ملفات وتقارير

حرق سيارات الشرطة.. أحدث تكتيكات "الحراك السلمي"

مشهد من مسيرات "الشعب يشعل ثورته" - الأناضول
مشهد من مسيرات "الشعب يشعل ثورته" - الأناضول
بات مشهد حرق المتظاهرين لسيارات الشرطة متكررا في الفترة الأخيرة، وتحول إلى ظاهرة ملازمة للفعاليات الاحتجاجية التي ينظمها مؤيدو الشرعية.

ويقول مراقبون إن هذا التكتيك الجديد الذي يتبعه المتظاهرون يأتي استجابة لدعوات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتصدي للقمع الأمني لعنف الشرطة، من خلال ما أسمَوه "العنف السلمي" الذي يتمثل في حرق مركبات الشرطة التي تحاول تفريق تظاهراتهم المعارضة للانقلاب.

ويبدو أن هذه الدعوات أصبحت تلقى استجابة سريعة، إذ وصل عدد سيارات الشرطة التي أُحرقت خلال الأسبوعين الماضيين إلى العشرات، وخلال يوم الجمعة فقط تم إحراق 14 سيارة في محافظات مختلفة.

التجرية الإيرانية

ويقول نشطاء إنهم استلهموا فكرة حرق سيارات الشرطة من الثورة الإيرانية التي يعكفون على دراستها واستخلاص العبر منها ومن ثورات أخرى معاصرة، مؤكدين أن الأثر الإعلامي والنفسي لمشهد سيارة شرطة تشتعل فيها النيران يعادل تأثر مسيرة بها 10 آلاف متظاهر.

وأكدوا أن الشعب الإيراني نجح في هزيمة الأمن خلال الثورة بإحراق أي سيارات للشرطة، فأصبحت القوات غير قادرة على نقل الجنود من مكان لآخر، فاضطرت للبقاء في المعسكرات لحمايتها من اقتحام الشعب لها، وترتب على ذلك انقطاع خطوط الإمداد لقوات الأمن، ما أدى في النهاية إلى انتصار الثورة.

وانسحبت الشرطة من عدة مواجهات مع المتظاهرين في حلوان والهرم والإسكندرية، كما استطاع متظاهرون الضغط على الداخلية وإخلاء سبيل معتقلين في بورسعيد والإسكندرية وأسيوط بعد التهديد بحرق أقسام شرطة كانوا محتجزين فيها.

للسلمية وجوه كثيرة

وقال أحمد عبد العزيز المستشار الاعلامي للرئيس محمد مرسي على "فيس بوك": ليس بالضرورة أن يقتصر حرق سيارات الشرطة أثناء المواجهات، يمكن أن يتم ذلك في أي وقت، مشيرا إلى أن كل ما دون القتل فهو سلمية.

ووجه حديثه لرافضي الانقلاب، قائلا: تحت هذا السقف اصنعوا ما شئتم، وفي أي وقت؛ كل أشكال الرد السلمي على همجية الشرطة يعد دفاعا شرعيا عن النفس.

كما دعت صفحة "حركة 7 الصبح" على "فيس بوك"، أعضاءها إلى حرق سيارات الشرطة التي تتعرض للمسيرات، داعية إلى التقليل من مشاركة السيدات والاكتفاء بالشباب حتى لا يفسدوا عليهم لحظات "الأكشن"، على حد وصفهم.

ونشرت الصفحة أيضاً، صورة لسيارة شرطة تحترق، وكتبت على الصورة الآية الكريمة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

وحث عمرو فراج، مدير شبكة "رصد" الإخبارية المتظاهرين على مواصلة هذا النهج، قائلًا فى تدوينة له على"فيس بوك"، يوم الجمعة: "إن حرق المتظاهرين سيارة شرطة عمل يبعث البهجة فى النفوس ويشرح الصدور".

ويلاحظ المتابع للبيانات الأخيرة لتحالف دعم الشرعية وجود عبارات التهديد بالتصدي لقوات الأمن والبلطجية، وتثمينه لصمود الثوار أمامهم وإجبارهم الشرطة على الانسحاب.

ومع تأكيد التحالف دوما على تمسكه الكامل بالسلمية، إلا إنه شدد في بيانه الخميس، على أن المتظاهرين سيحمون سلميتهم. وتابع: "لن نكون كالنعاج أمام اعتداءات قوات الأمن والبلطجية، وسنقطع أي يد تمتد على ثوار وحرائر مصر، فللسلمية أوجه كثيرة، والسلمية لا تعني الخضوع لاستبداد الطغاة، وسيستمر الزحف الثوري يحاصر النظام حتى تنسحب قوات الشرطة من المواجهات في كل شارع وكل ميدان، قبل إعلان القضاء على النظام الحاكم نهائيا وتعليقهم على المشانق في الميادين".

إقبال تاريخي على الحرق

وتبادل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات الساخرة على حرق سيارات الشرطة، فقالت صفحة "ألتراس مورسيان" على "فيس بوك" إن الإقبال على حرق سيارات الشرطة "تاريخي النهار ده".

وأصدر نشطاء قانونا ساخرا يقضي بمنع سيارات الشرطة من التواجد بالشوارع وقت التظاهر، و"السيارة التي تخالف ذلك تعرض نفسها للحرق"، وقال ناشط موجها حديثه للثوار "عربة نقل الجنود تحسب بسيارتين والمدرعة تحسب بثلاثة". 

وقالت صفحة "كلنا الشهيدة هالة أبو شعيشع"، إن إحراق سيارات الشرطة أصبح ظاهرة فى كل المحافظات، "ربنا ميقطعلنا عادة، هم ولاد حرام ويستحقوا كل شر".

وتهكم آخر قائلا: "وزارة الداخلية تهيب بشباب ا?خوان والرافضين ل?نق?ب ا?لتزام بتعليمات المرشد، مذكرين إياهم بقوله المأثور والحكيم: سلميتنا أقوى من الرصاص".

وتحولت الظاهرة إلى منافسة بين المدن والمناطق المختلفة في حرق أكبر عدد من سيارت الشرطة، كما يحرص المتظاهرون على التقاط الصور التذكارية أمام السيارات المشتعلة، ويقومون برفع علامات رابعة بعد إضرام النار بها.
التعليقات (0)