"قم للمعلّم وفّه التّبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولا"
وكأنّ ظلم الطّغيان
الإسرائيلي لا يكفيهم، حتّى تطال يد الغدر العربيّ الفلسطينيّين هذه المرة.
إنّه الدّكتور عامر الشّوا. مواطن تركي من أصول فلسطينيّة اعتقلته السلطات
الإماراتية قبل أربعين يوماً. كان شمعةً من العلم يضيء درب الطّلاب في إحدى الجامعات. وكان مهتمّاً بالأمور التّجارية كي يستطيع تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات المادّية والمعنويّة للمنظّمات المدنيّة في فلسطين.
لقد قامت السلطات الإماراتية باعتقاله في مدينة أبو ظبي واقتادوه إلى دبي. ولم يسمحوا له بالحديث مع زوجته التركيَّة "أمل" إلّا ثواني معدودة، استطاع من خلالها أن يخبرها أنّه قد اعتقل، وأنّ الذين اعتقلوه ذهبوا به إلى مدينة دبي.
وأمام هذا الوضع، سارعت وزارة الخارجية التركية إلى تفعيل الإجراءات الدّبلوماسيّة مع القيادات الإماراتيّة بخصوص هذا الشّأن. فقد كلّفت الخارجية التركية سفيرها في الإمارات بالاستفسار عن وضع ومكان وجود الشّوا. إضافة إلى ذلك قام السيد وزير الخارجية "مولود تشاويش أوغلو" بالاهتمام شخصياً بهذه القضية.
إلّا أنّ الجانب الإماراتي لم يُعر لهذه القضية الاهتمام الكافي. فلم يقدّموا للجانب التركي أيّة معلومات عن سبب اعتقال الشّوّا ولا عن مكان وجوده ولا عن الجهة التي قامت باعتقاله. وحتّى هذه اللحظة لم تصدر السّلطات الإماراتيّة أيّ تصريح رسميٍّ حول هذا الموضوع.
ومن المعروف منذ زمن بعيد، أنّ دولة الإمارات تعتبر بئراً مظلماً يختفي فيها مواطنو الدّول الأخرى من دون استجواب أو مبرّرات قانونيّة باستثناء مواطني الدّول التي تحتمي بالولايات المتّحدة الأمريكية وإسرائيل.
ولكن: هل نستطيع أن نقول إن الإماراتيّين ارتطموا هذه المرّة بصخرةٍ صلبة؟ هل نستطيع أن نقول إنّ الدّولة التركية لن تغفر للإماراتيّين هذه الحماقة التي ارتكبوها؟
إنّنا في هذا الصّدد نطلب من رئيس جمهوريّتنا السيد رجب طيب أردوغان أن يضع ثقله ويهتمّ بهذا الأمر شخصيّاً. حيث إنّنا نعلم كيف أنقذ المدرّس التركي الذي كان معتقلاً في السجون التركمانستانيّة قبل عدة أيام. لقد فكّ أسره وجاء به إلى أرض الوطن الحبيب.
إنّنا نعدّ هذا التّصرّف غير المسؤول من قبل السلطات الإماراتية، إهانة للكرامة والسيادة التركية. ونؤمن بأن القيادة التركية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا الظّلم والإهانة.
كما أودّ أن أذكّر الإخوة القرّاء بأنّ هناك أخبارا تفيد بأنّ البنوك الإماراتية تلعب دوراً مهمّاً في دعم الإسرائيليّين الذين يحاولون الاستيلاء على المنازل المحيطة بالمسجد الأقصى. فبينما تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم المسجد الشريف، نجد أنّ الإماراتيّين يضيّقون الخناق على من يحاول إنقاذ الأقصى من شرّ هؤلاء اليهود.
فهل هذه من الصّدف أيضاً؟