ملفات وتقارير

آراء متباينة حول اختيار الصيد رئيسا لحكومة تونس

الرئيس التونسي الباجي السبسي والحبيب الصيد المكلف بتشكيل الحكومة - أرشيفية
الرئيس التونسي الباجي السبسي والحبيب الصيد المكلف بتشكيل الحكومة - أرشيفية
تباينت آراء التونسيين حول ترشيح حزب "نداء تونس" لـ حبيب الصّيد، وزير الداخلية في حكومة قايد السبسي 2011، لمنصب رئيس الحكومة المقبلة، وتكليفه بذلك من قبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الاثنين.

وعبّر النائب عن "نداء تونس" خالد شوكات، في تصريح لقناة "نسمة" الخاصة الاثنين، عن رفضه اختيار الصيد رئيسا للحكومة، قائلاً إن "هناك ثورة وقعت في البلاد، وتعيين الصيد رئيسا للحكومة غير مطمئن".
    
ولفت شوكات إلى أن العديد من القيادات في "النداء" تقاسمه الموقف نفسه. وأضاف: "كنّا نفضل أن يتمّ تعيين شخصية شابة في منصب رئيس الحكومة".

"النهضة" تؤيد

وكشف الناطق الرسمي باسم حركة النهضة زياد العذاري في تصريح صحفي، عن لقاء جرى الأحد الماضي بين زعيم الحركة راشد الغنّوشي، وبين الرئيس الباجي قايد السبسي، بخصوص ترشيح الصيد.

وقال إن "النهضة تلقت اختيار الصيد بإيجابية، نظرا لخصاله الشخصية، وهو مؤهل لهذا الموقع، ونحن على استعداد للتعاون والتشاور معه".

لكنّ رئيس الهيئة التأسيسية لحزب "نداء تونس" محمد الناصر، صرّح الاثنين بأنه "لم تتم أي مشاورات بخصوص اختيار شخصية حبيب الصيد؛ لا مع حركة النهضة، ولا مع الجبهة الشعبية".

من جهته؛ اعتبر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية اليسارية حمّة الهمّامي، اختيار حبيب الصيد لتشكيل الحكومة التونسية الجديدة، رسالة سلبية أولى من حزب "النداء" الذي ينتظر منه الشعب التونسي ما أسماه بـ"القطع مع نظام بن علي".

من قرطاج أم من القصبة؟

وقال الهمامي في لقاء مع إذاعة "شمس أف أم" إنّ اختيار شخصية غير متحزّبة من النظام القديم "تبعث على الريبة"، باعتبار أنّ الصيد الذي كان أحد رموز نظام بن علي سيكون مجبرا على تلقّي التعليمات إمّا من حزب "نداء تونس" أو من قصر قرطاج، على حد قوله.

وعبّر عن مخاوفه الجدّية من إعادة المنظومة القديمة وتكريس "السلطة الرئاسوية" من خلال تدخّل قصر قرطاج في توجّهات رئيس الحكومة المكلّف حبيب الصيد، مشيرا إلى أن "الحكم الحقيقي سيكون من قرطاج وليس من القصبة، بحسب ما يفرضه الدستور".

وتساءل: "من أين سيتلقّى الصيد التعليمات؟ هل من رئيس الجمهورية الذي لا يملك صلاحيات، أم من الحزب؟ وإذا ما طبّق برامجه؛ فمن سيضمن عدم وقوع تصادم بينه وبين الحزب أو قصر قرطاج؟".

ولفت الهمّامي إلى أنّ "الصيد كان مدير ديوان وزير الداخلية خلال انتخابات 1999، بمعنى أنه كان أحد أطراف تلك المرحلة"، بحسب تعبيره.

خطأ كبير

أما رئيس حزب التيّار الديمقراطي محمد عبّو، فوصف اختيار حبيب الصيد لرئاسة الحكومة القادمة بأنه "الخطأ الكبير" و"الرسالة السيّئة"، قائلاً إن "نداء تونس" لا يريد توجيه رسالة طمأنة للتونسيين.

وأضاف عبّو في تصريح للقناة الوطنية الاثنين: "نقرّ بحقّ نداء تونس في الاختيار، لكن كان يفترض أن يتمّ ترشيح كفاءة وطنية مستقلّة لا تربطها علاقة بالنظام السابق".

وتساءل: "لماذا لا يكون رئيس الحكومة من نداء تونس؟". وقال: "الحزب الذي خاض حملته الانتخابية البرلمانية على أساس أنه يعجّ بالكفاءات القادرة على حل جميع المشاكل؛ يتهرّب من مسؤولياته في أوّل امتحان له بسبب المخاطر الاقتصادية".

محل توافق

من جانبه؛ قال رئيس كتلة الاتحاد الوطني الحر بمجلس الشعب محسن حسن، في تصريح إذاعي، إن حزبه لا يرى مانعا في دعم الحبيب الصيد، معتبرا أنّه "محلّ توافق بين طيف واسع من المشهد السياسي التونسي، وأهم مكونات المجتمع التونسي، وهما الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة الأعراف".

وعلّق الكاتب والمحلّل صلاح الدين الجورشي خلال استضافة في برنامج حواري على قناة "نسمة" مساء الاثنين، على تعيين الحبيب الصيد رئيسا للحكومة مازحا بقوله: "هربنا من الغول فجاءنا الصيد، وأعتقد أن تعيينه في صالح تونس".

وأضاف أن الباجي قايد السبسي قد أفلح في اختيار رئيس حكومة من خارج "نداء تونس" وإقناع قيادات حزبه بضرورة ذلك.

أوّل طعنة

وعبّرت مناصرات للباجي قايد السبسي، أو "البجبوجات" كما يوصفن في تونس، على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن استنكارهن لاختيار الصيد رئيسا للحكومة، خاصّة وأنه عمل مع "حكومة الترويكا"، حسب ما ذكرن.

واعتبرت إحداهنّ في مقطع فيديو نشر على الإنترنت، أن "اختيار الصيد الذي شارك في حكم النهضة أول طعنة من نداء تونس لناخبيها"، مشيرة إلى أن الهدف من اختياره هو "طمأنة النهضة"، على حد قولها.

وأضافت: "كان يجب أن يكون رئيس الحكومة شخصية من داخل النّداء، لا شخصية عملت مع حركة النهضة".
التعليقات (0)