أثار موضوع زيارة وفد محافظة
الأنبار، الذي توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية السبت، جدلا في الأوساط السياسية
العراقية، ومخاوف لدى البعض من أن تكون خطوة ممهدة لإعلان إقليم الأنبار ضمن مخطط تعمل عليه بعض الجهات الحزبية بالتعاون مع أطراف دولية لم يفصح عنها المشككون والمتخوفون.
وقال عضو مجلس النواب شعلان علي الكريم: "كنت من المؤيدين لإعلان الأقاليم وفق التصنيف الإداري، لكنني بدأت أتخوف من الموضوع مؤخرا لأنه أخذ يتجه نحو مخطط يستهدف تقسيم البلاد، ما جعلني أنسحب من دعم مشروع الأقاليم على الأقل في الوقت الحالي الذي تمر فيه البلاد بتحديات خطيرة.
وأضاف الكريم، وهو من النواب الذين دعموا التصويت في مجلس حكومة صلاح الدين مطلع 2013 لإعلان إقليم صلاح الدين: "هنالك تفاصيل تعلن باسم الإقليم من قبل أطراف معينة، تدفع نحو تقسيم البلاد وإشاعة الخلافات المناطقية والطائفية، وهذه نعتبرها مؤامرة خطيرة" حسب تعبيره.
وشدد على أن الذي يريد أن يعلن الإقليم يحتاج إلى الاستفتاء من قبل الشعب، بينما سكان المحافظات التي تطالب بأقاليم غالبية سكانها مهجرون، مثل الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى.
ويطالب الوفد الذي يمثل محافظة الأنبار واشنطن بتقديم الدعم اللازم من الأسلحة والخبرات العسكرية والتدريب، وتكثيف طلعات الطيران الجوي لمواجهة تحركات عناصر "
الدولة الإسلامية" الذين ينتشرون في أكثر من 80 في المئة من أراضي محافظة الأنبار التي تشكل 34 في المئة من مساحة العراق الإجمالية.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار حميد الهاشم إن الوفد يضم كلا من رئيس المجلس صباح كرحوت والمحافظ صهيب الراوي وأعضاء في مجلس الأنبار وشيوخا عشائريين، بينهم شيخ عشيرة البونمر حكمت الكعود وأحمد ابو ريشة وحكمت سليمان.
وأضاف الهاشم أن حكومة الأنبار المحلية حصلت على موافقة الحكومة المركزية لزيارة وفد إلى واشنطن لبحث دعم الحكومة الأمريكية للعشائر بالسلاح والعتاد والتدريب "لتحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي"، وقال إن هذا السلاح سيقدم لوزارة الدفاع التي ستشرف على تزويد العشائر به لأجل الدفاع عن مدنهم وبعد انتهاء المعارك سيعاد السلاح المتبقي ليكون تحت تصرف قوات الجيش العراقي.
والتقى بعض رموز الوفد برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في العاشر من الشهر الحالي لتوضيح طبيعة وأهداف الزيارة لواشنطن، والتي تتجسد بطلب تسليح العشائر لمواجهة خطر "الدولة الإسلامية"، فيما وعد العبادي بأن "الأنبار سيتم تحريرها، وسيشكل ذلك بوابة مهمة لتحرير بقية مناطق العراق بأسرع وقت" للبدء بعدها بإعادة النازحين وإعمار هذه المناطق".
ويشكو سكان الانبار البالغ تعدادهم حوالي مليون و800 ألف نسمة من ضغوط وتحديات حياتية يومية جراء نزوح غالبيتهم إلى مدن العراق الأخرى، وأبرزها مناطق إقليم كردستان العراق، منذ أكثر من سنة. ويصفون ما حصل لهم من قتال ومواجهات بين قوات الجيش والدولة الإسلامية" ثم سيطرة الأخيرة على معظم مدنهم وتهجيرهم، بأنها "مؤامرة".
وقال رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت إن توجه الوفد إلى واشنطن من أجل فتح آفاق للتعاون في المجالات الأمنية والخدمية وطلب الدعم من الحكومة الأمريكية لعشائر الأنبار بالسلاح والعتاد والتدريب لتحرير الأنبار من سيطرة "الدولة الإسلامية"، موضحا أن هناك خططا جديدة لتحرير المناطق ومسك الأرضـ لكن ذلك يحتاج لمساعدة دولية.
والأنبار التي تمثل أبرز مدن العراق سخونة وانتشارا لأعمال العنف، بدأت بصفحة مقاومة الاحتلال الأمريكي منذ 2003، أصبحت بالوقت الحاضر، وخاصة منذ مطلع العام 2014، من أكثر مدن البلاد تضررا واستهدافا بآلة الحرب التي مزقت البنى الارتكازية وحصدت أرواح عشرات الآلاف من سكانها، وتسببت في نزوح سكانها وتشردهم.