ساد هدوء حذر صباح الإثنين مدينة إب وسط
اليمن، بعد أن شهدت
اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين ومسلحي القبائل بالمحافظة، بحسب سكان محليين.
وأفاد السكان بأن مسلحي الحوثي استولوا مساء أمس على تباب (جبال صغيرة)، استعداداً للسيطرة الكاملة على المدينة، مشيرين إلى وصول تعزيزات لمسلحي الحوثي الذين نصبوا بعض المدافع والهاونات على مواقع استراتيجية مطلة على المدينة، في الوقت الذي لاتزال المفاوضات جارية بين جميع الأطراف لتحييد المدينة عن النزاعات.
ولاتزال المدارس الأهلية القريبة من مواقع الأحداث مغلقة أمام الطلاب، بينما عاودت المدارس الحكومية الدراسة.
ومنذ صباح الأربعاء الماضي، انتشر مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في محافظة إب، وأقاموا نقاط تفتيش في شوارع رئيسية فيها، دون مقاومة من قوات الأمن.
محافظ صنعاء يقدم استقالته
وفي سياق متصل قدّم محافظ صنعاء، عبد الغني جميل، الأحد، استقالته إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حسب مصدر في مكتب المحافظ.
وقال المصدر مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "المحافظ عبد الغني جميل عزا استقالته إلى تردي الأوضاع الأمنية وما ترتب عليها من سلبيات"، في إشارة إلى اقتحام مسلحين حوثيين، أمس الأول السبت، لمبنى محافظة صنعاء وحصارها لمنزله.
وأشار المصدر إلى أن "من بين المسلحين الذين اقتحموا المبنى، عناصر تتبع النظام السابق"، دون توضيح الدوافع وراء هذا الفعل.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جانب جميل أو الحكومة اليمنية حول هذه الاستقالة.
وكان مسلحون من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، اقتحموا مساء السبت الماضي، مبنى إدارة محافظة صنعاء، وحاصروا منزل المحافظ جميل في العاصمة اليمنية، بحسب شهود عيان للأناضول.
ومنذ سيطرتها بالسلاح على الكثير من المؤسسات الرسمية في العاصمة صنعاء، يوم 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسعى جماعة الحوثي (شيعية) إلى تثبيت هذه السيطرة في العاصمة، والتمدد في أكثر من محافظة يمنية لبسط سيطرتها، مستغلة انهيار الجيش وقوات الأمن أمام مسلحي الجماعة.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
وكانت السلطات اليمنية قالت إن جماعة الحوثيين الشيعية أزالت اعتصاما احتجاجيا يسد الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء الأحد ولكن أبقت مقاتليها في شوارع العاصمة التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة.
وتسمح إزالة الاعتصام لحركة المرور بالانتظام دون إعاقة للمرة الأولى منذ أسابيع بين المطار والعاصمة. ويتزامن هذا التحرك مع عودة رئيس الوزراء المعين خالد بحاح إلى البلاد، لتولي مهامه في إطار اتفاقٍ هدفُه تحقيق الاستقرار في اليمن. وكان بحاح سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة.
وسيطر
الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت أسابيع تركزت على زيادات في أسعار الوقود. وسرعان ما وقعت الجماعة اتفاقا لتقاسم السلطة مع الأحزاب السياسية الأخرى وهو اتفاق أقره الرئيس عبد ربه منصور هادي. ولكن ذلك لم يمنع الحوثيين عن مواصلة الزحف على أجزاء أخرى من البلاد.