حذر وزير
إسرائيلي بارز من أن نجاح حركة "
حماس" في دفع جميع المستوطنين اليهود الذين يقطنون المستوطنات المحيطة بالقطاع على مغادرة مستوطناتهم يمثل "أهم صور الانتصار" التي حصلت عليها الحركة في هذه الحرب.
وقال الوزير عمير بيريتس، ثاني أهم قائد في حزب "هتنوعاه" الذي ترأسه وزيرة القضاء تسيفي ليفني، إنه يتوجب على المستوطنين أن يعودوا إلى مستوطناتهم لحرمان حركة "حماس" من هذه الصورة، التي اعتبرها تمس بالروح المعنوية لجماهير المستوطنين في جميع أرجاء الكيان الصهيوني.
وأوضح بيريتس، في مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح اليوم الاثنين، أنه يتوجب تقديم كل أشكال الدعم الأمني والاقتصادي والنفسي للمستوطنين من أجل إقناعهم بالعودة، معتبراً أن عدم عودتهم ستثير الكثير من التساؤلات حول ثبات الجمهور الصهيوني أمام "حماس".
وأضاف بيريتس، الذي سبق له أن شغل منصب وزير الحرب خلال حرب لبنان الثانية، أنه يتوجب الحرص على عدم تسلل الإحباط إلى الوعي الجمعي للمجتمع الصهيوني، مشدداً على أن السماح بذلك يمنح حركة "حماس" دافعية كبيرة في المستقبل لخوض مواجهات ضد الكيان الصهيوني.
من ناحيتهم، أعرب عدد من المستوطنين الذين يقطنون في محيط القطاع، أنهم لن يعودوا لمستوطناتهم، حتى بعد انتهاء الحرب.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية صباح اليوم الاثنين، قالت "إدنا"، وهي مستوطنة تقطن في مستوطنة "كيرم شالوم" القريبة من القطاع إن جميع المستوطنين قد غادروا المستوطنة وأنهم عازمون على عدم العودة مطلقاً حتى بعد انتهاء الحرب.
وأضافت "إدنا": "كيف بالإمكان العودة للبيت ولا أحد في قيادة الدولة والجيش يقدر على أن يؤكد لنا أنه قد تم القضاء بشكل نهائي على تهديد الأنفاق الحربية، وفي الوقت الذي تواصل فيه الصواريخ وقذائف الهاون السقوط علينا، هذه حياة ليست طبيعية".
من ناحيته توقع موشيه، وهو مستوطن يقطن في مستوطنة "ناحل عوز" أن يتم إغلاق جميع المستوطنات التي تقع في محيط القطاع، بسبب عجز الحكومة عن تحسين مستوى الأمن الشخصي للمستوطنين في هذه المستوطنات.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح اليوم الاثنين، تساءل موشيه مستهجناً: "ماذا حققنا بعد حوالي شهر من الحرب على حماس، لقد وعدنا نتنياهو باستعادة الهدوء والأمن لنا، لكنهم الآن يتحدثون عن نهاية الحرب دون أن يظهر ضوء في نهاية النفق، فحماس وليست إسرائيل هي التي تحدد وتيرة الحرب وستفرض نتائجها".
وفي ذات السياق، قال الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد السابق لسلاح الجو الصهيوني إن مسار الحرب "أثبت بشكل واضح وجلي أن حماس عدو شرس وقوي، وأن استعداداته للحرب صدمت القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية".
وخلال مشاركته في برنامج حواري بثته قناة التلفزة الصهيونية الثانية الليلة الماضية، شدد بن إلياهو على أنه يتوجب على محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أن تعكف مطولاً على دراسة الاستراتيجية الدفاعية والهجومية التي تبنتها حركة حماس خلال الحرب، معتبراً أن إنجاز هذا الهدف مهم لتمكين الكيان الصهيوني من الاستعداد للحرب القادمة.
من ناحيته قال ألون بن دافيد، المعلق العسكري في قناة التلفزة الصهيونية العاشرة إن إحباطا يسود دوائر صنع القرار السياسي والنخب العسكرية في تل أبيب، لعجز جيش الاحتلال عن تصفية قائد سياسي أو عسكري كبير من حركة حماس.
وخلال تعليقه على مسار الحرب الليلة الماضية، شدد بن دافيد على أن القيادة الصهيونية تعتبر أن تصفية قائد عسكري أو سياسي كبير من حماس يمثل "صورة الانتصار" التي تبحث عنها تل أبيب في ظل عجزها عن وقف إطلاق الصواريخ.