قال
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الخميس، إنه "إذا ما جرت
الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، كما تم الاتفاق عليه بين
فتح وحماس، فإن من الواضح أن
حماس ستفوز في كل من غزة والضفة الغربية".
وأضاف ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية: "طالما أن هناك اتفاقا للسلطة الفلسطينية مع حماس فإن الاتفاق مع إسرائيل مستحيل".
وتابع: "لن نقبل حكومة تتلقى تعليماتها من حماس وهي منظمة تتحدث صراحة عن العنف والإرهاب ولا تعترف بحق إسرائيل بالوجود ولا تعترف بالاتفاقات السابقة".
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أنه "من غير الممكن توصّل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق سلام إذا ما تمسّك الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتفاق المصالحة مع حركة حماس".
ومضى قائلاً: "لقد بات واضحا أنه عندما اختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوحدة مع حماس فإنه بات من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "عباس يمارس الإرهاب السياسي فيما تمارس حماس الإرهاب الكلاسيكي".
ورجّح ليبرمان أن يتواصل الضغط الدولي على إسرائيل للاستمرار في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وإن كان أكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية "دعمت" قرار إسرائيل إلغاء الاجتماع التفاوضي الذي كان من المقرر عقده أمس مع الفلسطينيين ردًا على اتفاق المصالحة الفلسطينية، وفق قوله.
ووقّع أمس الأربعاء، وفد فصائلي من منظمة التحرير مكلف من الرئيس الفلسطيني، اتفاقاً مع حركة حماس في قطاع غزة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون خمسة أسابيع، وهو التوقيع الذي رحبت به دول عربية إلى جانب الأمم المتحدة، فيما أعربت واشنطن عن "خيبة أملها" إزاءه، بينما جاء الرد الإسرائيلي عليه غاضباً وسريعاً، حيث قضى بإلغاء جلسة تفاوض كانت مقررة في اليوم نفسه مع الجانب الفلسطيني، فضلاً عن تخيير نتنياهو، عباس، بالسلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس.
وتفاقمت الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب فوز الأخيرة، بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في كانون الثاني/ يناير 2006.
وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف حزيران/ يونيو 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على القطاع، الذي يسكنه حوالي 1.8 مليون نسمة، وتحاصره إسرائيل للعام الثامن على التوالي.
وكانت حركتا "فتح" و"حماس" توصلتا إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، غير أن هذين الاتفاقين لم ينفذا.