بدأت السلطة الحالية في
مصر في معاقبة شيوخ الدعوة
السلفية الذين أعلنوا رفضهم للانقلاب أو أصدروا فتاوى تحث المصريين على مقاطعة الاستفتاء على الدستور.
وكانت أحدث هذه الخطوات العقابية ما أعلنته وزارة الأوقاف من منع شيوخ الدعوة السلفية وقيادات مجلس شورى العلماء السلفي ومنهم أبو إسحق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب من الخطابة وإلقاء المحاضرات في المساجد في لأول مرة منذ ثورة يناير 2011.
وأوضحت الوزارة أنه يجب على أي شيخ الحصول أولا على تصريح من الأوقاف قبل إلقاء الخطب في المساجد للحد من ظاهرة اعتلاء المنابر من قبل غير المؤهلين.
وتم منع الشيخ أبو أسحق الحويني الاسبوع الماضي من إلقاء محاضرة بمسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر بدون أبداء أسباب، وترددت أنباء عن أن الجهات الأمنية كان وراء إلغاء المحاضرة.
وكان محمد سلماوي المتحدث باسم لجنة الخمسين لتعديل الدستور قد طالب وزارة الأوقاف باتخاذ التدابير اللازمة لمنع أي نقد للدستور على منابر المساجد التابعة للوزارة.
وقال سلماوي في مقال له الأحد إن التدابير التي اتخذتها الوزارة للحيلولة دون استخدام دور العبادة فى الأغراض السياسية ليست بالصرامة المطلوبة.
ورطة حزب النور
وتسبب شيوخ الدعوة السلفية مثل أبي إسحق الحويني ومصطفى العدوي وفوزي السعيد، بوضع حزب النور في حرج بالغ بعد إفتائهم بمقاطعة الاستفتاء على الدستور، واعتباره مخالفا للشريعة وصادرا عن سلطة مغتصبة للحكم.
ويؤكد مراقبون أن فتاوى شيوخ الدعوة السلفية أربكت حسابات حزب النور بسبب الشعبية الجارفة التي يحظى بهم هؤء الشيوخ بين أتباع التيار السلفي، ويتخذون قرارتهم تبعا لفتاوى شيوخهم.
وأفتى الشيخ أبو إسحق الحويني، عضو مجلس شورى العلماء، بمقاطعة التصويت على الدستور، قائلا إن الدستور مليء بالكثير من العوار، وتجب مقاطعة التصويت عليه.
كذلك اعتبر الشيخ مصطفى العدوي، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أن دستور 2013 لا يرضي الله ويخالف الشريعة الإسلامية، كما دعا الشيخ فوزي السعيد، لمقاطعة ا?ستفتاء على الدستور، استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية، واصفا حزب النور بالمشبوه والخائن بسبب دعمه للانقلاب وموافقته على الدستور.
وأوضح الدكتور محمد يسري إبراهيم، أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أن منتجات الانقلاب السياسية والدستورية والقانونية والاجتماعية تورث البلاد احتقانا ولن تجلب لها استقرارا.
من جانبه، طالب ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الشيوخ الذين يفتون بمقاطعة الاستفتاء بالتريث والاستماع إلى من شهدوا مناقشات
تعديل الدستور في لجنة الخمسين.
وقال الدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين المساعد لحزب النور، في تصريحات لصحيفة المصري اليوم، إن تلك الفتاوى سيكون لها تأثير قوي على شباب الحزب والتيار الإسلامي بشكل خاص، لكثرة محبيهم، مؤكدا أن قيادات الحزب بالمحافظات تعقد اجتماعات بشكل مستمر مع قواعدها لحشدهم لتأييد الدستور.
وقال الدكتور خالد علم الدين، القيادي بالحزب، إن تلك الفتاوى ستمثل صعوبة أمام حملة الحزب لإقناع التيار السلفي بالدستور، لدينا إحساس بالخطر، لأن فشل الاستفتاء يهدد خارطة الطريق، كما أن الحزب والقوى السياسية بصفة عامة لديها أزمة في أن المواطن لديه إحساس بأن صوته ليس له تأثير، بعد حل مجلسي الشعب والشورى ودستور 2012، لذلك فالمسألة صعبة.
وكان حزب النور أحد المشاركين في انقلاب 3 تموز/ يوليو، كما شارك اثنان من أعضائه في لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012، وأعلن عن تدشين حملة لإقناع المصريين بالتصويت عليه بنعم، لأنه حافظ على مواد الهوية ويحافظ على استقرار مصر، على حد قوله.
تأمين مؤيدي الانقلاب
وعلى عكس التضييق على شيوخ الدعوة السلفية، يلاقي قيادة حزب النور السلفي معاملة مميزة من السلطة الحالية، وصلت إلى حد تعيين حراسات خاصة لمؤتمراتهم وندواتهم.
ففي المنوفية، أعلنت الأجهزة الأمنية الطوارئ بمدينة شبين الكوم الأسبوع الماضي لتأمين محاضرة بأحد المساجد ألقاها الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية والقيادي بحزب النور.
وتم الدفع بأربعة تشكيلات من الأمن المركزى وثماني مجموعات قتالية، وعشرات الضباط تحسبا لقيام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالاحتشاد والتظاهر ضد مواقف برهاني وحزب النور المؤيد للانقلاب.
وكان الشيخ محمد حسان قد أعن تنديده بالاحكام الظالمة وسجن الفتيات المعارضين للانقلاب واصفا مشهد سجنهم "بالعار والهوان الذي لا يقبله إنسان، وطالب المسئولين بالافراج عنهم قبل أن تخفف محكمة الانستئناف الحكم الصادر ضدهم وتطلق سراحهن.
وقال حسان في بيان رسمي له: من لم تحرك هذه البراءة قلبه فإنه لا قلب له، ولن تقوم مصر أبداً إلا بالعدل والحق، محذرا حكام مصر من عاقبة الظلم.
وشارك الشيخان محمد حسان ومحمد حسين يعقوب في المظاهرات ومحاولة الاعتصام التي شهدها ميدان مصطفى محمود في نفس يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأصيب الشيخ حسان قبل أن ينقل إلى المستشفى.