المواد المتفجرة التي زرعها داخل النفق.
ولاحظت "
عربي21" وجود فتيين اثنين في مقتبل العمر في قائمة منفذي العمليات الانتحارية اليوم الأربعاء، وهما: "أبو عبدالله الأسترالي، وأبو حسن الشامي".
بدوره اعترف فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، أن مدينة الرمادي تعرضت اليوم الأربعاء لأعنف هجوم يشنه تنظيم الدولة، مبيناً أن الهجوم تراوح بين العمليات الانتحارية والقصف العنيف على مختلف أنحاء المدينة.
وبحسب المكتب الإعلامي في "ولاية الأنبار" فإن عدد قتلى الجيش العراقي والمليشيات الشيعية أكبر من أن يحصى، مشيراً إلى أن المئات منهم فروا هاربين بملابسهم الداخلية خوفاً من "الأسود الجائعة"، وفق تعبيره.
وعبَّر ناشطون عن دهشتهم من عدد العمليات الانتحارية التي نفذها مقاتلو التنظيم، لا سيما أن ثلاثاً منها نُفذت في مكانين متقاربين هما "محطة الكهرباء، ومعمل الزجاج" في الرمادي.
وبرز "أبو موسى القوقازي" أحد منفذي عمليات اليوم بسبب المركبة التي استخدمها في عمليته، وهي "جرافة"، ما حظي بإعجاب الكثير من أنصار التنظيم.
غزارة "المفخخات" و"الاستشهاديين" اعتبرها الكثير من أنصار تنظيم الدولة رداً على الفصائل الجهادية في سوريا، وعلى بعض المحللين السياسيين الذي قالوا إن التنظيم يعاني من شح المتقدمين لطلبات تنفيذ العمليات "الانتحارية"، بينما كان عناصر التنظيم في "تويتر" يقولون إن سجلات "الاستشهاديين" تتزايد ساعة بعد ساعة.
وأوضح بعض عناصر التنظيم المعروفين في موقع "تويتر" أن العديد من "المناوشات الأخوية" تحدث بين "الاستشهاديين" قبيل موعد العملية، حيث يمكن لمن وصل إليه الدور في المسجلين بالقائمة أن يقدم زميله.
كما يروي بعض أنصار التنظيم قصصاً لمقاتلين عرضوا على من اقترب دورهم في سجلات "الاستشهاديين" مبالغ طائلة مقابل منحهم الأسبقية في التنفيذ، إلا أن جميع إغراءاتهم كانت تقابل بالرفض.
في سياق متصل أعلن المكتب الإعلامي في "ولاية الأنبار" أن العشرات من شباب مدينة الرمادي حملوا سلاحهم، وشاركوا مقاتلي تنظيم الدولة في معاركهم ضد الجيش العراقي، والمليشيات الشيعية.
يشار إلى أن الجيش العراقي أعلن، مساء اليوم، الأربعاء، عن سيطرته على شمال مدينة تكريت التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش ومليشيات الحشد الشعبي الشيعية من جهة، وبين تنظيم الدولة من جهة أخرى.