قالت صحيفة "إندبندنت" أن احتمال
استقلال إقليم
كردستان الخاضع للحكم الذاتي صار أكثر واقعية بعد احتلال القوات الكردية الخميس الماضي مدينة
كركوك والتي يسميها بعض الأكراد قدسهم.
ونقلن الصحيفة عن كردية اسمها سعيدي كركوك قبل يومين قولها "إنه أحد أجمل أيام حياتي؛ وكدت أبكي عندما دخلت المدينة"، وأضافت أن الكثير لا يستطيعون التعبير بكلمات عن ماذا تعني كركوك بالنسبة لهم. ويصرون أنه لا علاقة للنفط بذلك مع أنه بالتأكيد يؤمن مستقبل أي
دولة كردية إن قامت فكركوك تحتوي على رابع أكبر حقل نفط وينتج تقريبا نصف إنتاج
العراق.
وقالت سعيدي عن كركوك: "إنها القلب ولا نستطيع العيش بدونها".
ويؤكد الأكراد أن دخولهم إلى كركوك كان بناء على طلب من الحكومة العراقية ولكن الجيش العراقي أبدى مخاوف حيث وصف الفريق الركن علي غيدان ماجد قائد القوات البرية العراقية دخول القوات الكردية إلى كركوك بأنه "تطور خطير".
وتشعر سعيدي أن الفرصة الآن مواتية للحكومة الكردية المحلية لإعلان استقلالها عن العراق وتقول حاليا هناك الكثير من مزايا الدولة في مناطق الحكم الذاتي التركية مثلا عندها نظام تأشيرات زيارة خاص بها ولكنها لا تزال جزءا من العراق.
ويرى ريباز زيدباغي، وهو رجل أعمال لديه اهتمام خاص بسوق العمران والطاقة أنه يشعر أن سيطرة كردستان على كركوك حلت مشكلة طويلة أمام إعلان الاستقلال.
وأضاف "في الماضي كان هناك خلاف إن كان بإمكاننا أن نستقل بدون كركوك ولكن الآن تقع معظم الأراضي الكردية تحت سيطرة القوات الكردية".
ويرى زيدباغي أنه آن الوقت لإنهاء هذا الزواج الغير سعيد مع العراق ويقول "الآن هو الوقت الصحيح وعلينا أن نعلن استقلالنا لأنه لا أحد سيعطينا إياه".
وأشارت الصحيفة إلى أن زيدباغي يشعر بأن الاستثمارات ستبقى حيث تم استثمار الكثير ويقول"معظم المستثمرين استثمروا الكثير في العقار والنفط وليس من السهل المغادرة والمال له كلمة فلديهم الكثير من الأرباح يحققوها هنا فلن يستطيعوا المغادرة. المستقبل مشرق هنا فكم من الشركات الدولية فتحت أفرعا لها هنا؛ إكسون موبيل، شيفرون وهاليبيرتون".
أما سافين ديزايي وزير الشؤون الخارجية فكان أكثر حذرا حول احتمال قيام دولة "حكومة إقليم كردستان سعت وتسعى بطرق قانونية لحل القضايا المتعلقة بوضع الإقليم ويجب أن يتخذ السكان أنفسهم القرار".
وأشارت الصحيفة إلى مستقبل كركوك كان سيقرر في استفتاء ومع أن المدينة هي نصف كردية تقريبا إلا أنه كان يسكنها غالبية تركمانية حتى عام 1927 حيث تغيرت تركيبتها بسبب اكتشاف النفظ.
ويقول عضو البرلمان الكردي المستقل رابون معروف "إن كركوك تدار عمليا من كردستان وستعود عاجلا أم آجلا إلى كردستان وستكون هذه العودة قانونية ودستورية. الاستقلال حلم كل الأكراد وسيصبح هذا الحلم يوما ما حقيقة ولكن لن نعلن استقلالنا دون كركوك".
ويرى أكراد أخرون عقبات كبيرة أمام الاستقلال فيقول العضو الكردي السابق في البرلمان العراقي محمود عثمان: "مجلس الأمن والأمم المتحدة يريدون للعراق أن تكون بلدا واحدا وكذلك إيران وتركيا ولا أظن أنهم سيسمحون بالانفصال".