حقوق وحريات

غزيون: في الشتاء مسكن آيل للسقوط أرحم من الشارع

عشرات آلاف الأسر الغزية تعاني نفس المأساة - عربي21
عشرات آلاف الأسر الغزية تعاني نفس المأساة - عربي21
مع دخول فصل الشتاء برياحه وأمطاره، وما يُحدثه من سيول وتجمعات مائية؛ يتكشف يوماً بعد يوم حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أهل قطاع غزة، بفعل الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قرابة مليوني فلسطيني.

المواطن عبدالله العجلة (55 عاماً) أحد سكان حي الشجاعية بغزة، يروي لـ"عربي21" إحدى صور هذه المأساة بقوله: "مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة؛ تركت وعائلتي منزلنا المتواضع ونزحنا إلى مستشفى الشفاء خوفاً من المدفعيات التي تقصف بشكل عشوائي، والطائرات التي تدمر كل شيء. وبعد الاتفاق على أول هدنة عدت إلى بيتي لأجد أنه أصبح أثراً بعد عين".

وأضاف العجلة الذي يعيل أسرته البالغة 10 أفراد: "انتهى الحال بي وبعائلتي في هذه الخيمة التي بنيتها على أنقاض منزلي المدمر، وأقصى أحلامي ألا يغرق أطفالي في مطر الشتاء".

وتابع: "حتى أقل أساسيات الحياة غير متوفرة لدينا؛ فلا ملابس شتوية تقينا البرد، ولا بطانيات كافية نلتمس تحتها الدفء".

وأكد أن عشرات آلاف الأسر الغزية تعاني نفس الحالة "المأساوية"، مشيراً إلى أن "الأحوال الجوية دفعت كثيراً من العائلات إلى النزوح من أماكن سكناها هرباً من الأمطار التي اخترقت خيمهم ومنازلهم المصنوعة من مواد أولية".

ورغم قلة المال وضعف الإمكانات؛ إلا أن العجلة سعى في البحث بشكل حثيث عن بيت يؤويه هو وعائلته، ويحميهم من شدة البرد وقسوة الشتاء، لكنه لم يفلح في ذلك حتى الآن، وبقي هو وأطفاله يعيشون تحت "رحمة" خيمته التي صنعها من الخشب والنايلون.

وطالب العجلة المعنيين في العالم، بإنهاء معاناة أهالي غزة المستمرة، متسائلاً: "إلى متى يتفرج العالم علينا ونحن نموت تحت البرد، وكم من الزمن يمكن لأطفالنا أن يتحملوا زمهرير الشتاء؟".

وتفتقد غزة للبنية التحتية التي تراكمت مشاكلها جراء الحصار المفروض على القطاع منذ ثمانية سنوات، فضلاً عن تأثير الحروب الإسرائيلية المتتالية التي دمرت عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، ليأتي أخيراً فصل الشتاء مضاعفاً من معاناة أصحاب البيوت المهدمة. 

هذا العام يحل ضيفا ثقيلا

أبو هاني.. مواطن غزي دمر قصف الطائرات الإسرائيلية منزله، يصف معاناته مع فصل الشتاء بقوله: "الأمطار رحمة من رب العالمين، إلا أن موسم المطر يحل ضيفاً ثقيلاً على أصحاب البيوت المدمرة".

وقال أبو هاني الذي فضّل الاكتفاء بذكر كنيته: "احتميت بما تبقى من منزلي المدمر بشكل جزئي، رغم أنه آيل للسقوط في أي لحظة".

وأضاف لـ"عربي21": "أين أذهب؟ بحثت فلم أجد أفضل من هذا المكان".

وشنّ الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تموز/ يوليو الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية في آخر إحصائية لها؛ أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
التعليقات (1)
محمد منصور بخيت
الثلاثاء، 25-11-2014 04:55 م
الله يسمع ويرى اين امراء البترول الت صدعت موائد القمار والحانات من ثرثرتهم فى حانات وفنادق وبواخر السياحة فى ربوع اوروبا وأسيا ونسوا الصدقات لهؤلاء المساكين