ملفات وتقارير

جزائريون: التنسيق مع مصر غير مفيد لغزة والحل عند قطر

وزير خارجية الجزائر - أرشيفية
وزير خارجية الجزائر - أرشيفية
طالب حزب سياسي بالجزائر، السلطة، برفع قيمة المساعدة لفائدة السلطة الفلسطينية إلى 100 مليون دولار بدلا من 25 مليون مثلما أقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

 وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قرر، الأربعاء 30 تموز/ يوليو، تقديم مساعدة للسلطة الفلسطينية قيمتها 25 مليون دولار.

لكن المبادرة الجزائرية لم تشف غليل الطبقة السياسية بالجزائر.

ورفع حزب "جبهة التغيير" ذو التوجه الإسلامي، الأحد، لائحة مطالب لرئاسة الجمهورية بالجزائر، يطالب فيها برفع قيمة المساعدة المالية إلى الفلسطينيين إلى 100 مليون دولار.

وقال رئيس الجبهة، عبد المجيد مناصرة على هامش نشاط حزبي لـ"عربي21" الأحد إنه "يتوجب على الجزائر القيام بتحرك دبلوماسي عربي ودولي يليق بدورها التاريخي بمناصرة قضايا التحرر والقضايا العادلة".

وأكد أنه "يجب على السلطة أيضا أن ترخص للتجمعات والمسيرات المنددة بالعدوان الصهيوني بكل محافظات البلاد"، مضيفا أنه "يتعين كذلك على الحكومة بالجزائر أن تسهل عمليات جمع التبرعات المالية والعينية لإرسالها إلى أهلنا في غزة".

وقال وزير الخارجية الجزائري الأحد، إن "الجزائر كانت تعمل في السرية" في معرض رده على المعارضة بالداخل وحديثه عن المبادرة الجزائرية لدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد دورة طارئة من أجل وقف العدوان على غزة.

وأكد رمضان لعمامرة، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الأحد، أن الجزائر "راسلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى جانب تحرك السفراء الجزائريين لشرح موقفها ومناشدة الدول الصديقة والشقيقة بغية إيجاد مواقف تحمل إسرائيل على وقف عدوانها الوحشي على غزة"

وكان لعمامرة يرد على انتقادات المعارضة للسلطة بالجزائر حيال ما وصفته بـ "تأخر الجزائر عن إعلان مبادرة من جانبها من أجل وقف العدوان الصهيوني على غزة". واتهمت أحزاب المعارضة، السلطة بالتقاعس وعدم القيام بواجبها تجاه المجازر المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال بالقطاع.

وحسب أحزاب المعارضة فإن السلطة بالجزائر، بقيت مكتوفة الأيدي أمام أطفال يقتلون بغزة، وأيضا منعت الشعب من التعبير عن تضامنه مع أهل غزة عبر قانون حظر المسيرات الساري منذ 2001.
  لكن  لعمامرة أكد أن الجزائر كانت تعمل في "السرية" وهذا لا يعني أنها "تخلت عن مناصرة فلسطين". 

وحسب وزير الخارجية الجزائري، فإن "المبادرة الجزائرية التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لدعوة المجتمع الدولي إلى العمل على فرض الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة دعما متزايدا من العديد من الدول والتكتلات الإقليمية". 

وكان بوتفليقة تحادث الخميس، 31 تموز/ يوليو مع كل من الرئيس المصري، وأمير دولة قطر من أجل بحث القيام بعمل مشترك لدفع المجموعة الدولية إلى التحرك من أجل الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة.

وتعيش السلطة بالجزائر ضغطا شعبيا متزايدا بسبب غزة، وخرجت جموع من المصلين، الجمعة الماضي من المساجد في حشود مطالبة بفتح الحدود للجهاد ضد إسرائيل.

ويرى جزائريون أن "تنسيق" الجزائر مع مصر غير ذي فائدة بالنسبة للقضية الفلسطينية بسبب موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من حركة "حماس" الفلسطينية.

لكنه، بالمقابل، هناك ميل شعبي جزائري بضرورة التنسيق مع قطر، التي تعتبر ضمن أحاديث النخبة بالجزائر الأقرب ضمن الدول العربية إلى عدالة القضية الفلسطينية.

 وتهدف المبادرة الجزائرية إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المتضررين. وتهدف أيضا إلى إعادة توفير الظروف المناسبة لاستئناف مبادرات السلام التي من المفروض أن تفضي إلى وضع حد للاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، كما جاء على لسان رئيس الدبلوماسية الجزائري.

وقلل الكاتب والمحلل السياسي، الجزائري، نجيب بلحيمر، من قيمة المبادرة الجزائرية، وأوضح الأحد، أنه "لا وجود لمبادرة جزائرية لوقف العدوان الصهيوني على غزة.. أما دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة فهو مجرد تحرك إعلامي الهدف منه القول نحن هنا".

  وأضاف بلحيمر: "على الذين يصفون هذه الدعوة بأنها مبادرة أن يعلموا أن الأمم المتحدة لا تؤدي أي دور في الصراع العربي الصهيوني، وقراراتها لم تطبق أبدا".

ويرى بلحيمر أن "هناك شيئا واحدا، وواحدا فقط، يمكن أن تقوم به الدبلوماسية الجزائرية.. وهو السعي إلى إقناع مصر بتعديل موقفها بما يوسع هامش المناورة أمام المقاومة الفلسطينية. دون ذلك هراء، يسوق من طرف الصحافة المتزلفة للسلطة الحاكمة".

  والتقت الأحد، بالسفير الفلسطيني بالجزائر، قيادات حزبية جزائرية، أعلنت تضامنها المطلق مع المقاومة الفلسطينية.

وقال شافع بوعيش، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب "جبهة القوى الاشتراكية" العلماني المعارض، لـ"عربي21" الأحد: "عبرنا جميعا عن تضامننا المطلق مع المقاومة ومع الفلسطينيين"، وأكد أن السفير الفلسطيني بالجزائر صرح بأن "الجزائر لا يكتمل استقلالها إلا إذا تحررت فلسطين".

   وأوضح بوعيش أن السفير الفلسطيني بالجزائر، حدث ضيوفه عن مؤامرة ضد بلاده، ملخصها، محاولة دولية دنيئة لفصل غزة عن فلسطين، وجعلها دويلة وحيدة"، واستند في ذلك إلى "أسلوب تعاطي الدول الغربية مع العدوان الإسرائيلي وتحميل حركة حماس مسؤولية المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني بغزة، بدلا من تحميل إسرائيل المسؤولية عن المجازر التي تقترفها يوميا في حق المدنيين".
      
التعليقات (0)