ملفات وتقارير

إعادة ترتيب البيت السعودي تقلق النظام المصري

تسود حالة من التوجس بين أركان النظام المصري تجاه العاهل السعودي الجديد - أرشيفية
تسود حالة من التوجس بين أركان النظام المصري تجاه العاهل السعودي الجديد - أرشيفية
تسود حالة من التوجس بين أركان النظام المصري تجاه العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تولى مقاليد الأمور في البلاد عقب رحيل الملك عبد الله.

البداية كانت في عدم حضور رئيس النظام المصري لجنازة العاهل السعودي الراحل، وبررت القاهرة الأمر بـ"ظروف جوية وتغييرات مناخية"، في حين أن الرئيس التركي رجب أردوغان قطع رحلته الأفريقية وسافر إلى الرياض.

الإطاحة بمجموعة التويجري

ولكن لم يمر أسبوع من وفاة الملك عبد الله، حتى جاءت الأوامر الملكية الـ34 التي أعاد بها العاهل الجديد هيكلة مجلس الوزراء، وألغى هيئات ومؤسسات كان يترأسها العاهل الراحل، واستحدث هيئتين جديدتين، الأولى برئاسة الأمير محمد بن نايف "ابن شقيقه الراحل"، والثانية برئاسة نجله "محمد بن سلمان"، وتخلص من "مجموعة التويجري"، وأنهى خط "محمد بن زايد - متعب - التويجري"، الذي كان يستهدف الدفع بـ"متعب بن عبد الله" نحو ولاية العهد أو كخطوة أولى لمنصب "ولي ولي العهد" الذي استحدثه العاهل الراحل لأول مرة في تاريخ السعودية، وعين فيه "مقرن بن عبد العزيز"، أصغر أبناء الملك عبد العزيز سنا.

ومن ثم فـ"الانقلاب" في البلاط الملكي السعودي - كما أطلق عليه الصحفي والخبير في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست - أوجد حالة من القلق لدى النظام المصري، وبدأ يرصد التغييرات الجديدة، ومدى انعكاسها عليه، وخصوصا الدعم المادي السخي الذي كان يحظى به في عهد الملك عبد الله.

"أعمدة السدايرة السبعة"

فالملك الجديد الذي ينتمي إلى من يطلق عليهم "أعمدة السدايرة السبعة" - نسبة إلى أمهم السديرية - أمامه العديد من الملفات المهمة، بدءا بإعادة ترتيب البيت السعودي، وانتقال الحكم من "أبناء الملك عبد العزيز" إلى "الأحفاد"، ودور هيئة البيعة، التي وصفت بـ"الديكور" أو "الإطار الشكلي" لتمرير قرارات العاهل الراحل، وحالة التذمر بين بعض أبناء الأسرة الحاكمة لتجاهلهم في المناصب، مرورا بقضايا البطالة والتوظيف والرواتب والإسكان والأسعار، والعجز في الموازنة، والانخفاض الكبير في أسعار النفط، والملف الحقوقي، انتهاء بالوضع الأمني المقلق.
 
وقد صدح الإعلام المصري في الآونة الأخيرة، بما يعبر عن تخوفات النظام في مصر من أن تنتهج السعودية سياسة مخالفة لسياسة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز الذي قدم دعما لا متناهيا لمصر عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

السعودية.. تغيير تحالفات لا تغيير سياسات

في هذا السياق، انتقد الكاتب السياسي السعودي الدكتور خالد الدخيل حالة الترقب في الشارع السياسي المصري والتوجس، في فضائيات الإعلام من قيام السعودية بتغيير سياستها تجاه مصر وحدوث تقارب مع تركيا وقطر.

وقال في حديث لـ"عربي21": لا يوجد شيء اسمه شيك على بياض تقدمه السعودية لمصر أو لغيرها، فالوضع في مصر أسوأ مما كنت أتصور، ولهذا فإنها تسيطر على بعض الإعلاميين والسياسيين مثل تلك الهواجس".

وأضاف الدخيل: "من الممكن أن تتغير التحالفات السعودية في الفترة القادمة، وحتى الآن لم يرشح شيء يؤشر على تغير سياسة الرياض تجاه تركيا وقطر، إلا أن هناك أحاديث حول هذا الأمر، إلا أن تقاربهما يعزز من مواجهة المد الإيراني والتحالف الإيراني الروسي في المنطقة".

وأشار الدخيل إلى أن الموضوع يتعلق بما ستقدمه تركيا وقطر"، واستبعد أن "يؤثر ذلك على العلاقة مع مصر"، لافتا إلى "أن حملة التغييرات بالداخل السعودي مستمرة حتى اللحظة".

حرب إسرائيل على غزة درس للسيسي

ولكن مراقبين يرون أن السياسة الخارجية للسعودية لم تتغير منذ زمن بعيد من حيث الأهداف والاستراتيجية ولن تتغير، على الأقل في المنظور القريب.

واستبعد مدير المعهد الفكر السياسي في لندن الدكتور عزام التميمي وجود تغيير في سياسة الملك سلمان بن عبد العزيز الخارجية.

وقال في حديث لـ"عربي21": "تبدو سياسة السعودية الخارجية ثابتة، على ما كانت عليه حتى الآن، وتخوفات الإعلام المصري يبررها ما يحدث من ترتيبات جديدة في السعودية للقيادات القادمة".

وأشار إلى أن "الإعلاميين لا يتحدثون عن علاقات مصر بالسعودية، إلا بأوامر مباشرة من الجيش، ولا بد أن يكون قد وصل للملك الجديد الكثير من هذا الكلام، وفي نفسه شيء منه".

واستبعد التميمي أن يقوم السيسي بعمل عسكري ضد "حماس"، سواء حدث تقارب مع تركيا وقطر أم لم يحدث، "لأنها خطوة محفوفة بالمخاطر، والبوصلة عنده تائهة بالرغم من لغة التحريض في الإعلام المصري، الذي لا يتم إلا بأوامر المخابرات"، مشيرا إلى محاولات إسرائيل المتكررة لكسر إرادة الفلسطينيين دون جدوى، وهو ما يجب أن يدركه السيسي.

فرصة جديدة

في ظل وجود ملك جديد للبلاد، يرى البعض أن أمام العاهل السعودي الجديد فرصة لرأب الصدع مع جارته قطر وحليفته تركيا، وعدم استعداء جماعة الإخوان المسلمين بمجاراة السيسي في قمعه إياهم.

ويرى طارق سيد مرسي عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، في حديث لـ"عربي21"، أن "على الملك الجديد أن يصلح ما أفسده سلفه عبدالله في دعمه المفتوح لسياسة السيسي القمعية ضد شعبه".

وأشار إلى أن "السعودية لم تبد أي تغير واضح في سياساتها الخارجية مع مصر أو غيرها، وهي محاصرة من كل الاتجاهات بالمد الإيراني وبحاجة إلى التقارب مع تركيا، وتخوفات النظام في مصر قد تأخذ بعضا من الوقت لحين اتضاح الرؤية".

ولم يستبعد مرسي قيام السيسي بعمل عسكري ضد غزة لحماية مصالح وأمن إسرائيل الداعمة له "وهو الذي قام بحملة دموية ضد شعبه"، ولكنه تساءل: "هل سيدعمه الجيش في قراره هذا؟".

سياسة السعودية لم يطرأ عليها تغيير

بدوره أكد "التيار المصري" أن سياسة السعودية الخارجية لم يطرأ عليها أي تغيير قد يغير من شكل التحالفات القائمة.

وقال عضو الهيئة العليا للتيار محمد القصاص، في حديث لـ"عربي21": "كل ما هنالك أن أبواق النظام المصري تتخوف من تراجع الدعم المادي للسعودية، أو أن يحدث تغير في السياسة الخارجية، وهو أمر لن يحدث في يوم وليلة".

وفي ما يتعلق بتوجيه ضربة إلى غزة أكد أنه "ليس بمقدور السيسي فعل ذلك ولن يستطيع، فإذا كان يرفض التدخل في شؤون الآخرين، فعليه ألا يتدخل في قطاع غزة، وما يتردد في الإعلام لا يعدو كونه جعجة بدون طحين".
التعليقات (1)
الامبراطور
الأحد، 08-02-2015 05:03 م
لاسعوديه ولاغيرها الله ناصر الحق والسيسي الي زوال ان شاء الله