ملفات وتقارير

مشاكل برج خليفة.. جشع وتراجع في الخدمات

أبراج دبي (أرشيفية) - أ ف ب
أبراج دبي (أرشيفية) - أ ف ب
قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أنه بالرغم من دفع سكان برج خليفة 40 ألف جنيه استرليني في السنة ليعيشوا في أرقى الأماكن في دبي يحظر عليهم استخدام قاعات الرياضة وساحات التنس، ويخشون منعهم من استخدام المصاعد في أعلى بناية في دبي.

وأشار التقرير الذي أعده المحرر الاقتصادي في الصحيفة جيم آرميتاج إلى الغلاء الذي يكتنف خدمات أطول بناية في العالم، ما يضطر الشركة المالكة للبرج منع بعض الخدمات عن سكان البناية.

ويبدأ بوصف المنظر من شقة على الدور 98، وهي مسكن للسيدة ماهي غولتشين- ديبالا وعائلتها، حيث يستطيعون النظر إلى الخليج من أحد النوافذ، ومن النافدة الأخرى رمال دبي، وتحتهم الجزيرة الصناعية التي تشكل خارطة العالم بلونها الأبيض مع خلفية البحر الزرقاء. ويظهر تحتهم فندق "أتلانتيس"، وكأنه مسطح من ارتفاع 800 متر من برج خليفة.

وتقول السيدة غولتشين- ديبالا إن "أجمل ما في الشقة عندما تكون هناك غيوم فإنك تكون محاطا باللون الأبيض فقط، وتستطيع أن تمد يدك من النافذة وتلمس الغيوم".

ويضيف الكاتب أنه من "الطبيعي أن يكون أهل دبي فخورون ببرجهم المبني من الحديد والإسمنت والزجاج، والذي يلامس سماء هذه المدينة الصحراوية، فالبرج أعلى بناية في العالم بمدينة هي الأسرع نموا في العالم".

ولكن يرى آرميتاج أنه "بالنسبة للسكان الذين يقطنون الشقق الراقية البالغ عددها ألف شقة، فإن خدمات "القفازة البيضاء" التي اشتهر البرج بها بدأت بالتراجع إلى أدنى مما يتوقعون، وخاصة أن شقة مؤلفة من غرفتي نوم تكلف في حدود 40 ألف جنيه في العام وأكثر من ذلك إذا أردت أن تطل الشقة على النوافير في أسفل البرج (وهي بالطبع أكبر النوافير في العالم)، حيث أن بعض قاطني الشقق وجدوا أن بطاقاتهم لا تسمح لهم بدخول صالة الرياضة ولا المسبح ولا ساحات التنس، وبعضهم يخشى أن تغلق المصاعد في وجوهم – مسألة ليس فيها مزاح بالنسبة لشخص يسكن في الدور الـ 98".

 ويقول إن "المشكلة في مالك البرج وهي شركة اعمار، بالإضافة إلى أن عددا من ملاك الشقق يتأخرون في دفع فواتير الخدمات، وبعضهم لم يدفع حتى بعد التذكير المتكرر، ولذلك تقول اعمار إنها بدأت بسحب الخدمات العامة لقاطني الشقق".

وتقول السيدة غولتشين- ديبالا التي تملك شققا في البرج، إن المالك ليس من يعاني، بل المستأجر "لأنه عندما يتوقف مالك العقار عن دفع الفواتير فإن الخدمات تسحب من المستأجر"، حتى أن حديثا يجري بأن اعمار قد تعلق قائمة بأسماء المتخلفين عن دفع الفواتير في رواق البرج، وفق الكاتب.

ويعود عدم دفع الفواتير أحيانا -بحسب الصحيفة- إلى جشع الملاك، ولكن في أحيان أخرى التكلفة الباهظة، حيث تكلف الشقة بغرفتي نوم 1.1 مليون جنيه، ويجد المالك نفسه يدفع 155 ألف جنيه خدمات فوق ذلك، وهناك احتمال أن ترتفع بنسبة 27%.

وتقول غولتشين-ديبالا: "قد يكون الناس في دبي لا يدفعون الضرائب، ولكنهم يدفعون الرسوم، وبعض الناس لا يستطيعون دفع الرسوم، وبعضهم لم يدفع الرسوم لعامين أو أكثر".

والرسوم ليست وحدها هي التي ترتفع، ولكن أسعار العقارات ترتفع أيضا، وفي برج خليفة ارتفعت الأسعار بنسبة 25% خلال 2013، بحسب شركة "كلتونس" للعقارات.

ويقول أحد المستثمرين إن ما زاد الأسعار هو عدم الاستقرار في بلدان عربية أخرى بسبب "الربيع العربي"، ما جعل مستثمرين من تلك البلدان يشترون عقارات في دبي، هذا بالإضافة لبعض الناس الذين يشترون العقارات كطريقة لغسيل الأموال.

وكذلك أسعار الإيجار، فهي ترتفع في دبي كما تقول سارة السعيد، متزوجة وأم لطفلين، ما اضطرها لتغيير سكنها أربع مرات منذ وصلت إلى دبي عام 2008. 

وقالت لبلومبرغ إن الوضع "جنوني (...) فعليك أن تنتقل من بيتك كل سنتين حيث لا تشعر بالاستقرار في سكنك، فأنت تحت رحمة المالك الذي ليس له هم إلا كسب المزيد من المال".

وكانت الأجور ارتفعت بنسبة 15% العام الماضي، ما ضغط على مجتمع الوافدين الذي يشكل 80% من السكان. وكون دبي فازت باستضافة "اكسبو 2020" سيجعل الحياة أكثر غلاء، وهذا ما يخشاه المقيمون.

و"تشكل الصعوبات التي تواجها اعمار في تحصيل الأموال من زبائنها في برج خليفة مفارقة مثيرة للدهشة، لأن مشروع البرج كان على وشك الإفلاس قبل أن يبدأ، لولا براعة حاكم دبي في التفاوض مع الجارة الغنية بالنفط أبو ظبي، حيث استطاع تحصيل 25 مليار دولار لسداد ديونها منها، ولذلك غير اسم البرج من برج دبي إلى برج خليفة" وفق الصحيفة.

وتابع "قيل أن حكام الإمارات المجاورة كان يسخرون من دبي التي تنفق مليار جنيه استرليني على بناية واحدة، بينما كانت تعصف بها أزمة اقتصادية، ولكن كالعواصف الرملية التي تضرب دبي بين الفينة والأخرى ما تفتأ أن تزول، فعدا اسم البرج لم يبق أثر للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالإمارة". 

واختتم الكاتب قائلا إنه "وكما خطط لها قائدها ومالك إسطبلات "جودولفين" الشيخ مكتوم خطط للإمارة من البداية أن تعوض لنقص البترول فيها بأن تصبح مركزا تجاريا عالميا، ومركز تمويل إقليمي". متسائلا "هل يستطيع  الشيخ أن يضع حدا لأسعار العقارات التي تسبب التجار في رفعها لدرجة لا يقدر عليه الوافدون الذين كان يأمل الشيخ بأن يجذبهم لدبي".
التعليقات (1)
ياسين
الأحد، 11-09-2016 01:53 م
إسم ياسين أعجبني هذا الخبر وأتمن أن يقرءه الجميع.