مع تصعيد النظام السوري حملة
التجنيد واستدعاء الشبان إلى صفوف قواته في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، وبينما تتصاعد حدة الغضب في المناطق الموالية للنظام بسبب أعداد القتلى في صفوف النظام، تتوارد المعلومات عن فرار الشبان من أبناء الطائفة
العلوية في الساحل إلى خارج
سورية لكي لا يتم تجنيدهم.
وقالت مصادر صحفية إن آلافا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة يفرون من المدن مثل حمص وطرطوس واللاذقية وأحياء دمشق؛ إلى الجبال والمناطق الساحلية البعيدة عن أعين الشبيحة والشرطة
العسكرية، كما فر العديد منهم مع عائلاتهم إلى الأراضي اللبنانية، حسب ما نقلته صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر لم تسمها.
وكان النظام السوري قد أطلق حملة واسعة لتجنيد الشبان في سن الاحتياط في المدن السورية، بعد عودة أعداد كبيرة من عناصر
الميليشيات الشيعية العراقية إلى العراق لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إضافة إلى حالة الغضب في الساحل على خلفية مقتل الآلاف من أبناء الطائفة العلوية ضمن قوات النظام السوري، ما دعا النظام للعمل على توسيع قاعدة التجنيد الإجباري.
وبدأت الميشليات المرتبطة بالنظام السوري والشرطة العسكرية بشن حملة لسوق الشبان للتجنيد، بمن فيهم أولئك الحاصلون على اسثتناء من الخدمة، لأسباب مثل الدراسة الجامعية أو كون الشاب وحيدا لأبويه.
ووفق المصادر ذاتها، فإنه تم إلقاء القبض على مئات الشباب، "وتم التحفظ عليهم في السجون والمعتقلات، ومن ثم جرى سوقهم إلى مراكز التدريب التابعة للجيش لتدريبهم تمهيداً لزجهم على جبهات القتال".
ودفعت هذه الحالة الشبان المعنيين بالتجنيد للاختفاء أو الهرب، في حين أن غالبية الشباب الفارين هم من الطائفة العلوية.
وإضافة إلى الغضب إزاء الأعداد الكبيرة من القتلى في صفوف الطائفة العلوية، يشعر الشبان العلويون بالخذلان تجاه تجاهل النظام السوري للأسرى المحتجزين من عناصره السوريين لدى الثوار، فيما يحرص النظام على إطلاق سراح أعضاء الميليشيات الإيرانية واللبنانية ضمن صفقات التبادل مع الثوار.
وخلال الأشهر الماضية نُظمت حملات في المناطق التي يقطنها علويون في الساحل، مثل حملة "صرخة" التي أطلقت شعارات "مثل الكرسي إلك (بشار الأسد) والتابوت لأولادنا". كما رافقت جنازات لتشييع القتلى اشتباكات مع عناصر الأمن نتيجة تصاعد حدة الغضب لدى عائلات القتلى، حيث تحولت هذه الجنازات إلى مظاهرات للتعبير عن الغضب. وتحدث نشطاء عن اعتقال عدد من المتظاهرين الذي رددوا هتافات مناهضة للنظام في طرطوس الأسبوع الماضي.
كما أثار افتتاح مشاريع سياحية ومراكز تسوق فاخر في طرطوس غضب عائلات القتلى التي رأت في مثل هذه الخطوات إهانة لهم وتجاهلا لمشاعرهم، كما تساءل آخرون عن مغزى مثل هذه المشاريع بينما يفتقد غالبية السكان، بمن فيهم الموالون للنظام، لأبسط مقومات الحياة.