قالت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها اليوم إن
السعودية وإيران تصران على خطط غير واقعية لفرض السيطرة في الشرق الأوسط أو على الأقل حرمان الطرف الآخر من السيطرة.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الشرق الأوسط أصبح "رهينة حرب لا يستطيع أي طرف الانتصار فيها"، معتبرة أن "الصراع الدائر في المنطقة بين السنّة والشيعة؛ من لبنان إلى العراق هو حماقة إستراتيجية، مما يزيد الألم على حجم الخسائر البشرية".
وقالت الصحيفة "لو أردنا التعليق على الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات بيروت، أو الصراع الدائر في الفلوجة والرمادي أو في الغارات الأخيرة على حلب، لقلنا أن سقوطهم لا يخدم أي هدف منطقي".
ووصفت الصحيفة الأشخاص الذين يرتكبون المجازر على الأرض بأن "عقولهم مشوشة بالخوف والتعصب والعاطفة وحب الإنتقام ومبررات كثيرة"، وتساءلت "ولكن ماذا عن العواصم البعيدة التي تقف خلف سفك الدماء؟".
وقالت الغارديان "نحن هنا لا نعني واشنطن، فبينما تتحمل أمريكا الكثير من المسؤولية عن إذكاء الحرب الطائفية باحتلالها العراق، وتحاول التأثير على هذا الصراع، إلا أنها ليست القوة الرئيسة المحرّكة له، بل يعود "الشرف" في ذلك لإيران والسعودية اللتان تصران على خطط غير واقعية لفرض السيطرة على المنطقة، أو على الأقل حرمان الطرف الآخر من هذه السيطرة".
وأضافت "بالنسبة لإيران، فعليها أن تعلم أو ينبغي أن تعلم أنه لا يمكن تحويل العالم العربي السنّي إلى ولايات خاضعة لطهران. فهذا ما يتنافى مع الحقائق التاريخية والديمغرافية والولاءات الإثنية"، وحتى لو كان "العراق يتناغم حاليا مع المعزوفة
الإيرانية، أو كون بشار سيبقى في السلطة بدعم من إيران وحزب الله، أو كون حزب الله لا يزال لاعبا قويا وعنيفا في السياسة اللبنانية".
وتوضح ذلك قائلة إن "العراق سيدرك عاجلا أم آجلا أن مصالحه تختلف عن مصالح ايران رغم الرابط الطائفي بين البلدين. وسوريا ستحكمها الأكثرية السنيّة عاجلا أم آجلا، فمن يتخيل سوريا تحكمها الأقلية العلوية بعد 10 سنوات من الآن مثلا؟". أما "لبنان فإن قبضة حزب الله على الحكومة ستخف عندما تتغير سوريا وربما قبل ذلك".
وتضيف الصحيفة أما "خطأ الرياض الإستراتيجي فهو انعكاس لخطأ طهران. فالسعودية كبلد صغير في كل شئ عدا المساحات الصحراوية الهائلة والبترول، بعيد عن المراكز الرئيسة لأهل السنّة، فكيف يمكن له أن يتخيل أن يتسلم راية الإسلام السنّي لفترة طويلة أو قصيرة؟!".
وتوضح الصحيفة أكثر قائلة "كيف للسعودية أن تتجنب تقوية المتعصبين السنّة المعارضين لها؟ وكيف تتخيل أنها تستطيع أن تركّع طهران؟".
وتنتهي الصحيفة إلى القول إن إيران "ستتعلم بمرور الوقت الحدود الطبيعية لتأثيرها في العالم العربي"، حتى لو كانت ماردا "بالنسبة للسعودية التي تحوي على أقل من نصف سكان ايران، وتعاني من قلة الأراضي الزراعية والمياه، وميزتها الوحيدة أن لديها نفط أكثر".
وتختم بالقول "بالتأكيد يوجد في كل من الرياض وطهران رجال يملكون من الحكمة ما يكفي كي يدركوا حماقة ما يقومون به".