حقوق وحريات

هلال العيد لن يظهر في غزة

دمرت إسرائيل 1960 وحدة سكنية وتضررت 22600 وحدة سكنية أخرى - الأناضول
دمرت إسرائيل 1960 وحدة سكنية وتضررت 22600 وحدة سكنية أخرى - الأناضول
سينشغل المسلمون، مساء الأحد، في كل مكان في تحري ورؤية هلال، يؤذن ظهوره بـ"ميلاد" الفرح، وتكبيرات العيد، وسيُسارع من يراه للتهليل، والتصفيق سرورا بأول أيام عيد الفطر.

غير أن هذ الهلال، لن يظهر في غزة، حتى لو رآه كثيرون، فهلال العيد لهذا العام يتوارى أمام آلاف الشهداء والجرحى، والبيوت التي تحولت إلى أكوام من الخراب والدمار بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 يوما.

"ومن هنا سنتحرى الهلال.. من فوق هذه البيوت المدّمرة"، يقول سعد عليان (24 عاما)، وهو يُشير إلى بيتّه الذي حولّته الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى كومة من الخراب والدمار.

ويُضيف: "لا عيد في غزة، ولن نرى الهلال، حتى لو ظهر.. فهلال العيد يختفي، ويتلاشى أمام هذه الأوجاع والمآسي".

ويرى عليان، أنّه وبمجرد ثبوت هلال شوال، وأول أيام عيد الفطر، ستنحدر الدموع من عيون أهالي غزة، حزنا وألما، لأن هذا العيد سيمر عليهم وقد فقدوا أسرهم وأهاليهم الذين استشهدوا، وأنهم لن يتمكنوا من الفرح بالعيد.

ومن جهته، يقول الخمسيني رأفت عاشور: "لم يمر عيد على الفلسطينيين في قطاع غزة، بقسوة ومرارة هذا العيد".

ويُضيف: "كل مظاهر العيد، تلاشت واختفت أمام هذه الحرب البشعة، وما تُخلّفه من فاجعة يومية، فعداد الدم لا يتوقف ولو لدقيقة، والقصف طال أغلب البيوت والشوارع، لا عيد في غزة، والهلال حتى لو ظهر، سيتوارى خلف البيوت مقصوفة، ورائحة الدم التي تفوح في كل مكان".

ولن يظهر هلال العيد والآلاف من النازحين ينامون في المدارس، وعلى الطرقات، كما تقول رُبى السوسي (25 عاما)، إحدى النازحات من بيتها هربا من القصف الإسرائيلي.

وتقول السوسي بمرارة: "هنا هلال العيد، حيث بكاء الأطفال الأيتام، ودموع النساء اللواتي فقدّن أزواجهنّ، وبيوتهنّ".

ويببدأ مساء الأحد، في أغلب الدول العربية، تحرّي هلال شهر شوال تمهيدا لإعلان أول أيام عيد الفطر.

وأحال قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية على مختلف أنحاء قطاع غزة، شوارعها إلى مناطق مهجورة.

وخلال فترة تحري هلال شهر شوال، تبدو شوارع غزة نابضة بـ"الحياة"، وبحركة السكان المشغولين بالتزود بحاجيات العيد.

ولا تكاد المحال التجارية تهدأ من ضجيج العائلات التي تصطحب أطفالها، لشراء حلوى وملابس العيد، وكافة مستلزماته، وتزدحم الطرقات بالباحثين عن الفرح بعد شهر من الصيام.

غير أن هذه المظاهر، تختفي جميعها هذا المساء، إذ تسكن الصدمة من هول ما خلّفته الحرب من تدمير، وقتل، وجوه الأهالي والعائلات النازحة من بيوتها (150 ألف نازح وفق مؤسسات حقوقية).

واختفت هذا المساء، رسائل وبرقيات التهنئة التي يتبادلها الغزيون، عبر هواتفهم المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي.

ودشن ناشطون فلسطينيون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" هاشتاج بعنوان "#عيد_شهيد".

وقال ناشطون إنّ عيد غزة "ألف شهيد"، وأنّها تحت القصف الإسرائيلي، ولا يمكن لها أن تحتفل بالعيد.

وشرعت إسرائيل قبل 21 يوما، بشن حرب على قطاع غزة، وأطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الخميس الماضي (17 تموز/ يوليو) بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، أدى إلى مقتل 1062 فلسطينيا حتى مساء الأحد، وإصابة 6030 آخرين.

وتسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، إلى جانب الشهداء والجرحى، بتدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1680 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

في المقابل، قتل 43 جنديا وضابطا إسرائيليا وثلاثة مدنيين، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 80 جنديا إسرائيليا وأسرت آخر.
التعليقات (0)