سياسة عربية

صحف مصرية تحتفي برقص النساء تأييدا للسيسي

نساء مصريات يرقصن أمام إحدى لجان الاقتراع - ا ف ب
نساء مصريات يرقصن أمام إحدى لجان الاقتراع - ا ف ب
وجدت صحف مصرية في ظاهرة رقص بعض النساء أمام اللجان الانتخابية -تأييدا لعبدالفتاح السيسي مرشحا للرئاسة- مادة خصبة لتخصيص صفحات كاملة تبرز قصص هؤلاء الراقصات، ودوافع رقصهن، التي امتلأت بالإشادة بالسيسي، والهجاء بحق الإخوان المسلمين، الذين لا يشجعون الرقص، على حد تعبير بعضهن!
 
البداية من الوطن
 
جريدة "الوطن" الداعمة للانقلاب لم تجد أفضل من الصفحة الأخيرة لجذب القارئ إلى هذا المحتوى لعددها الصادر الثلاثاء.
 
وتحت عنوان: "فيها حاجة حلوة" نقلت الجريدة صور وقصص "سعاد وأولادها: "اللي متغاظ مننا.. يرقص زينا".. و"دينا وأمها: تصويت على واحدة ونص".. و"نوال من قدام اللجنة: غنوا ورايا".. و"عيلة أبو الخير ترقص على بُشرة خير"..و"دي جي بلية: رقصني يا جدع".
 
وأسفل صورة لها ولابنتها تقول: "الرقص بعد التصويت مباشرة"، قالت "الوطن" :"نهى عبدالحميد وابنتها دينا، قطعتا مسافة طويلة للذهاب إلى لجنتها الانتخابية في مدرسة أحمد بن طولون الابتدائية بالسيدة زينب، لانتخاب المشير عبدالفتاح السيسي، لم تتمالك نهى وابنتها نفسيهما بمجرد سماع أغنية «بشرة خير» حيث دخلتا في وصلة رقص للتعبير عن فرحتهما بالانتخابات الرئاسية.
 
"اللي هيفتح بقه ويقول لنا عيب الرقص هنشده ونرقصه بالعافية"، قالتها نهى مؤكدة: "مصر فرحانة وإحنا فرحانين عشانها.. هما ليه مستكترين علينا نرقص دي مصر أم الدنيا؟".
 
"نفسي أشوف السيسي وأقوله شكراً لأنك خلصتنا من إرهاب الإخوان"، قالتها نهى مستكملة: "جينا النهارده نديك صوتنا ونقولك انت كبيرنا وحبيبنا"!
 
"الوطن" روت أيضا قصة الحاجة نوال التي ملت الوقوف في الطابور، فقالت: "هو إحنا هنفضل ساكتين كده! مش هنهيص ولا إيه، لأ ده لسه بدري واليوم طويل"، ثم تقدمت خطوتين خارج الطابور، ورددت بصوت منخفض بعضا من كلمات أغنية «بشرة خير»، والتفت كل النساء حولها، وزادت حماسة الحاجة «نوال»، فانطلقت منها زغرودة، ودخلت بعدها في نوبة رقص وغناء «بشرة خير».. هي تغني، والنساء بالطابور يرددن من حولها، وسط تصفيق الجميع مع ألحان الأغنية، وصوت الحاجة «نوال».
 
توقفت المرأة الخمسينية فجأة، نظرت حولها: «يالهوي، كل دول بيغنوا، وبيقولوا ورايا، ده أنا طلعت مغنية أهوه».. ضحكت بعدها بصوت مرتفع: «يلا أهو يوم فرحة، وكلنا مبسوطين ماغنيش ليه، ده أنا كده هفضل أغني كل يوم وبكرة وبعده».. قالتها «نوال» ثم ضحكت وانطلقت بعدها وهي مندمجة في الغناء والرقص مرة أخرى وسط تصفيق، وتشجيع الجميع لها.
 
أما سعاد سليم التي روت "الوطن" قصتها أيضا فلم تعبأ -بحسب الجريدة- بكلام الناس، ولم يمنعها حياؤها من التمايل فرحاً وسط الطوابير المكتظة بالناخبين على أنغام أغنية «بشرة خير»، ففور إدلائها بصوتها في الانتخابات الرئاسية، قررت السيدة الأربعينية، أن ترقص هي وأولادها وأولاد أخيها، محمد وأحمد وأروى، للتعبير عن فرحتها بالانتخابات الرئاسية.
 
حرصت سعاد على ارتداء ملابس بألوان علم مصر، وأمسكت العلم نفسه في يدها، ولوحت به يميناً ويساراً أمام إحدى اللجان الانتخابية بحي عابدين. «النهارده فيه فرح، والسيسي العريس»، قالتها «سعاد» وهي ترقص مع أطفالها والناخبات المشاركات في اللجان الانتخابية، فخورة بكونها سيدة ترقص «من أجل مصر»، على حد قولها: «إحنا أجمل حاجة في مصر، وبنرقص فرحانين بصوتنا عشان البلد محتاجة لنا، ولازم ترجع مصر بلد الأمن والأمان من جديد».
 
تحيا الستات
 
الأمر نفسه فعلته صحيفة "اليوم السابع" التي صدرت الثلاثاء بمانشيت يقول: "تحيا الستات"، وخصصت صفحتها الأخيرة بعنوان: "اللمة دي لمة ستات.. السيدات يبهرن العالم كالعادة.. تصويت.. ورقص.. وجد.. وحب لمصر". وأبرزت فيه الجريدة صور نساء محجبات من مؤيدات السيسي يرقصن، ويزغردن أمام اللجان الانتخابية!
 
رقصاتهن عنوان للأمل
 
جريدة "الأهرام" الوقور انضمت أيضا إلى القافلة، وخصصت موضوعها الرئيس في الصفحة الأخيرة من عددها الصادر الثلاثاء بعنوان: "بهجة في حب الوطن". وأبرزت فيه صورة عدد من النساء اللائي يتراقصن، ويتمايلن. وتحت عنوان: "بهجة في حب الوطن"، قالت الأهرام: "أمام كل لجنة.. كان غناؤهن عنوان البهجة.. ورقصاتهن كانت عنوانا للأمل.. بفرحتهن وجهن رسالة لا تخطئها الأعين: نعم.. نحن مطمئنات على مستقبل هذا الوطن، ونستبشر له كل الخير.. جدات وأمهات وشابات في مقتبل أعمارهن قدمن استعراضات ارتجالية راقصة تحمل «عدوى» البهجة لكل من يشاهدها، لتنضم بشكل لا إرادي لمهرجان الفرحة.. بعد أن غابت عن حياة المصريين، وتاهت وسط زخم الأحداث الدامية المؤلمة على مدى عامين تقريبا.. تحملهما المصريون بكل أوجاعهما في انتظار تلك اللحظة، ليثبتوا للعالم عشقهم لوطنهم، وحرصهم على إتمام استحقاقات خريطة المستقبل، ليستكملوا الرحلة الشاقة والأصعب من أجل بناء الوطن"!
 
ومن جهتها، قالت المصري اليوم: "العاصمة تنتخب الرئيس على أنغام "بشرة خير" و"تسلم الأيادي".. النساء يدلين بأصواتهن ووصلات رقص وزغاريد في اللجان"!
 
وفي الصعيد الرقص للرجال
 
ولأن الصعيد محافظ بطبعه، أشارت جريدة "التحرير" إلى رقص الرجال هناك فقالت: "الصعايدة يرقصون أمام اللجان.. والنساء طوابير".
 
وقال التقرير: "التصويت رقصا.. ليس شعارا انتخابيا، ولا عبارة تهكمية عابرة، لكنها "وصف حالة" لمشهد الناخبين المحتشدين في لجان محافظة قنا، حيث سادت أجواء احتفالية مبهجة تخللتها رقصات الناخبين عقب إدلائهم بأصواتهم".
 
وخصصت الجمهورية صفحتها الثامنة تحت عنوان: "رقص وزغاريد على أنغام الدي جي!".
 
"ليلة الحنة" بتاعة مصر
 
في هذا السياق كان جاذبا كاريكاتير مصطفى حسين في جريدة "الأخبار" الثلاثاء إذ جسد رسما لمواطن بسيط، وقد تحلق أبناؤه وزوجته وأحفاده من حوله، وهو يقول لهم: "ليلة الاتنين اللي فات يا ولاد، نزلت وسط البلد لقيت البلد مزهزهة، والله حسيت زي ما تكون "ليلة الحنة" بتاعة مصر".
 
و"ليلة الحنة" هي الليلة التي تتزين فيها العروس بالحناء طبقا للموروث الشعبي، باعتبارها الليلة التي تسبق الدخول الرسمي للعريس بعروسه أو "ليلة الدخول والزفاف"، التي أشار إليها مصطفى حسين بقوله -على لسان المواطن البسيط: "والله حسيت زي ما تكون "ليلة الحنة" بتاعة مصر"!
التعليقات (0)