تناولت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الخميس ملف "عمليات
الجيش المصري في سناء".
وتحدث عموس هرئيل في مقالته في هآرتس اليوم بشيء من الامتنان للجيش المصري رغم الخسائر التي يمنى بها في عملياته المستمرة في
سيناء.
ويعتقد هرئيل أن الجيش المصري بدأ عملية بعيدة المدى في سيناء.
وفيما يلي نص المقال:
يسقط قتيلان من قوات الامن المصرية في مقابل كل قتيل من المنظمات الارهابية الاسلامية – هذه هي نسبة الخسارة بين الطرفين منذ أن بدأت العملية العسكرية الواسعة للسلطات المصرية على شبكات الارهاب الاسلامية المتطرفة في سيناء. ففي أقل من ستة أشهر قُتل في سيناء 260 من رجال قوات الامن المصرية في مقابل 131 قتيلا من المنظمات الارهابية.
قال قادة كبار في جهاز الامن في اسرائيل لصحيفة "هآرتس" إن نشاط المصريين الكثيف الذي بدأ بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرالات على حكومة الاخوان المسلمين في مطلع تموز من هذا العام، تحول من عمل مُركز الى عملية منهجية الى أمد بعيد. ويقولون إن المصريين ما زالوا يُظهرون توجها متشددا جدا نحو شبكات الارهاب، وفي كل مرة يظهرون على معسكر للمنظمات الاسلامية يدوسونه بالجرافات ويحرقون الأكواخ والخيام.
قُتل في هذا الاسبوع ثلاثة نشطاء ارهاب في حوادث مع قوات الامن المصرية في سيناء. ويُعد نشاط وحدات الجيش الثاني المصري في شمال سيناء أعنف من نشاط الجيش الثالث الذي يعمل في جنوب شبه الجزيرة. ويظنون في اسرائيل أن السلطات في القاهرة تنوي الاستمرار في هذا النشاط في الاشهر القادمة ايضا.
برغم ذلك تنجح المنظمات الارهابية – التي تعتمد على سكان بدو في سيناء، لكنها تستوعب في صفوفها نشطاء مصريين واجانب ايضا – في أن تضرب قوات الامن المصرية مرة بعد اخرى. وهي تفعل ذلك في الأساس بعمليات اطلاق نار وانتحار وسيارات مفخخة على معسكرات الجيش وقوافله. ويبدو أن هذه المنظمات تحصر جهودها الآن في تخطيط وتنفيذ ما يسمى "عمليات نوعية" – وهي عمليات طموحة أقل تواليا يمكن بها اصابة عدد كبير نسبيا من الجنود ورجال الشرطة بدل محاولة إحداث كتلة عمليات أصغر تأثيرها أقل.
تعمل في سيناء اليوم عشرات المجموعات الارهابية المسلحة التي تستلهم أفكار اسامة بن لادن. ويجتمع جزء كبير منها في جبهة تنظيمية ضعيفة العُرى تسمي نفسها أنصار بيت المقدس. ويعمل في الوقت نفسه تنظيم آخر لفصائل ذات خلفية فكرية مشابهة مركزها قطاع غزة اسمها "أكناف بيت المقدس".
إن حكم الجنرالات في مصر يولي العملية في شبه الجزيرة أهمية كبيرة جدا. ففي بداية الشهر زار الفريق عبد الفتاح السيسي سيناء وشاهد تدريبا لوحدات من الجيش الثاني. وفي لقاء للسيسي مع رؤساء القبائل البدو حذرهم ألا يُمكنوا شباب القبائل من العمل في اطار منظمات ارهابية توالي الاسلام المتطرف. وما زالت مصر تضغط على سلطة حماس في قطاع غزة وتتهمها وتتهم منظمات فلسطينية اخرى في القطاع بالمشاركة في النشاط الارهابي في سيناء.
اعتقل المصريون في عدة فرص نشطاء من سيناء دُربوا وأُعدوا في معسكرات ارهاب في قطاع غزة. واستولوا في سيناء ايضا على وسائل قتالية منها راجمات صواريخ صُنعت في القطاع كما يقولون. وتستغل القاهرة هذه الأحداث لتقوي ردعها للمنظمات وفي مقدمتها حماس في غزة ولتحذيرها من أنها ستشتد في معاملتها الشديدة أصلا اذا ظلت تؤيد المنظمات في سيناء.
يتأثرون في جهاز الامن الاسرائيلي تأثرا طيبا بالجهد المصري لوقف اعمال التهريب من سيناء الى القطاع من خلال الأنفاق في رفح. وقد أُغرقت وفُجرت وهُدمت مئات الأنفاق بالنشاط المصري لكن يبدو أن عددا قليلا نسبيا منها ما زال يعمل. وما زالت تُستغل هذه الأنفاق لتهريب السلع الى القطاع ولتهريب وسائل تُستعمل في صنع قذائف الى مدى متوسط على يد حماس والجهاد الاسلامي في غزة. وهم في اسرائيل يفترضون أن المصريين يتعامون عمدا عن التهريب في عدد من الأنفاق لغرض الحفاظ على "شريان حياة" لتزويد غزة بمنتوجات مطلوبة تضاف الى السلع التي يتم شراؤها من اسرائيل والضفة الغربية.