أعلنت جماعة أنصار الله، المعروفة إعلاميا بـ(الحوثيين)، مساء الأحد، إغلاق مداخل العاصمة
اليمنية، أمام حركة السيارات الحكومية رداً على ما أسمّته "اعتداءات الأمن" على أنصارها المعتصمين في شارع المطار بصنعاء، الأحد.
وقال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، إن أنصارهم المعتصمين في مخيمات في مداخل
صنعاء جنوباً وغرباً "أغلقوا المنافذ المؤدية إلى العاصمة أمام حركة السيارات الحكومية".
وأكد البخيتي، أن "المنع يشمل فقط السيارات الحكومية التي تحمل لوحات عسكرية سواء الخارجة أو الداخلة إلى صنعاء"، رداً على ما أسماه "اعتداءات قوات الأمن"، على أنصارهم في شارع المطار.
ورفض البخيتي الإفصاح عن مدة هذا المنع، لكنه أكد أن هذه الخطوة تأتي كـ"خطوة تصعيدية ضد السلطة إزاء تعاملها مع مطالبهم الثلاثة، وهي إسقاط الحكومة وإلغاء قرارها الخاص برفع الدعم عن أسعار المحروقات، وتنفيذ مخرجات الحوار"، الذي اختتم أعماله في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي.
ويأتي هذا التصعيد بعد أقل من ساعة على اتهام مسؤول في اللجنة الأمنية العليا في البلاد (تضم وزيري الدفاع والداخلية وقادة عسكريين وأمنيين آخرين) للحوثيين بإغلاق شارع المطار، وإخراج موظفي وزارتي الكهرباء والاتصالات، والاعتداء على قوات الأمن.
ونفى المسؤول، الذي لم يفصح عن اسمه في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية، ما أعلن عنه
الحوثيون من قيام قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين وإصابة عدد منهم، مؤكداً أن "الحوثيين هم من اعتدوا على رجال الأمن واعتلوا مركبات الأمن مستغلين حرص الدولة والأجهزة الأمنية على عدم ممارسة أي عمل من شأنه المساس بسلامتهم".
وقالت جماعة الحوثي، إن شخصا قتل من أنصارها، وأصيب 40 آخرون، جراء إطلاق قوات مكافحة الشغب اليمنية قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين من أنصارها في محاولة لفتح شارع المطار المؤدي للمطار الوحيد بالعاصمة.
وحمل الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام، الحكومة اليمنية مسؤولية تداعيات ما وصفه بـ"عدوانها"، مؤكدا على حق الشعب "في الدفاع عن النفس بكل الوسائل في حال تمادت في عدوانها".
وشارع المطار تقع فيه مقرات 3 وزارات هي الداخلية، والكهرباء، والاتصالات وتقنية المعلومات، وقد أغلقه المتظاهرون جماعة الحوثي بشكل كامل، للمطالبة بإسقاط الحكومة اليمنية وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وللأسبوع الثالث على التوالي، شهدت صنعاء ومدن يمنية مختلفة، تظاهرات حاشدة مناهضة للتصعيد الذي انتهجته مؤخرا جماعة الحوثي، فيما وصلت الجماعة الشيعية حشد أنصارها في تظاهرات مؤيدة لهم في الضفة الشمالية من العاصمة، للمطالبة باستقالة الحكومة والتراجع عن قرار صدر مؤخراً برفع أسعار الوقود، وقد فشلت لجنة وساطة رئاسية في تحقيق أي انفراج في الأزمة حتى مساء الأحد.
وجاء تصعيد الجماعة التي تتخذ من صعدة مقراً لها، في صنعاء، بعد سيطرتها على محافظة عمران، مؤخرا، عقب هزيمة اللواء 310، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962.