صحافة عربية

مصر المتشحة بالسواد في اليوم الثالث لسيرك الرئاسة

الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الخميس
الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الخميس
من يطالع الصحف المصرية الصادرة الخميس 3 نيسان/ أبريل 2014 سيرى مصر المتشحة بالحزن والسواد من جراء التفجيرات الثلاثة التي ضربت محيط جامعة القاهرة بميدان النهضة الأربعاء، وهذا الاستنزاف اليومي لمقدرات الأمة في محاربة عدو غير بادي الملامح اسمه "الإرهاب".

وقد تصادف أن تأتي التفجيرات الصادمة للرأي العام، في اليوم الثالث للسيرك المعقود للانتخابات الرئاسية المزمعة، فأخلت مكانها لها في الصدارة.

توسعت الصحف في تغطية تفاصيل التفجيرات، وما أسفرت عنه من مقتل عميد شرطة، وإصابة ثمانية بينهم لواء، وإعلان منظمة مجهولة تسمى "أجناد مصر" مسئوليتها عنها.

واهتمت برصد ردود الأفعال الرسمية، أكثر من اهتمامها بردود الأفعال الأهلية. ومارست تعتيما متعمدا بحق إبراز إدانة المعارضة السلمية وطلاب الجامعة لها، وفي الوقت نفسه: استمرار زخمهم الثوري الرافض للانقلاب الدموي، وآثاره، باعتباره -في حد ذاته- "إرهابا".

وبينما تجاهلت الصحف إبراز إجماع المعارضة بجميع تياراتها واتجاهاتها، وفي القلب منها جماعة "الإخوان المسلمين"، على إدانة التفجيرات؛  حاولت صحف صفراء إلقاء المسئولية عنها -كالعادة- على عاتق الجماعة المثخنة بالقتلى، والاعتقالات، والاستهدافات من قبل النظام الانقلابي بالتصفية والإبادة: المادية، والمعنوية.

والأمر هكذا اعتمدت الصحف على صور الانفجارات وآثارها، وحاولت استثمارها في الصراع السياسي القائم بين سلطة الانقلاب ورافضي الاعتراف به، واتخذت منه وقودا لإضفاء مشروعية على تلك السلطة التي تحاول أن تستمد شرعيتها من وجود هذا الإرهاب، وإعلان الحرب عليه، كنا تكرر في أدبيات القائمين به، منذ اللحظة الأولى لوقوعه.

وعلى استحياء طرحت صحف تساؤلات حول مكان التفجيرات الذي يفترض أن يكون تأمينه على مستوى عال.

عناوين "الإرهاب" تقطر دما

متصفح صحف الخميس سيقرأ قصصا من عينة: "مسامير تخترقت قلب العميد، وزوجة الشهيد: "احتضن نجليه، وأوصاني بهما"، ووزير الداخلية في المترو (الأهرام).

و"بالصور والشهادات من داخل مستشفى الشرطة: بكاء وإغماءات أهالي ضحايا انفجار جامعة القاهرة..زملاء الشهيد: صاحب الضحكة الدائمة ولم نصدق أنه مات بجوارنا (الوطن).

وسيرى القاريء صورة زوجة عميد الشرطة، بحجابها، والآلآف وهم يشيعون العميد طارق المرجاوي في جنازة رسمية، وآثار الانفجار على إحدى السيارات أمام كلية الهندسة، وانفراد عدسة صحيفة "الأخبار" بتسجيل لحظة انفجار القنبلة الثالثة، وخبراء المفرقعات في موقع تفجير تمركز الشرطة، وحالة الذعر في أثناء إنقاذ الضحايا، وصور المصابين بمستشفى الشرطة والمعادي العسكري.

كما سيرى صور: آثار الانفجارات الثلاثة أمام جامعة القاهرة، والفزع الذي أصاب المواطنين بعد التفجيرات، وخبراء المعمل الجنائي خلال معاينتهم موقع التفجير الإرهابي، ولحظة الانفجار، وموقع الحادث بعد الانفجار، والعميد طارق المرجاوي بعد مقتله بلحظات.

وسيطالع عناوين الصحف المتشابهة، كأنها تخرج من مشكاة واحدة، فهذه صحيفة الأهرام تقول: دماء الشهداء على أسوار الجامعة .. استشهاد عميد شرطة وإصابة 8 بينهم لواء في تفجيرات إرهابية بميدان النهضة.

وقالت الأخبار: قنابل على أبواب الحرم الجامعي.. 3 انفجارات تهز ميدان جامعة القاهرة .. استشهاد عميد شرطة وإصابة لواء و5 ضباط.. إبطال عبوة ناسفة بسيارة مفخخة.. الجماهير تودع الشهيد وتطالب بالقصاص.

ومن جهتها، قالت الجمهورية: الأشجار المفخخة.. 3 عبوات ناسفة تضرب محيط جامعة القاهرة.. استشهاد عميد شرطة وإصابة نائب مدير أمن الجيزة و7 ضباط وجنود .. محلب وصدقي وإبراهيم تقدموا جنازة الشهيد.. شقيقته: كان يقول دائما "العمر واحد والرب واحد".. رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ينعيان شهيد الوطن: الحادث الجبان لن يثني الدولة عن إجرءات ردع الإرهاب.. أجناد مصر تعلن مسئوليتها.. الأزهر: الإسلام لا يجيز قتل الأبرياء.. المفتي: هدفها عرقلة المسيرة الوطنية.. البابا تواضروس: الله سينتقم من أجل الدماء البريئة.

وقالت المصري اليوم: الإرهاب يبدأ مرحلة جديدة.. 3 تفجيرات تودي بحياة ضابط وإصابة 6.. و"أجناد مصر" تتبنى العملية.. والحكومة تبحث اليوم تغليظ العقوبات.

وجاءت المقدمة كالتالي: "وجهت الجماعات الإرهابية التابعة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ضربة نوعية جديدة، أمس، واستهدفت قوات الشرطة في محيط جامعة القاهرة".

ويلاحظ هنا هذا الربط المتعسف بين التفجيرات و"جماعات إرهابية تابعة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي"، على حد تعبير "المصري اليوم".

وغير بعيد، قالت الوطن: الإرهاب يفجر قلب جامعة القاهرة.. والدولة ترد بالقبضة الحديدية.. استشهاد عميد شرطة وإصابة 7 ب"3 قنابل".. صدقي يجري اتصالات مع قادة الجيش.

وقالت المقدمة: "كشفت مصادر سيادية مسئولة أن الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، أجرى عدة اتصالات ولقاءات مع قيادات الجيش، عقب التفجيرات الإرهابية التى وقعت فى محيط جامعة القاهرة، صباح أمس، وأوضحت أن المناقشات تركزت على تطوير خطط مواجهة الإرهاب، بالتعاون مع الشرطة، وتطبيق خطة "القبضة الحديدية"، بعد أن أثبتت التحريات الأولية تورط "جماعة أنصار بيت المقدس"، بالتعاون مع عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى، فى تلك التفجيرات".

وأضاف التقرير: "أفادت مصادر بجهاز الأمن الوطنى لــ"الوطن" أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى معلومات تؤكد أن طلاب الإخوان استعانوا بعناصر إرهابية من خارج الجامعة لتنفيذ تفجيرات أمس، كما توصل جهاز الأمن الوطنى إلى معلومات أولية تفيد بتورط طلاب بكليتى الهندسة والطب فى صناعة العبوات المستخدمة، وتجرى حالياً تحقيقات مع عدد من الطلاب المتورطين الذين يشتبه فى انتمائهم لـ"أنصار بيت المقدس" و"أنصار الشريعة".

ويلاحظ هنا أن "الوطن" نسجت على منوال "المصري اليوم"، وتخلت كل منهما عن المهنية والحياد، وزعمت وجود رابط بين "جماعة أنصار بيت المقدس" مع عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى"، بحسب تعبير الجريدة، على الرغم من أن "جماعة أنصار بيت المقدس" لم تعلن مسؤوليتها عن الحادث أصلا، بينما أدانه "الإخوان" بشكل قاطع.

كما يلاحظ أن الصحيفة حاولت إلصاق تهمة التفجيرات بطلاب الجامعة، زإيجاد رابط بينهم وبينها، من أجل تخضيد شوكتهم، وإرهابهم عن الاستمرار في مظاهراتهم السلمية.

ومن جهتها، قالت الشروق: إرهاب القنابل يضرب جامعة القاهرة.. استشهاد عميد شرطة وإصابة 5 بينهم لواء في انمفجار 3 عبوات ناسفة.. و"أجناد مصر" يتبنى الحادث.. الطب الشرعي: 3 مسامير اخترقت صدر الشهيد.. واللجنة الأمنية: تكثيف الدوريات بين الجيش والشرطة.. والسيسي وصباحي يدينان الحادث.

فيما قالت الوفد: "الإرهاب يضرب "أمن الجامعة".. تفجير قنبلتين في وحدة قيادة تأمين هندسة القاهرة.. استشهاد عميد شرطة وإصابة 6 ضباط بينهم نائب مدير أمن الجيزة والقبض على 20 طالبا متورطا في الحادث".

"اليوم السابع" حالة خاصة

بينما لجأ بعض الصحف الصادرة الخميس إلى المعالجات الخبيثة التي ربطت بين جماعة الإخوان المسلمين وطلاب الجامعات أو من يُطلق عليهم "طلاب الإخوان" من جهة، وحوادث التفجيرات من جهة أخرى، عبر دسها في المتن والمعالجات دون العناوين، كما بينا في حالتي المصري اليوم والوطن؛ تطرفت جريدة "اليوم السابع" وتحولت إلى قاض، ومع صورة لآثار الدماء على ضحية، قالت الجريدة: "الكيل طفح..إرهاب الإخوان برعاية الثغرات الأمنية.. تنظيم "أجناد مصر" يعلن مسؤوليته عن أحداث الجامعة.. ويتوعد بالمزيد من العمليات الإرهابية.

وأضافت اليوم السابع: 3 قنابل مزروعة في أشجار جامعة القاهرة تقتل ضابطا وتصيب خمسة.. مفاجأة.. صفحة "هندسة" حذرت من التواجد في الجامعة قبل 14 ساعة من الانفجار.. وزير الدفاع يشارك في جنازة الشهيد.. والمصابون: كنا نحاول السيطرة على شغب طلاب الإخوان فوقع الانفجار.. الداخلية تطلب تفريغ كاميرات جامعة القاهرة.. ومصادر تؤكد التحفظ عليها من قبل أجهزة الأمن والنيابة.. التفجير الثالث يكشف الضعف الأمني والشرطة لم تقم بإخلاء المنطقة والتمشيط الدقيق لمنع حدوث كارثة.

وانفردت "اليوم السابع" بصور حصرية تبرز: أول لحظة مصورة للانفجار ترصد ارتباك الأمن والمواطنين.. ورجال الأمن لحظة الانفجار الثاني والبحث عن مشتبهين بالمنطقة.. والأمن والمواطنون يحاولون إنقاذ المصابين قبل الانفجار الثالث.
 
وخصصت الجريدة صفحة كاملة هي الصفحة  السادسة بعنوان: بالوثائق.. أسرار تنظيم طلاب الإخوان.. ودوره في إشعال حرائق الجامعات.. الخطة تهدف إلى تعطيل الدراسة ونشر الفوضى.
والملحوظ هنا: التناقض الفج بين اتهام "إرهاب  الإخوان" كما زعمت الجريدة بالوقوف وراء التفجيرات.. في حين أبرزت إعلان تنظيم "أجناد الأرض" مسؤوليته عن الحادث.. لكنها تستخدم تعبير "أحداث الجامعة" كي تخلط الأوراق على القاريء، كأن للتنظيم يدا في تلك الأحداث التي تشمل مظاهرات الطلاب السلمية.

توظيف الحادث لصالح السلطة

حاولت صحف الخميس توظيف التفجيرات لصالح الإجراءات القمعية التي تقوم بها حكومة الانقلاب. فكشفت الجمهورية عن: تشريعات جديدة لمواجهة الإرهب اليوم.

وقالت الأخبار: فهمي بحث مع وزير الخارجية البريطاني جرائم الإخوان ويكشف عن عرض مصر تمويل سد النهضة!

وذكرت المصري اليوم أن: اتصالات مكثفة مع لندن بعد قرار التحقيق في أنشطة الإخوان.. طوسون: الجماعة أعدت ملفا عن مواقفها من العمليات الإرهابية الأخيرة.

ومن جهتها، زعمت الوطن أن: خطة العنف من 4 إلى 25 أبريل: مظاهرات في المحافظات وتصعيد في الجامعات.. وحشود لاقتجام الميادين.

وقالت المقدمة: "واصلت المكاتب الإدارية لتنظيم الإخوان الإرهابي أمس  اجتماعاتها على مستوى المحافظات لوضع خطط نشر العنف في المظاهرات التي دعا إليها ابتداء من غد وحتى 25 أبريل ذكرى تحرير سيناء، حيث تنتهي باقتحام الميادين".

أما المصدر في هذه المزاعم فهو " عصام محمد"، وهو أحد الكوادر الشبابية بالتنظيم، كما ذكرت الجريدة!

كما قالت الوطن: لندن تزلزل كيان "الإرهابية".. و"التنظيم" في النزع الأخير.

إلى ذلك، قالت الشروق: مصير "إخوان لندن" في محادثة هاتفية بين فهمي وهيج..  فيما قالت اليوم السابع: رعب إخواني من غلق مكتب بريطانيا.. محل كباب بكشف أسرار عمليات الإخوان الإرهابية في لندن.. ومنير يستعد لتحقيقات كاميرون.

اليوم الثالث لسيرك الرئاسة

تاليا لاهتمامها بالتفجيرات، اهتمت صحف الخميس باليوم الثالث لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المزمعة يومي 26 و27 آيار/ مايو المقبل.

فنقلت الأهرام عن وزير التنمية المحلية: عادل لبيب: 53 مليون ناخب يتمتعون بحق التصويت.
ونقلت الأخبار أن "هدى الليثي أول سيدة تخوض انتخابات الرئاسة.. 45 ألف توكيل للسيسي وحملة صباحي تشكو من التجاوزات".

وتحت عنوان "الطريق إلى الرئاسة"، خصصت المصري اليوم صفحيتن للقول: المصري اليوم تنشر الخطط الاقتصادية في برنامجي السيسي وصباحي.. المشير يركز على الفقر والجهل.. وحمدين يهتم بتفكيك دولة الفساد.

ونقلت الوطن عن: عضو باللجنة الاستشارية لحملة السيسي: تلقينا عشرات المقترحات.. ومهمتنا تقييمها..منصور عامر طرح أفكارا لم تصل ل"السيسي"... والبرنامج شارك في إعداده خبراء في جميع المجالات.

ومع صورة لمؤيدي السيسي، وهم ينقلون توكيلات لمقر حملته الانتخابية، قالت الشروق: نتائج الفحص الطبي للسيسي خلال أسبوع .. والعدل تحقق في شكاوى صباحي.

فيما قالت اليوم السابع: أسرة السادات تحرر توكيلات للسيسي.. وفريد خميس يعلن براءة حمدين من تهمة التمويل.

وذكرت الوفد أن: 88 ألف توكيل في اليوم الثالث لسباق الترشيحات.. السيسي يحصد نصيب الأسد وحملته تنفي وجود خلافات حول البرنامج.

وتابعت الوفد: مرشحون لكن ظرفاء.. أبو الفتوح: الإعدام بالخازوق للمجرمين.. وشلتوت: أطالب بعودة الملك فؤاد.

قضايا واهتمامات

بجانب تركيز الأضواء على حوادث التفجيرات وسباق الرئاسة، اهتمت صحف الخميس بعدد من القضايا والاهتمامات، فقالت الأهرام: إزالة 3 آلاف حالة تعد على الأراضي الزراعية خلال شهر.

وقالت الأخبار: مبارك يصاب بالبرد.. تأجيل محاكمة القرن إلى 7 أبريل.

وفيما يتعلق بمبارك أيضا، انفردت المصري اليوم بمانشيت يقول: "مبارك في حديث خاص ل"المصري اليوم" ينفي شائعتي وفاته وترشحه: الشعب قال كلمته واختار السيسي.. صباحي مفيش منه فايدة ولو نجح هيضرب الناس بالشلوت.. الإخوان زي الصهاينة.. وأمريكا بتضغط علشان يرجعوا وعملوا معايا كده وأنا كنت "متربس"(!)

كما اهتمت المصري اليوم بانقطاع الكهرباء، وذكرت أن: الكهرباء تضع خريطة استرشادية بمواعيد ثابتة لقطع التيار.. محمد شاكر (وزير الكهرباء): دخول 2400 ميجاوات للشبكة القومية بحلول منتصف يونيو.
وأخيرا، قالت الوفد: محلب: استيراد شحنات وقود إضافية لمنع انقطاع الكهرباء.. كما نقلت الوفد عن وزير التموين تصريحه ل"الوفد": منظومة الخبز فاسدة.
التعليقات (0)