ملفات وتقارير

ساويرس: الحل الأمني لن يخلق استقراراً.. ولا للإقصاء

ساويرس: لا بد من حل مع وجود مليون أو مليونين من المتشددين النشطين - أرشيفية
ساويرس: لا بد من حل مع وجود مليون أو مليونين من المتشددين النشطين - أرشيفية
تراجع رجل الأعمال القبطي المصري نجيب ساويرس عن تصريحاته لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي نشرتها السبت، ونسبت فيها إليه قوله: "لقد حاربنا الإخوان لأنهم كانوا يفعلون ما نفعله معهم بالضبط الآن، وهذا ليس الطريق الصحيح".

وفي تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الأحد، اتهم ساويرس الصحيفة بأنها قامت باجتزاء تصريحاته عن جماعة الإخوان. 

وأكد أنه قال لمراسل الجريدة، إن "الحل الأمني وحده لن يخلق استقراراً على المدى الطويل، وإننا ثرنا ضد الإخوان لاتباعهم سياسة الإقصاء، فلا يجب أن نمارسها نحن". 

وأضاف أنه قال للمراسل أيضاً، إن "أي حلول أخرى غير ممكنة، إلا إذا تخلت الجماعة عن تنظيمها السري، وعن جماعاتها المسلحة، وعن العمل تحت الأرض، وهي غير مستعدة لذلك، وتصر على العمل السري، وبقاء الجماعة المسلحة، لكن الصحفي اجتزأ الكلام بما يخدم وجهة نظره"، بحسب ساويرس.

واستطرد ساويرس متهكماً: "وها هي مهنية الإعلام الغربي" . 

وكانت "وول ستريت جورنال" نقلت عن رجل الأعمال القبطي -الذي وصفته بالداعم للمظاهرات التي عزل الجيش مرسي على إثرها- قوله: "يجب أن يكون هناك حل، فهناك قرابة مليون أو مليونين من المتشددين النشطين للغاية.. ماذا ستفعل مع هؤلاء الناس؟ لا يمكنك وضع مليوني شخص في السجن".

واستطرد ساويرس -بحسب الصحيفة- بأنه من غير المحتمل التوصل إلى حل قريب لهذه الأزمة، مضيفاً: "هذا أمر سيكون من الصعب على أي شخص القبول به".

جاء ذلك، في سياق تقرير للصحيفة الأمريكية اليمينية، حول الوضع الحالي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعنوان "بعد الحملة الشرسة.. إخوان مصر يكافحون من أجل البقاء".

وقالت الصحيفة إن ساويرس أدى دوراً رئيساً في قيادة المظاهرات الجماهيرية، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي ونظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في 30 حزيران/ يونيو 2013.

وأشارت إلى "الحملة الشرسة التي يشنها نظام عبد الفتاح السيسي ضد جماعة الإخوان المسلمين". وقالت إن الإخوان لا يزالون يشكلون رقماً أساسياً من الرأي العام في مصر.

وأضافت أن عشرات الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يقبعون خلف القضبان، وأن الحملة التي يشنها السيسي لإنهاء الجماعة سياسياً واجتماعياً هي الحملة الأكبر منذ إنشاء الجماعة.

ورأت الصحيفة أنه برغم الضعف الذي حل بجماعة الإخوان عقب إزاحتهم عن السلطة في مصر، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إلا أنهم لا يزالون يناضلون من أجل البقاء.

وذكرت أنه ليس هناك مجال للشك بأن جماعة الإخوان همشت القوى السياسية المختلفة في البلاد في ظل حكم مرسي، بالإضافة إلى نهجهم التسلطي، وأنهم خسروا الكثير من مؤيديهم عقب هجوم أنصارهم على الكنائس، بعدما أغضبهم دور المسيحيين المصريين في التظاهرات التي خرجت ضدهم، وعلى رأسهم نجيب ساويرس، على حد قولها.

وشددت على أن جماعة الإخوان لا تزال تمارس المقاومة السلمية، بالإضافة إلى تأييدها للانتخابات، والعملية الديمقراطية في مصر، ولكن بمحاذير.

وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي تعدُّ فيه الحكومة المصرية وحلفاؤها، جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" إلا أن الإخوان المسلمين ما زالوا يقدمون الأيديولوجية "المعتدلة نسبياً" التي تعدُّ بديلاً للشمولية الدموية التي يقدمها تنظيم "داعش".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن اللواء المتقاعد أحمد وهدان، رئيس العمليات السابق بالجيش، قوله إنه لا يرى أي مستقبل سياسي للإخوان المسلمين الآن.. فقد استغرقوا 60 عاماً بعد الخمسينيات لعودة ظهورهم كقوة سياسية، وربما يستغرقون فترة أطول هذه المرة، وهناك رفض شعبي حقيقي لهم.. فقد أصبح الناس يعرفون أن أهداف الإخوان متناقضة مع مصالحهم العليا، فهم يريدون تأسيس إمبراطورية إسلامية، وهو أيضاً ما يريده "داعش"، على حد قوله.

ومن جهته، استنكر الدكتور أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر، وأحد داعمي الانقلاب العسكري، التصريحات التى أطلقها ساويرس، زاعماً أن جماعة الإخوان لم تصل طوال عمرها للعدد الذي ذكره، وأنها بشهادة خبراء ومحللين ومطلعين لم تتجاوز خمسمائة ألف عنصر إخواني لديهم قدرة على التنظيم والحشد، مما جعل عددهم في الظاهر يفوق عددهم الحقيقي، كما قال.

وهاجم عبد الهادي موقف ساويرس، مؤكداً أنه في خلال جلسات الحوارات السياسية، التي كانت تدعو لها مؤسسة الرئاسة أو القوى الوطنية، كان ساويرس أحد المطالبين باجتثاث الإخوان من الحياة السياسية نهائياً لخطورتهم على الدولة. 

وتساءل عن السبب الذى دفع ساويرس لتغيير رؤيته بهذه الشاكلة خاصة مع ظهور تصريحات محمد البرادعي، التي تناقلتها صحف غربية وزعم فيها أن سفينة مصر تغرق، في الوقت ذاته الذي بدأ فيه أشخاص يخرجون من جديد، مثل وائل غنيم الذي أعلن في أحد المنتديات الغربية أن الثورة في مصر مستمرة، على حد قوله.

وكان مراقبون اعتبروا تصريحات ساويرس اعترافاً منه بفشل حملة القمع والاعتقالات التي تمارسها السلطة تجاه المعارضين، وعدم جدواها لترسيخ دعائم نظام السيسي، ودعوة للتصالح مع الإخوان.

وقام ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر تصريحات ساويرس على نطاق واسع، واعتبروها ذات دلالة على انفضاض وجوه كثيرة كانت محسوبة على ما يسمى بـ"تحالف 30 يونيو"، وبداية لصراع رجال الأعمال مع نظام السيسي.

ودعموا تلك الفرضية بالتصريحات التي نسبت لرجل الأعمال محمد أبو العينين، التي هاجم فيها السيسي، ونسب فضل وصوله للسلطة إلى وقوف رجال الأعمال إلى جانبه.
التعليقات (0)