ملفات وتقارير

لماذا "تصهين" الإعلام المصري أثناء العدوان على غزة؟

حرب الصحافة السيسية ضد المقاومة - أرشيفية
حرب الصحافة السيسية ضد المقاومة - أرشيفية
في سابقة من نوعها، يتحول الخطاب الصحفي الغربي في كثير أو بعض منه صراحة أو مواربة إلى انتقاد جرائم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويصف آثار بعض عملياته العسكرية بالمجازر الإنسانية، على خلاف ما كان يحدث في الحروب السابقة حيث كان يقدم إسرائيل على أنها الضحية.
 أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة صفوت العالم، وصف ذلك الخطاب بالرجوع إلى الحق قائلا: "الإعلام الإلكتروني والرسمي الغربي كان أكثر إنصافا من كثيرين في مصر، فبعض الإعلاميين لا يمتلكون قيم الممارسة المهنية، ويلعبون على تناقض المواقف".

بعض الصحافة المصرية تكتب بأقلام إسرائيلية

"على النقيض، ظهرت الصحافة المصرية في كثير منها وفي بعض عناوينها وصفحاتها كأنها تصدر من داخل إسرائيل، أو كانها كتبت بأقلام إسرائيلية، لا عربية"، بحسب ما ذهب إليه الإعلامي محمد عبدالله.

للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تُجبَر  الصحافة المصرية على صهينة لغتها ومحتواها تجاه المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وتتحول إلى أبواق للتجريح في طبيعتها، والتشكيك في أهدافها، والنيل من وطنيتها، بل والتجني على قاداتها بعناوين لا تنتهي من الافتراءات.
هذا الاتجاه المتحامل على المقاومة الفلسطينية أيده كثير من الجنرالات المتقاعدين الذين يصرحون للقنوات الفضائية والصحف الخاصة والقومية. 

مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور الدين في تصريح لـ"عربي 21"، وصف حركة حماس بأنها حركة "إرهابية" تتاجر بدماء الشعب الفلسطيني، فادعى أن "ما تقوم به حماس في قطاع غزة هو مراهقة سياسية، ومغامرات غير محسوبة وغير متكافئة القوة، لحساب أجندات خارجية، وهي جزء من جماعة الإخوان الإرهابية". لكنه أكد في الوقت نفسه أن موقف مصر من القضية الفلسطينية معروف، ولكن سياسة حماس هي التي تخلق هذه المآسي، على حد زعمه.

شيطنة الإخوان المسلمين ومن ورائها حركة حماس

(ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) - سورة المائدة آية رقم (8). هذه الآية لا تجد آذانا صاغية لدى كثيرين من الصحفيين، فشيطنة الإخوان المسلمين، ومن خلفها حركة حماس، جعل البعض يبارك العدوان على غزة، وتناسى الجميع أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لشن عدوان على أحد، فحماس لم تكن موجودة يوم ارتكبت إسرائيل مجازر بحر البقر ودير ياسين وقانا، وغيرها. هذا بحسب ما أكده الصحفي والكاتب محمد عبدالله.

لغة الخطاب الصحفي المصري لا ترتقي لحجم الفظائع الإسرائيلية

"لغة الخطاب الصحفي والإعلامي لا ترتقي لحجم الفظائع الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، وهو سلوك لا يتناسب مع دور مصر التاريخي من القضية"، بحسب رأي صفوت العالم.

محمد أحمد رئيس التحرير بإحدى القنوات الفضائية المناوئة لجماعة الإخوان صرح لـ"عربي 21"، بأنه "من أجل ما بين النظام القائم في مصر ونظام الإخوان من عداء وعداوة، تشن السلطات المصرية عبر قنواتها الرسمية والإعلامية، حرب تشويه وتخوين ضد حركة حماس، تحولت تدريجيا إلى خطاب كره ضد المقاومة، حتى شملت كل الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وهو ما وجد له صدى وقر في آذان كثير من المصريين". 

الإعلام المأجور يعرف كيف يعمل.. ولحساب من يعمل

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سيف عبدالفتاح: "المسألة لا تتعلق بخلط الأوراق في الصحافة المصرية.. شيطنة حماس جزء من شيطنة الإخوان التي تعبر عن سياسات فاجرة وتاجرة، فحماس رمز مقاومة الأمة العربية والإسلامية ومعها الفصائل الأخرى، وكأن هذه الشعوب انتدبتهم لذلك".

وأضاف عبدالفتاح في تصريح لـ"عربي 21": "الإعلام يقوم بأخطر ما يكون بتمرير المنظومة الانقلابية، في محاولة لتغطية ما يحدث وتبرير الحصار الذي تقوم به على قطاع غزة، وتشكل مادة الإعلاميين المأجورين لسلطة الاستبداد الداخلية، أو لحساب دول إقليمية"، واصفا ما يكتب في بعض الصحف المصرية بالإعلام المأجور الذي يعرف كيف يعمل، ولحساب من يعمل.

النظام المصري يسعى للقضاء على حماس كما فعل مع الإخوان

يخلص البعض إلى أن النظام المصري نجح في إقناع قطاع عريض من المصريين عبر إعلامه، في اختزال الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي إخواني يسعى لإقامة الخلافة الإسلامية، ولمنح إسرائيل الوقت الكافي لإخراج حركة حماس من غزة وتفريغها من قوتها، مثلما حدث في مصر مع جماعة الإخوان في أعقاب أحداث 30 يونيو. 
التعليقات (0)