قال وزير الخارجية
الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الحكومة الإيرانية، تتطلع إلى زيادة
التبادل التجاري بين
العراق وإيران، ليتخطى حاجز الـ 12 مليار دولار، المسجلة في عام 2013 من خلال فتح معابر حدودية جديدة.
وطالب وزير الخارجية الإيراني، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، هوشيار زيباري الأحد، بالعاصمة العراقية بغداد، الحكومة العراقية بإفساح المجال بشكل أكبر أمام الشركات الإيرانية، للمساهمة في عمليات إعادة إعمار العراق، داعيا إلى تذليل الروتين الحكومي أمام تلك الشركات من أجل تشجيعها للدخول إلى العراق.
وأكد ظريف، وجود المئات من الشركات الإيرانية العاملة في عموم محافظات العراق، مؤكدا أنه في الوقت الذي انسحبت فيه الكثير من الشركات العالمية من العراق بسبب تردي الوضع الأمني، إلا أن الشركات الإيرانية لم تستجب للتحذيرات الدولية ورفضت المغادرة.
وقال مراقبون اقتصاديون إن العلاقات الاقتصادية العراقية الإيرانية، تعيش فترتها الذهبية هذه الأيام، مع زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، واقترابه بمعدلات متسارعة من حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا. وتركيا هي المصدر الأكبر للعراق، في حين أن العراق هو ثاني أكبر سوق للصادرات التركية، ويصل التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يفوق الـ 14 مليار دولار سنويا.
وقال ظريف: "يجب على الحكومة العراقية اليوم، رد الجميل إلى تلك الشركات، ومنحها تسهيلات أكثر في عمليات الاستثمار".
وكان العراق قد أعلن قبل نحو شهر، عن فتح معبرين جديدين مع إيران، لتسهيل دخول المواد الغذائية التي شهدت الأسواق العراقية نقصا فيها، بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا باسم "داعش"، على عدد من المعابر الحدودية والطرق الرئيسة الرابطة بين بغداد والمحافظات الشمالية، والمحافظات في غرب العراق، ما أدى إلى شح الكثير من المواد الغذائية التي كانت تؤمنها الشركات التركية.
ويمتلك العراق 13 منفذا حدوديا تربطه مع دول الجوار، فضلا عن خمسة منافذ جوية، هي مطارات السليمانية وأربيل والموصل وبغداد والنجف والبصرة جنوبا، وخمسة منافذ بحرية، أهمها ميناء أم قصر وخور العمية، أما المعابر الحدودية فهي "الوليد" و"ربيعة" مع سوريا، ومنفذ "طريبيل" مع الأردن، ومنفذ "عرعر" مع السعودية، ومنفذا "الشلامجة" و"المنذرية" مع إيران، ومنفذ إبراهيم الخليل الذي يربط العراق بتركيا، ويعد من أبرز المنافذ الحدودية العراقية كونه يستخدم ضمن مشروع القناة الجافة التي تربط شرق آسيا وجنوبها مع أوروبا.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن الحكومة العراقية تسعى إلى تنفيذ جميع الاتفاقات بين الجانبين، والتي انتهى منها المفاوض العراقي، ومنها: تحديد الملاحة في شط العرب، وتنظيم المعابر الحدودية، فضلا عن تطوير الآبار النفطية المشتركة بين البلدين.
وأضاف زيبارى أن إيران قدمت دعما كبيرا لإيران في محنته الحالية، مشددا على أن قطاع الكهرباء قد يكون من أبرز القطاعات التي شهدت تعاونا اقتصاديا بين البلدين، مؤكدا على أن العراق ما زال مدينا لبعض الشركات الإيرانية المزودة له بالطاقة الكهربائية.