استهزأ الصحفي الإسرائيلي رون كوفمان بالروايات التي تصدرها الحكومة الإسرائيلية، والتي ادعت انتصارها بالعدوان الجاري على قطاع
غزة.
وقال كوفمان في مقال له في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأحد: "الصورة ليست بطولية على الاطلاق. لا يوجد أي تغيير في الوضع، حماس لا تزال تطلق النار ولا تزال تشكل تهديدا حقيقيا على أمن سكان الدولة، ولكن في المجلس الوزاري، في الاستديوهات وفي أسر التحرير يوجد نوع من الاحتفال بالنصر. متى بالضبط يبدأ توزيع البوشار للجمهور؟ إذ بدأ بث الفيلم".
وفي معرض تهكمه على ما يجري في الحرب، قال الكاتب الإسرائيلي: "الاستنتاج الطبيعي من عروض الإعجاب للجيش الإسرائيلي في الإعلام الإلكتروني والمكتوب هو أن وزير الزراعة يجب أن يأمر المزارعين بأن يزيدوا كمية الذرة لغرض إنتاج البوشار لأنه يتبين أن الجمهور يحب أن يعيش في فيلم".
وأضاف: "الجنود والضباط يبدؤون بالوصول إلى بيوتهم في إجازات قصيرة، والقصص لا ترتبط بالواقع الذي يخرقه الإعلام: 9 جنود قتلوا في مناطق التجمع للدخول، وهي نتيجة مأساوية لقرار مغلوط؛ 12 ضابطا وجنديا قتلوا جراء تسلل "مخربين" من الأنفاق إلى الكيبوتسات، بما في ذلك 5 في حدث برج الحراسة".
ونوه إلى أن "هذا لا يمنع وسائل الإعلام والجنرالات الذين تجرى معهم المقابلات من التغطية على القصور الذي كان من شأنه أن ينتهي بمصيبة فظيعة. وفجأة نجد أن الجميع كانوا يعرفون عن الأنفاق الهجومية لحماس، ويصفون الفضاءات فقط كمعطى إحصائي في الحرب؛ كتائب المشاة دخلت إلى غزة في مجنزرات غير محصنة (غولاني خسر 7 مقاتلين)، دبابة مركفا 3 لقوات الاحتياط غير محصنة بمنظومة "سترة الريح"؛ ووسائل الإعلام تختلق رموزا تعظم البطولة، دون فحص في الميدان".
وختم مقالته بانتقاد لقيادة الجيش، حيث قال: "رئيس الاركان بيني غانتس وعد سكان غلاف غزة يوم الثلاثاء بأن يؤمّن العودة إلى البيوت. ولكنه لم يعد بأن يفي بوعده؛ رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو صرح بأن وضع بلدات غلاف غزة أفضل بكثير ما كانت عشية الحملة. فماذا كان يقصد؟ إن وضع البلدات كان في حينه ميؤوسا منه (واليوم أيضا ليس مذهلا) ولكنه لم يبعث على القلق؟ أم ربما تقرر ترك البلدات لمصيرها؛ إذ أن هذا ما حصل في الميدان؟ فنحن لم نفعل شيئا كي نزيل التهديد".