حقوق وحريات

طلاب فلسطينيون في بريطانيا يشكلون لوبي.. ووعود حزبية لهم

قدم الطلبة الفلسطينيون درعا رمزيا مصنوعا من شجرة الزيتون الفلسطيني للنواب الذي اعترفوا ببلادهم - عربي21
قدم الطلبة الفلسطينيون درعا رمزيا مصنوعا من شجرة الزيتون الفلسطيني للنواب الذي اعترفوا ببلادهم - عربي21
حول طلاب فلسطينيون في بريطانيا البرلمان إلى قاعة تغص بحكايات بلادهم، وتطلع أهلها للتحرر وإنهاء الحصار والاحتلال.

واستمع قرابة 40 نائبا بريطانيا من مختلف الأحزاب لرئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في المملكة المتحدة، فؤاد شعث، مساء الثلاثاء، الذي سرد لهم قصة وفاة والده بسبب الحصار ومنعه من الخروج للعلاج. وبدا تأثر النواب واضحا، لعدم تمكن شعث من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أبيه الذي توفي قبل أيام من هذا الحفل، وذلك بسبب الحصار المصري، وإغلاق معبر رفح، وكذلك بسبب الحصار الإسرائيلي ومنع الغزيين من الدخول أو الخروج.

 وقال شعث لـ"عربي21" إنه استغل هذه المناسبة التي يكرم فيها الطلاب مجموعة من البرلمانيين الداعمين للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ليسرد لهم قصته التي تعبر عن معاناة كل أهل غزة، وتبسط الصورة لهم لفهم ما يعانيه سكان القطاع.

 وكشف رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين عن عزم الطلاب الفلسطينيين المشاركة في الحملات الانتخابية لعدد من النواب الذين طلبوا بشكل رسمي مساعدتهم، موضحا أن الاستراتيجية التي يتبناها الطلاب هي دعم أي نائب يتعهد بشكل واضح بدعم القضية الفلسطينية والاعتراف بالدولة وإنهاء الحصار من مختلف الأحزاب البريطانية دون تمييز.

 وقدم الطلبة الفلسطينيون درعا رمزيا مصنوعا من شجرة الزيتون الفلسطيني هديةً تكريميةً للنواب الذين قادوا وصوتوا لصالح اعتراف البرلمان البريطاني بالدولة الفلسطينية، الذي تحقق فعلا في الثالث عشر من تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي.

 وعبر النائب العمالي أندي سلوتر عن سعادته البالغة وفخره بالتكريم، وقال لـ"عربي21" إنه وزملاءه الذين قادوا هذا الاعتراف شعروا بالارتياح الكبير عقب تصويت البرلمان لصالح الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية.

وشدد سلوتر على أهمية ترجمة هذا الاعتراف على الأرض ليشعر به كل فلسطيني في الضفة والقطاع، وأن هذا الأمر يتحقق عبر تحويل هذا الاعتراف الرمزي من البرلمان الى اعتراف رسمي إذا ما فاز حزبه في الانتخابات القادمة، بحسب ما وعد به إد ميليباند رئيس الحزب.

 ورغم الخلافات السياسية بين المحافظين الذين يقودون الحكومة والعمال الذين يتزعمون المعارضة، إلا أن فلسطين جمعتهم تحت قبة إحدى قاعات البرلمان، ليعبروا  فيها عن مواقف متطابقة بضرورة تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

 وأثنى آلان دنكان النائب المحافظ ووزير الدولة السابق لشؤون تنمية الدول على هذه الخطوة الطلابية التي وصفها بالمعبرة، وقال لـ"عربي21" إنه من الرائع أن يقوم الطلاب بتكريم البرلمانيين الذي اعترفوا بفلسطين، واصفا هذه الخطوة بـ "اللمسة المؤثرة".

وأكد دنكان أنه سيعمل على إقناع حزبه بضرورة تحقيق العدالة والدولة للفلسطينيين "فورا"، لأن المفاوضات طالت كثيرا، لكنه في الوقت ذاته لفت إلى أن  الانتخابات في المملكة المتحدة والحصول على الأصوات يعتمد بالدرجة الأولى على القضايا الداخلية كالاقتصاد وغيرها من الملفات التي تهم المواطن، ورغم أن القضية الفلسطينية من قضايا السياسة الخارجية إلا أنها واحدة من القضايا التي تهم الناخبين.

 ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية العامة في بريطانيا في أيار/ مايو المقبل أعلن الاتحاد العام لطلبة فلسطين عن إطلاق مبادرة طلابية يعمل من خلالها الطلبة في دعم الحملات الانتخابية للنواب الذين يطرحون في برامجهم الانتخابية دعم القضية الفلسطينية، وإنهاء حصار غزة، فضلا عن الضغط باتجاه تحويل الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية في البرلمان البريطاني إلى اعتراف رسمي من قبل الحزب الذي سيفوز ويشكل الحكومة عقب الانتخابات العامة المقبلة في أيار/ مايو القادم.
التعليقات (0)